الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

"عملية الكوبرا".. خطة من الحرب العالمية لنجاح الهجوم المضاد

  • مشاركة :
post-title
الهجوم الأوكراني المضاد - أرشيفية

القاهرة الإخبارية - أحمد أنور

بالرغم من مرور 58 يومًا على الهجوم المضاد، الذي قادته أوكرانيا، وحلفاؤها من الغرب، ضد العملية العسكرية الروسية الدائرة رحاها منذ الرابع والعشرين من فبراير العام الماضي، فإنه لم يحقق مكاسب حقيقية في ميدان المعركة رغم الدعم الغربي بدبابات القتال الثقيلة، ما دفع الخبراء للقراءة في أوراق الحرب، لمعرفة سر بطء الهجوم المضاد بحسب موقع "إن تي في".

ويكشف العقيد في القوات المسلحة النمساوية، ماركوس ريزنر، سر بطء الهجوم المضاد، وما تفتقده كييف للنجاح، معتقدًا إنه ربما تحتاج للعودة "عملية الكوبرا" من الحرب العالمية الثانية.

هجوم قوات الصدمة

وقال ماركوس ريزنر، إن هناك تقدمًا في الأسابيع القليلة الماضية، لكنه لا يتجاوز بضع مئات من الأمتار في كل مرة، وحتى الآن لم تسجل سوى بضعة كيلومترات.

وأوضح أنه قبل أسبوع حاولت أوكرانيا الهجوم بقوات الصدمة شرق وغرب قرية "روبوتين"، إلى جانب هجمات واسعة النطاق جنوب "أوريخيف"، حيث ينتشر اللواء الميكانيكي 47، مسلح بدبابات القتال الرئيسية "برادلي"، و"ليوبارد 2".

وتم دعم هذا اللواء هذه المرة من قبل اللواء الميكانيكي 118، وهو لواء من السرب الثاني لما يسمى بـ "الألوية الهجومية"، ولكن كان الهجوم مكلفًا للغاية.

 تقدم واحد يكلف الكثير

ولفت ريزنر، إلى رصد صور تظهر أن دبابة وسرية مشاة قتالية مختلطة تضم أكثر من عشر مركبات وطواقم تم تدميرها في تقدم واحد فقط.

الهجوم المضاد الناجح.. اختراق العمق

وأوضح أنه لكي ينجح الهجوم المضاد الناجح، يجب اختراق العمق حتى انهيار الجبهة، ومن شأن تحقيق اختراق كبير أن يجلب القوات الأوكرانية في الجنوب إلى ضواحي "توكماك"، على سبيل المثال، حتى يتمكنوا من التقدم أكثر نحو "ميليتوبول" أو "ماريوبول" أو حتى شبه جزيرة القرم.

عملية "كوبرا" الأمريكية

وأشار إلى أن المثال التاريخي للهجوم الناجح هو "عملية كوبرا" الأمريكية في الحرب العالمية الثانية، الذي كان بمثابة الاختراق الحاسم الذي سمح للحلفاء الغربيين بالخروج من رؤوس جسر نورماندي في عام 1944 واحتجاز القوات الألمانية.

استمرت معركة نورماندي لأكثر من شهرين بحملات تهدف لتثبيت أقدام الحلفاء في فرنسا، وانتهت بمعركة جيب فاليز، وتحرير باريس في 25 أغسطس 1944، واكتمال انسحاب الألمان لما وراء السين في 30 أغسطس من العام نفسه.

ضعف القيادة في أوكرانيا

وفي وقت سابق أرجع تقرير للمخابرات الألمانية، السبب في بطء الهجوم المضاد إلى قصور في القيادة، الأمر الذي أثار غضب حلفاء كييف الآخرين، بحسب صحيفة "بيلد" الألمانية.

وزعمت وثيقة مخابرات ألمانية مسربة أن الهجوم المضاد الأوكراني يفشل في إحراز تقدم ملموس لأن الجيش لا يستفيد بشكل كامل من التدريب الغربي، بالإضافة إلى أن الجنود الأوكرانيين الذين دربتهم القوات الغربية يظهرون نجاحًا تعليميًا كبيرًا لكن رؤساءهم يخذلونهم.

وحذّر التقرير من أن الجيش يميل إلى ترقية الجنود ذوي الخبرة القتالية على أولئك الذين تلقوا تدريبًا من حلف شمال الأطلسي، ما يعني أن البعض لديهم أوجه قصور كبيرة في القيادة، التي تؤدي أحيانًا إلى قرارات غير صحيحة وخطيرة.

افتقار أوكرانيا للتفوق الجوي

وأشارت منظمة أبحاث السياسة العامة، إلى صعوبة في اختراق الخطوط الروسية، وأرجعت ذلك إلى افتقار أوكرانيا للتفوق الجوي والدفاعات الجوية المحدودة.

روسيا تطلق 10 ملايين قذيفة

وادعى الأدميرال السير توني راداكين، رئيس هيئة أركان الدفاع البريطانية، في وقت سابق من هذا الشهر أن روسيا فقدت نصف قدراتها القتالية منذ بداية الحرب، وفي العام الماضي، أطلقت 10 ملايين قذيفة مدفعية، لكنها في أحسن الأحوال يمكن أن تنتج مليون قذيفة في السنة.

كما أكد أن روسيا فقدت 2500 دبابة، وفي أحسن الأحوال، يمكنها إنتاج 200 دبابة في السنة.

تعديل الخطة

واكتسبت القوات المسلحة الأوكرانية مكاسب في شرق وجنوب أوكرانيا، لكنها تعاني أيضًا من المشكلات، إذ قال أولكسندر سيرسكيج، القائد العام للقوات البرية، إنه بسبب الوضع الصعب والمتناقض في قطاعي باخموت وليمان، كان علينا تعديل خططنا.

يُعتقد أن تغييرات الخطة الأوكرانية تتعلق بالتقدم الروسي من منطقة لوهانسك نحو منطقة خاركيف المجاورة شمال مدينة ليمان التي تسيطر عليها كييف.