التغيرات المناخية والظواهر الجديدة من ارتفاع درجات الحرارة والعواصف والفيضانات، التي تضرب دولًا عدة حول العالم، تسببت في أزمات كهرباء وطاقة كبرى في المناطق المتضررة.
وشهد العديد من الدول الغربية والأوروبية إجراءات لقطع وترشيد التيار الكهربائي، لمواجهة الظروف المناخية الاستثنائية عالميًا.
إيطاليا
في إيطاليا، تعاني الجزر السياحية انقطاع التيار الكهربائي، بسبب موجات الحر الشديدة وارتفاع درجات الحرارة، وفقًا لما ذكرته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
ويتأثر المسافرون الصغار والكبار الذين يعانون من حالات طبية موجودة مسبقًا، خاصة القلب والأوعية الدموية والجهاز التنفسي بشكل خاص، بسبب الظلام وموجات الحر، ويصبحون أكثر عرضة للتعرض للحرارة الزائدة.
وفي جزيرة صقلية، عانى مئات الآلاف من السكان والسياح انقطاع الكهرباء لعدة أيام، فضلًا عن اندلاع حرائق غابات في الجزيرة ذاتية الحكم، بحسب ما ذكرته شبكة "ذا مسنجر أون ستيم" الإخبارية.
وتواجه أجزاء من الجزيرة، بما في ذلك مدن مثل سيراكيوز وكاتانيا وإتنا، انقطاع التيار الكهربائي المتداول، الذي أثر بدوره على إمدادات المياه الخاصة بهم، كما أفاد مسؤول محلي بالجزيرة، بأن "المنطقة كانت تعاني حرارة شديدة لعدة أيام متتالية، دون راحة في الأفق".
ونقلت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، عن ماسيميليانو روسو، مسؤول في كاتانيا: "الوضع صعب للغاية وكبار السن يعانون كثيرًا، حتى المطاعم أجبرت على الإغلاق بسبب نقص الكهرباء، وفي الوقت الحاضر لم يتم اتخاذ أي إجراء كبير لمساعدة المدينة".
وتسببت الحرارة في ارتفاع درجة حرارة الأسفلت إلى 50 درجة مئوية في بعض الأماكن، ما أدى إلى ذوبان كابلات الطاقة تحت الأرض.
وقال فرانشيسكو إيطاليا، رئيس بلدية سيراكيوز، لصحيفة "لا صقلية"، إن مئات الفنيين يعملون على إصلاح المشكلة وتركيب كابلات جديدة بعد أن اعتقدوا أن انقطاع التيار الكهربائي نتج عن الحمل الكهربائي المفرط.
إسبانيا
إسبانيا الأكثر تضررًا من تأثيرات تغير المناخ، وزيادة تواتر وشدة الظواهر الجوية المتطرفة، مثل موجات الحر والجفاف والعواصف، ويمكن لهذه التغيرات المناخية أن تعطل إنتاج الطاقة ونقلها وتوزيعها، ما يؤدي إلى انقطاع التيار الكهربائي وارتفاع أسعار الطاقة وزيادة التكاليف للمستهلكين والشركات، بحسب ما ذكر موقع "إنيرجي باترول".
ونتيجة أخرى لتغير المناخ في سوق الطاقة بإسبانيا؛ الطلب المتزايد على خدمات التبريد، لا سيما خلال أشهر الصيف الحارة، مع استمرار ارتفاع درجات الحرارة بسبب الاحتباس الحراري، ومن المتوقع أن تزداد الحاجة إلى تكييف الهواء والتبريد بشكل كبير، ما يضع ضغطًا إضافيًا على شبكة الكهرباء ويزيد من استهلاك الطاقة.
وهذا بدوره قد يؤدي إلى ارتفاع أسعار الكهرباء وزيادة الاعتماد على الوقود الأحفوري المستورد، ما يقوض جهود إسبانيا للانتقال إلى اقتصاد منخفض الكربون وتحقيق أهدافها المتعلقة بالمناخ والطاقة.
اليونان
يواجه نظام الطاقة اليوناني تحديًا مستمرًا، بسبب موجات الحر المتتالية وحرائق الغابات منذ بداية يوليو.
وشكلت فترات الظهيرة الصيفية أصعب الأوقات لحماية نظام الكهرباء من انقطاع التيار الكهربائي في اليونان.
وشجعت وزارة البيئة والطاقة اليونانية، مستهلكي الكهرباء على استخدام كهرباء الشبكة بشكل أساسي بين الساعة 2 بعد الظهر، و6 مساءً، عندما يكون حقن الطاقة الشمسية في الشبكة وفيرًا، كما نصحت الوزارة اليونانيين بتجنب الأنشطة كثيفة الطاقة مثل الغسيل في أثناء الليل، عندما لا تعمل حدائق الطاقة الشمسية.
