بينما تكافح اليونان على مدار ثلاث موجات حرارة متتالية غطت دول حوض البحر المتوسط، خلال الأسبوعين الماضيين، تستعر الحرائق، اليوم الخميس، لتصل العاصمة أثينا، وتتسبب في سلسلة كبيرة من الانفجارات قرب قاعدة عسكرية بمنطقة فولوس، وسط تحذيرات شديد الخطورة، من اندلاع المزيد من الحرائق تلقتها 7 مناطق في جميع أنحاء البلاد.
الحرائق تصل أثينا
انطلقت طائرات هليكوبتر وطاقم إطفاء أرضي في ساعة مبكرة من صباح اليوم الخميس، للتعامل مع حريق اندلع في مدينة كيفيسيا شمال العاصمة أثينا، وأُخمد بسرعة.
واشتعلت النيران على جبهتين وأجبرت أكثر الطرق السريعة ازدحامًا في اليونان على الإغلاق لعدة ساعات، اليوم، بينما تأخرت خدمات السكك الحديدية الوطنية التي تمر عبر المنطقة، وفق ما أوردت وسائل إعلام محلية نقلت عنها وكالة "أسوشيتد برس".
انفجارات قرب قاعدة عسكرية
وبفعل الرياح القوية امتدت حرائق الغابات، لتتسبب في سلسلة انفجارات كبيرة، الخميس، بعد أن طالت مستودع ذخيرة للقوات الجوية في منطقة فولوس وسط اليونان، دون وقوع إصابات.
ولم تسجل أي إصابات جرّاء الانفجارات المتتابعة التي تحطمت على وقعها نوافذ المنازل في المنطقة المجاورة، إذ إن المستودع، الذي يقع على مقربة من قاعدة جوية عسكرية رئيسية كان خاليًا مسبقًا.
وقالت القوات الجوية في بيان مقتضب، إن موقع الانفجارات يبعد نحو 6 كيلومترات (نحو 4 أميال) شمال القاعدة العسكرية، وتم إخلاؤه قبل وقت طويل، وأكدت عدم وقوع إصابات.
من جانبها، أكدت خدمة الإطفاء، أنه لم ترد أنباء عن وقوع إصابات في القرى المجاورة، فيما صدرت أوامر بإخلائها كإجراء احترازي.
وتقع القاعدة الجوية على بعد نحو 20 كيلومترًا من مدينة فولوس، حيث سمع دوي الانفجارات.
7 مناطق تواجه خطرًا شديدًا
وأصدرت الحماية المدنية اليونانية تحذيرًا، اليوم الخميس، من مخاطر نشوب حرائق "شديدة" في 7 مناطق بجميع أنحاء البلاد، فيما حذرت في الوقت نفسه من مخاطر "مرتفعة" لاندلاع حرائق تحدق بثماني مناطق أخرى في البلاد.
ووجهت الوزارة، المواطنين بتوخي الحذر، في ظل الوضع الاستثنائي وتجنب أي نشاط في العراء يمكن أن يتسبب عن طريق الخطأ في نشوب حريق، وحددت بعض السلوكيات التي من شأنها التسبب في إشعال الحرائق وشملت "حرق النباتات، أو استخدام الآلات التي تخلق شرارة، أو حفلات الشواء، أو إلقاء السجائر المشتعلة".
وشمل التحذير من مواجهة "خطر شديد" منطقة أتيكا (غرب أتيكا)، منطقة ستيريا (إيفيا باستثناء سكيروس)، البيلوبونيز (كورنث، أرجوليد، ميسينيا)، منطقة غرب اليونان (إيليا)، منطقة ثيساليا (لاريسا، ماغنسيا، سبوراد)، ومقدونيا الوسطى (ثيسالونيكي، هالكيديكي، جبل أتوس)، والجزر الأيونية.
