لا تزال الوساطات تطرق باب "الكرملين" منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، في مسعى لإنهاء الصراع المعقد والمتصاعد، ورغم غياب أي حلول لإنهاء الصراع الذي ألقى بكاهله على العالم، لا يزال باب التفاوض مفتوحًا عند الروس.
30 مبادرة سلام
أعلنت موسكو أنها تلقت نحو 30 مبادرة لوقف الحرب في أوكرانيا، وفقاً لماريا زخاروفا، المتحدثة باسم الخارجية الروسية، في ختام القمة الروسية الإفريقية التي استضافتها مدينة سان بطرسبرج الروسية، بحضور زعماء وقادة الدول الإفريقية.
وأكدت المسؤولة الروسية أن موسكو لم ترفض أبدًا المفاوضات مع أوكرانيا لإنهاء الصراع، قائلة: "حتى عندما كنا نعلم أن المفاوضات لن تضيف أي قيمة على الأرجح، كنا نعطيها دائمًا فرصة".
وحمّلت كييف مسؤولية تفاقم الصراع الذي أوشك على إتمام عامه الثاني، مشيرة إلى رفض أوكرانيا إجراء أي مفاوضات بين روسيا وأوكرانيا على أساس مبادرات، حسبما أعلن ميخائيل بودولاك، مستشار مكتب رئيس أوكرانيا، رفض كييف مبادرات السلام التي اقترحتها البرازيل وإندونيسيا والدول الإفريقية.
مبادرات تستحق المتابعة
ويبدو أن فلاديمير بوتين، رئيس روسيا، يتطلع إلى متابعة المبادرتين الإفريقية والصينية، إذ قال خلال القمة التي جمعته مع قادة عدد من الدول الإفريقية، إن مبادرتي الصين وإفريقيا يمكن أن تشكلان أساسًا للسلام في أوكرانيا.
لكنه شدد في الوقت نفسه على أن هناك بنودًا "يستحيل تنفيذها"، مثل توقف روسيا عن إطلاق النار بينما تتعرض للهجوم.
وتابع الزعيم الروسي خلال مؤتمر صحفي: "إن المبادرة الإفريقية من وجهة نظري، يمكن أن تشكل أساسًا لبعض العمليات التي ترمي للبحث عن السلام، مثل مبادرات أخرى، على سبيل المثال، المبادرة الصينية".
المبادرتان الصينية والإفريقية
فور اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، قدمت الصين مقترحًا للسلام مكونًا من 12 بندًا، تركزت على احترام سيادة الدول، ووقف الأعمال العدائية، وإيجاد حل للأزمة الإنسانية.
وفي يونيو الماضي، اقترحت دول إفريقيا مبادرة لوقف الحرب من 10 بنود تركز على خفض التصعيد من الجانبين، ضمان سيادة الدول والشعوب وفق ميثاق الأمم المتحدة، توفير ضمانات أمنية لجميع البلدان، ضمان حركة تصدير الحبوب والأسمدة من الدولتين، إلى جانب تحقيق السلام عبر المفاوضات من خلال الطرق الدبلوماسية.
ورغم وجود خلافات في وجهات النظر بين روسيا والمبادرتين، إلا أن ديمتري بيسكوف، الناطق باسم الكرملين، قال في تصريحات صحفية سابقة إن المبادرة الإفريقية "صعبة"، لكن بوتين مهتم بها.