الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

تعد الأسوأ.. حرائق الغابات تجبر اليونان على إعادة هيكلة سياسات الحماية

  • مشاركة :
post-title
حرائق الغابات في اليونان

القاهرة الإخبارية - سمر سليمان

في وقت تستعر فيه حرائق الغابات، أعادت اليونان هيكلة سياساتها المتعلقة بالحماية المدنية في حالات الوقاية والاستجابة، ودفعت بـ500 رجل إطفاء لميادين النيران، أملًا في تجنب سياسة "إخلاء" باتت محل انتقاد، وسط وضع متفاقم وخسائر ضخمة.

500 رجل إطفاء

أعلن وزير أزمة المناخ والحماية المدنية في اليونان، فاسيليس كيكيلياس، الاثنين، تعيين 500 من رجال الإطفاء الجدد، وحدد أولويات جديدة من شأنها تعزيز الحماية المدنية في البلاد خلال موسم الحرائق، والمتوقع أن ينتهي في أكتوبر.

وقال الوزير، في تصريحات صحفية، "أولويتنا الأولى هي تجنيد أكثر من 500 من رجال الإطفاء الجدد الذين سيعززون قواتنا أثناء حرائق الغابات". بحسب صحيفة vima اليونانية.

استراحة بعد عمل متواصل لرجال الإطفاء

أولويات اليونان

وحدد المسؤول أولويات جديدة اعتمدتها الحكومة لتعزيز حماية البلاد في مواجهة موسم الحرائق الأسوأ هذا العام.

وتعتزم اليونان ضمن أولوياتها إعادة هيكلة سياسات الوقاية والاستجابة لديها بشكل رئيسي من خلال تعزيز مناطق الحماية من الحرائق في مناطق الغابات، والاعتماد على نموذج حديث يجمع بين السياستين معًا، بحسب ما ذكر كيكيلياس.

ويشمل ذلك رفع مستوى وتنظيم مشاركة المتطوعين والمنظمات التطوعية في الوقاية من الحرائق والتصدي لها.

سياسة الإخلاء في مرمى الانتقاد

وفي ظل وتيرة متسارعة للحرائق، تواجه اليونان انتقادات شعبية وسياسية، حول طبيعة استجابتها وتعاملها مع الأزمة الجارية.

قال الوزير إن اليونان لطالما اتبعت سياسة الإخلاء في التعامل مع الحرائق، مشيرًا إلى أن أزمة المناخ قد غيرت بشكل كبير نماذج نشوب الحرائق لا سيما في ظل ظروف صعبة وقاسية، الأمر الذي يستدعي بالضرورة تغيير تلك السياسة.

ويتركز مكمن الانتقادات حول شغور نحو أكثر من 4000 مكان عمل فارغ لرجال الإطفاء في البلاد، فيما تعاني اليونان منذ صيف 2019 من حرائق غابات تشتد وطأتها حتى بلغت الأسوأ هذا العام.

ونظمت السلطات، أكبر عملية إخلاء في تاريخ اليونان وقت اندلعت الحرائق في جزيرة رودس السياحية، قبل أسبوعين. وأجلي نحو 19 ألف شخص بينهم 16 ألفًا عن طريق البر و3 آلاف عن طريق البحر من 12 قرية وعدة فنادق من عدة مواقع في الجزيرة. بحسب مسؤولين.

أحد مراكز إجلاء المتضررين من الحرائق

حريق جديد في كريت

وبينما لا تزال الحرائق تتجدد في رودس، وبلغ بعض منها حدود العاصمة أثينا، أجرى رجال الإطفاء عملية كبيرة بالقرب من مدينة إيراكليو في جزيرة كريت، أمس الاثنين، لإخماد حريق اندلع في وادٍ عشبي، حيث فاقمت الرياح العاتية الوضع، وهددت بامتداد النيران.

وقالت خدمة الإطفاء في اليونان، إن الحرائق في رودس وكورفو لا تزال الأكثر خطورة من بين كل الحرائق في اليونان، مبينة أن الوتيرة المستعرة للحرائق وتقدمها المستمر أجبر رجال الحماية المدنية على إخلاء قرى جديدة.

عمليات إطفاء الحرائق مستمرة

إخلاء قريتين في خيوس

وطلبت إدارة الإطفاء من سكان قريتين في جزيرة خيوس، إخلاء منازلهم، كإجراء احترازي، بسبب حريق غابات قريب.

وصدرت الرسالة إلى سكان قريتي ديفشا وكاتافاسي في الجزء الشمالي الغربي من الجزيرة بعد منتصف ليل الأحد، وتم توجيههم إلى فوليسوس، أكبر قرية في هذا الجزء من الجزيرة، على بعد حوالي 40 كيلومترًا من مدينة خيوس الرئيسية.

وتلقت قوات الإطفاء في المنطقة تعزيزات مبكرة يوم الاثنين، حيث عكف 90 من رجال الإطفاء، بعضهم وصل طائرًا من أثينا، بنشاط على مكافحة الحريق، يدعمهم 5 طائرات، و4 مروحيات إضافة إلى متطوعين يقدمون المساعدة.

خسائر ضخمة

وقدرت خسائر الغابات في اليونان حتى الآن، بأكثر من 40000 هكتار، حسب بعض المسؤولين. كما سجل حتى اليوم 5 قتلى بينهم رجلا دفاع جوي كانا يشاركان في عمليات الإطفاء.

ومثّل حادث تدمير مستوع ذخيرة تابع للقوات الجوية في منطقة فولوس وسط اليونان، جراء امتداد النيران متأثرة بالرياح القوية، الخميس الماضي، مجال انتقاد كبير للتعامل الأمثل المنتظر مع الأزمة المتفاقمة، حيث تسبب الحريق الممتد في سلسلة انفجارات كبيرة، تحطمت على وقعها نوافذ المنازل في المنطقة المجاورة، لكن دون وقوع إصابات.

الحرائق مستمرة