أما المناطق الثمانية الأخرى ذات التحذير" المرتفع" بشأن مخاطر، فهي منطقة أتيكا (المناطق باستثناء غرب أتيكا)، منطقة ستريا (فوكيدا، فيوتيا، فثيوتيدا)، منطقة كريت، منطقة ثيساليا (مناطق في لاريسا) منطقة البيلوبونيز (أركاديا، لاكونيا)، منطقة شمال بحر إيجة (خيوس، ليسفوس، ساموس، إيكاريا)، منطقة غرب اليونان (إتولوكارنانيا، مناطق أخائية)، منطقة مقدونيا الوسطى (بيريا، كيلكيس، مناطق سيريس).
5 ضحايا
سجلت اليونان، أمس الأربعاء، أولى خسائرها البشرية عندما لقى طياران من رجال القوات الجوية اليونانية حتفهما، جراء تحطم طائرة إطفاء كانا يحلقان بها على ارتفاع منخفض في جزيرة إيفيا. ومن المقرر أن تقام جنازة الطيارين بشمال اليونان، في وقت لاحق الخميس، وفي جزيرة كريت، غدًا الجمعة.
وأودت الحرائق التي اندلعت في محافظة ماغنيسيا بوسط اليونان بحياة شخصين، أمس الأربعاء، فيما عثر رجال الإطفاء على جثة رجل في غابة محترقة، إذ يُعتقد أن الرجل هو الراعي المفقود - 46 عامًا - الذي انتقل إلى حظيرة لإحضار خرافه في أمان، عندما اندلع الحريق بالقرب من فيليستينو، بحسب وكالة الأنباء الرسمية.
رودس لا تزال تكافح
ولليوم العاشر على التوالي، لا يزال يكافح رجال الإطفاء اليونانيون ألسنة اللهب في رودس، بينما تم الإبلاغ عن اندلاع حرائق جديدة في جزيرة إيفيا.
وقالت خدمة الإطفاء في اليونان، إن الحرائق في رودس وكورفو لا تزال الأكثر خطورة من بين كل الحرائق، مبينة أن الوتيرة المستعرة للحرائق وتقدمها المستمر أجبر رجال الحماية المدنية على إخلاء أربع قرى جديدة.
وعلى أثر أخطر موجة حرائق اندلعت في جزيرة رودس، نظمت السلطات أكبر عملية إجلاء في تاريخ اليونان.
وقالت السلطات اليونانية إنه تم إجلاء نحو 19 ألف شخص بينهم 16 ألفًا عن طريق البر و3 آلاف عن طريق البحر من 12 قرية وعدة فنادق من عدة مواقع في الجزيرة السياحية.
وأعلنت وكالة الاستجابة للكوارث التابعة للاتحاد الأوروبي، أنها سترسل طائرتين أخريين لمكافحة الحرائق، قدمتهما فرنسا إلى اليونان.
594 حريقًا اندلع في اليونان
وقال فاسيليس كيكيلياس، وزير أزمة المناخ والحماية المدنية، إن 594 حريقًا اندلع في اليونان خلال 10 أيام، في ظل ظروف موجات الحر ورياح شديدة السرعة، تم إخماد 571 حريقًا قبل أن ينتشر، فيما انتشرت 5 حرائق على نطاق واسع أشدها وطأة في رودس.
وأضاف "كيكيلياس" أن أزمة المناخ ستخلق المزيد من الظروف التي تؤدي إلى نشوب حرائق، وستستمر هذه المعركة طوال الصيف.
وتحدث عن أن أحد العاملين "الإهمال" أو "النية" وراء هذا الكم من الحراق في البلاد، لا سيما هذا العام، قائلًا: "إن الحرائق التي تحرق الغابات والمنازل كل عام لا تبدأ من تلقاء نفسها. إن البشر هم الذين يشعلون النيران، سواء بالإهمال أو النية. وشدد على أننا جميعا بحاجة إلى أن نكون حذرين للغاية ومدركين".
ووفقًا لخدمة الإطفاء، تم اعتقال ما يقرب من 100 شخص بينهم 94 تسببوا بإهمالهم في إشعال النار، فيما ثبت نية أو تعمد 5 أشخاص إشعال حرائق.