بريطانيا
وفي بريطانيا، بدأت السلطات في تطبيق القطع المبرمج للتيار الكهربائي؛ لمواجهة نقص إمدادات الطاقة.
وأشار تقرير إعلامي بريطاني إلى أن ملايين الأسر البريطانية ستواجه سياسة تقنين في الكهرباء لعدة ساعات يوميًا؛ بسبب تراجع الإمدادات في ظل ارتفاع درجات الحرارة.
ورجح خبراء إعلان بريطانيا حالة الطوارئ في إمدادات الغاز، التي بموجبها يمكن أن تنقطع الإمدادات عن بعض محطات الطاقة الكهربائية، التي تعمل بالغاز ما يجعلها غير قادرة على توليد الكهرباء.
ومن المرجح أن يزيد هذا التصريح من الخوف من انقطاع التيار الكهربائي المخطط له، لأن المملكة المتحدة تعتمد على محطات الطاقة الكهربائية بشكل واسع.
الصين
أدى ارتفاع درجات الحرارة في جمهورية الصين الشعبية إلى زيادة استخدام الكهرباء، خاصة في أجهزة التبريد والتكييف، ما يزيد من فترات الذروة في استهلاك الطاقة، وهذا أجبر الحكومة الصينية على استخدام محطات الفحم وقطع الكهرباء في بعض المناطق بالبلاد، بحسب ما ذكرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.
وانقطاع الكهرباء المفاجئ أحدث ذعر لدى المواطنين بسبب إغلاق المصاعد، وتحذير الموظفين بضرورة مغادرة مكاتبهم داخل ناطحات السحاب في غضون دقائق معدودة، بالإضافة إلى انقطاع التيار الكهربائي بشكل مفاجئ في مصنع للكيماويات، أسفر عن وقوع انفجار وإصابة العشرات من العمال.
اليابان
تتخذ اليابان خطوات حثيثة لترشيد استهلاك الكهرباء، بسبب أزمة الطاقة العالمية، هذا يأتي منذ بداية الشتاء الماضي، وحثت الحكومة اليابانية المواطنين والقطاعات الصناعية في طوكيو، على ترشيد استهلاك الكهرباء خلال شهري يوليو وأغسطس، بهدف ضمان استقرار إمدادات الطاقة خلال ذروة فصل الصيف.
الولايات المتحدة
تعرض أكثر من 65 ألف مواطن أمريكي لانقطاع التيار الكهربائي في جنوب شرق ولاية ويسكونسن بالولايات المتحدة الأمريكية، بعد العواصف الشديدة التي ضربت المنطقة، وتسببت العواصف الشديدة، المصحوبة بأمطار غزيرة وحبات برد كبيرة ورياح عاتية، في وقوع أضرار بجميع أنحاء المنطقة، وتركت آلاف الأمريكيين دون كهرباء.
تركيا
سجلت درجات الحرارة في بعض المدن التركية 41 و45 درجة مئوية، نتج عنه زيادة الأحمال وحدوث انقطاعات متكررة في التيار الكهربائي، بسبب كثرة استخدام مبردات الهواء التي تستخدم بكثرة.
العراق
شهدت البصرة جنوب العراق، حريقًا كبيرًا، أمس السبت، بسبب ارتفاع درجات الحرارة، الأمر الذي أدى لانقطاع الكهرباء، وهو ما شهدته عدة مدن عراقية، منها العاصمة بغداد، وفق ماذ كرت هبة التميمي، مراسلة "القاهرة الإخبارية"، من بغداد.
وذكرت أن البصرة العراقية تشهد درجات حرارة مرتفعة بين 55 و60 درجة مئوية، تسببت في حدوث انهيار لمنظومة الكهرباء، حتى باتت العاصمة العراقية بغداد تشهد انقطاعًا للتيار يستمر لساعات أجبر المواطنين على استخدام المولدات.
فرنسا
تعطلت حركة القطارات في باريس، بسبب ارتفاع درجات الحرارة نتيجة خلل تم إصلاحه، فضلًا عن أن نحو 176 ألف منزل تم انقطاع التيار عنها، بسبب الأعاصير التي شهدتها منطقة جنوب شرق فرنسا، وفق ما ذكر خالد شقير، مراسل "القاهرة الإخبارية" من مارسيليا.
كما طالبت وزيرة الطاقة الفرنسية، المواطنين بترشيد استهلاك الكهرباء، وبدءًا من مطلع أغسطس المقبل، سترتفع الأسعار بنسبة 10% في محاولة للضغط على المستهلكين والشركات لترشيد الكهرباء.