الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

سعيد صالح.. صانع السعادة ومشاغب الفن

  • مشاركة :
post-title
سعيد صالح

القاهرة الإخبارية - إيمان بسطاوي

التلقائية وعبقرية الأداء وكوميديا تدخل القلب.. مواصفات تمتع بها الفنان المصري الراحل سعيد صالح، على مستوى الوطن العربي، ليصبح أحد أبرز نجوم الكوميديا المصريين وصانع البهجة والضحك، بجانب بساطته وشهامته.

 قبل 83 عامًا ولد الفنان سعيد صالح في مثل هذا اليوم 31 يوليو 1940، في قرية "مجيريا" مركز أشمون بمحافظة المنوفية، ليخرج هذا الشاب بملامحه المصرية ويدخل القلوب بعدما صنع الضحكة والبهجة على وجوه كل جمهوره، فكان أحد الأضلاع الرئيسية في السينما المصرية، لما قدمه من سجل طويل وحافل من الأعمال الفنية، التي تجاوزت الـ500 فيلم للسينما.

"مشاغب الفن المصري"، هكذا كان يحب سعيد صالح أن يلقبه البعض ليس فقط باعتباره واحدًا من أبطال "مدرسة المشاغبين"، لكنه اتخذ من التمرد منهجًا له، إذ يُشعره بالحياة ويزيد من حيويته وإبداعه، ليقول عن ذلك: "أزداد مشاغبة مع تقدم عمري، وكلما شاغبت وعاندت ورفضت كلما كسبت أكثر، وأشعر بالعجز والكبر إذا استكنت، فكنت أستفز نفسي وأخرج منها كل ما أريده، فالمشاغبة جميلة وأشعر بالحياة".

عشق سعيد صالح، المسرح ووقف على خشبته لسنوات طويلة، عقب تخرجه من كلية الآداب، كما عمل في مسرح التلفزيون، وقدم أكثر من 300 مسرحية، كان من أشهر ما قدم من مسرحيات "العيال كبرت" فأحب الجمهور شخصية "سلطان" التي قدمها، وفي عام 1979، قدم مسرحية "مدرسة المشاغبين"، التي تخطى نجاحها حدود الوطن العربي لتكون إحدى علامات المسرح المصري.

شكّل سعيد مع الفنان عادل إمام علاقة استثنائية، كان قوامها الحب التي امتد أثرها حتى بعد رحيل الأول، إذ تؤكد نجلته هند أنها ما زالت على تواصل دائم مع الزعيم وأسرته، كما أن والدها كان يؤكد أن علاقته بعادل إمام يغلفها الحب والصدق ولم يشوبها أي تكدير، فقدم الثنائي سويًا عددًا كبيرًا من الأعمال، مثل فيلم "سلام يا صاحبي"، "المشبوه"، "رجب فوق صفيح ساخن"، "على باب الوزير"، "الهلفوت"، "أنا اللي قتلت الحنش"، ومسلسل "أحلام الفتى الطائر"، وغيرها الكثير وصولًا للمحطة الأخيرة من تعاونهما سويًا في فيلم "زهايمر".

ثمة موهبة كان يتمتع بها بجانب التمثيل، هي التلحين وحبه للغناء، لذلك لحن عددًا كبيرًا من الأغاني في الأعمال الفنية المختلفة، مثل "إحنا النهاردة إيه"، "على اسم مصر"، "ممنوع من السفر"، وغيرها، كما تقدم للحصول على عضوية نقابة الموسيقيين ولم يوفق في ذلك.

"رُبّ ضارة نافعة".. هكذا يمكن تفسير كيف تغيرت حياة سعيد صالح بعد أن تعرض للسجن، وتغير مسار حياته بشكل كامل، ليقول عن ذلك في لقاء تلفزيوني: "حكم عليّ بالسجن لمدة عام، وكانت أكثر سنة في حياتي شعرت فيها بالنعيم، وتقربت لله وواظبت على الصلاة ثم أكرمني بالحج لمدة 9 سنوات، وتغيرت حياتي بالكامل".

ودع سعيد صالح، الحياة في اليوم التالي لذكرى ميلاده، 1 أغسطس 2014، بعد مرور 74 عامًا قضاها في خدمة الفن ليكون واحدًا من صناع السعادة.

وسوم :