تقترب العاصفة المدارية "خانون"، والتي من المتوقع أن تكتسب قوة الإعصار سريعًا، من اجتياح الساحل الصيني المكتظ بالسكان خلال الأيام المقبلة، لتلحق بإعصار دوكسوري، أحد أقوى الأعاصير التي ضربت الصين منذ سنوات، وخلف تبعات عدة أبرزها إجلاء الآلاف من الأشخاص.
لا تعد الأعاصير أمرًا غريبًا على الصين، التي يعاني فيها نحو 150 مدينة من الفيضانات، ما يتسبب في تعطيل الاقتصادات المحلية، وفقدان الأرواح والممتلكات.
بحسب الخبراء فإن الإعصار خانون، يبعد نحو ألف كيلومتر إلى الشرق من الفلبين في المحيط الهادئ، ومن المتوقع أن يصل إلى إقليم تشجيانج ذي الأهمية الاقتصادية يوم الثلاثاء على أقرب تقدير.
وسيكون إعصار خانون، هو الثالث الذي يضرب الصين في 3 أسابيع، بعد إعصار دوكسوري القوي يوم الجمعة الماضي، وإعصار تاليم قبل أسبوع.
ومع دخول منطقة غرب المحيط الهادئ ذروة موسم الأعاصير في أغسطس وسبتمبر، يحذر العلماء من أن العواصف ربما تزداد عنفًا وتحدث وتيرة أكبر بسبب الاحتباس الحراري.
إعصار دوكسوري
شهدت الصين الإعصار دوكسوري أحد أقوى العواصف التي تضرب البلاد منذ سنوات، وبسبب الإعصار بدأت الأمطار في الهطول نحو العاصمة بكين، وقالت إدارة الأرصاد الجوية الصينية، إن منطقة واسعة تشمل العاصمة، تواجه احتمال التعرض لكوارث العواصف المطيرة خلال الأيام الثلاثة المقبلة، "الأحد والاثنين والثلاثاء"، مشيرة إلى أن هذه المخاطر تتراوح من المتوسطة إلى العالية.
وأطلقت السلطات الإنذار الأحمر، ليشمل منطقة شاسعة يعيش فيها مئات الملايين، بما في ذلك بكين ومدينة تيانجين المجاورة ومقاطعتا خبي في الشمال وشاندونج في الشرق، وفق خدمات الأرصاد الجوية.
ويعد دوكسوري ثاني أقوى إعصار يضرب الصين حتى الآن، منذ الإعصار ميرانتي عام 2016، ما تسبب في غلق عدد من المواقع السياحية، والمتنزهات، والمدارس والمؤسسات.
ومنذ بدء توثيق السجلات في 1951، وصل 12 إعصارًا آخر فقط إلى بكين أو عبر من خلالها، وكان أعظمها أثرًا إعصار في 1956 تسبب في هطول أمطار بارتفاع 249 مليمترًا، ووصل إعصار دوكسوري إلى اليابسة "الجمعة"، وتسبب في سقوط خطوط الكهرباء واقتلاع الأشجار، وأثر على نحو 880 ألف شخص في إقليم فوجان الساحلي، وتم إجلاء نحو 355 ألف شخص وأعيد تسكينهم، كما تسبب الإعصار في خسائر اقتصادية تجاوزت 478 مليون يوان، حتى الآن.
إدارة الأرصاد الجوية، أوضحت أن شدة الإعصار آخذة في الضعف، لكن تأثيره لم ينته، وطالبت المواطنين باليقظة لتجنب المخاطر، والمناطق شديدة الخطورة، والتي يمكن أن يصل هطول الأمطار فيها إلى 600 مليمتر، بحسب "رويترز".
إعصار تاليم
إعصار تاليم هو أول إعصار يصل إلى اليابسة في الصين هذا العام، وتسبب الإعصار الذي ضرب جنوب شرق الصين في نزوح 230 ألف شخص، وتأثر مساحات شاسعة بالأمطار الغزيرة والحرارة الشديدة، كما عطل الرحلات الجوية، وتم إغلاق قرى صيد الأسمال والمواقع السياحية الساحلية.
وخلف الإعصار رياحًا سرعتها 150 كيلومترًا في الساعة، وهو ما وضعه في فئة الأعاصير الشديدة، وهي فئة من النادر جدًا أن يسجلها إعصار في مثل هذا الوقت المبكر في موسم الأمطار، بحسب "رويترز".
وبحسب وسائل إعلام رسمية، ألغى مطار جوهاي جينوان في قوانجدونج 43 رحلة طيران داخلية و36 رحلة خارجية، في 17 يوليو بسبب الزلزال، كما ألغى مطار ميلان الدولي الواقع في مدينة هايكو عاصمة إقليم هاينان ومطار قيونجهاي بواو الواقع أيضًا على الجزيرة السياحية جميع الرحلات.
وأشارت وكالة أنباء شينخوا الصينية، إن السلطات المحلية استدعت نحو 2700 سفينة صيد، كما أمرت بإجلاء أكثر من 8200 عامل في مجال تربية الأسماك تزامنًا مع الإصار.