تسبب انهيار صفقة التقاضي التي كانت منتظرة بين فريق الدفاع عن نجل الرئيس الأمريكي هانتر بايدن، ووزارة العدل الأمريكية يوم الأربعاء الماضي، في إثارة جدل واسع في الولايات المتحدة، إذ أشار عالم سياسي بارز كان يتحدث ردًا على انهيار الصفقة، إلى أن "هانتر" هو "الهدية التي تستمر في العطاء للجمهوريين".
وكان من المتوقع أن يقر بايدن بالذنب في جريمتي تهرب ضريبي في محكمة ديلاوير، مقابل الإفلات من التحقيقات الجارية، حول امتلاكه لسلاح ناري بشكل غير قانوني أثناء تعاطي المخدرات.
ومع ذلك، انهارت الاتفاقية، عندما تبين أن الصفقة لن تحمي هانتر بايدن من التحقيقات المحتملة الأخرى المتعلقة بأفعاله التي تجريها النيابة الأمريكية في ديلاوير.
وقد جعل الجمهوريون من شؤون أعمال وشؤون القانون الخاصة بـ هانتر بايدن هدفًا رئيسيًا لهم، خلال الأشهر القليلة الماضية، إذ تم توجيه التحقيقات إلى عائلة بايدن بعد أن سيطر الحزب الجمهوري على مجلس النواب في نوفمبر 2022.
وقد أعلن بايدن أنه يسعى لولاية رئاسية ثانية في 2024، مما يفتح المجال لإعادة مواجهة بينه وبين دونالد ترامب الذي يواجه مشاكل قانونية خاصة به.
وفي حديثه لـ "نيوزويك"، قال توماس جيفت، أستاذ مشارك ورئيس مركز السياسة الأمريكية في كلية كينجز كولج في لندن، إن فشل الاتفاق سيساعد الجمهوريين على تحويل تركيز الانتباه بعيدًا عن محاكمة ترامب.
وأضاف: "هانتر بايدن هو الهدية التي تستمر للجمهوريين، وانهيار صفقة التقاضي معه ليس استثناءً، إنه يعطي دفعة قوية للتحقيق الذي يقوده الجمهوريون في الكونجرس ويعتبر فرصة لترامب وهو يحاول تحويل الانتباه بعيدًا عن الهجمات القانونية التي تواجهه".
ويواجه ترامب اتهامات ينفيها بشأن دفع مبالغ مالية للممثلة الإباحية ستورمي دانيلز، قبل انتخابات الرئاسة الأمريكية في2016، والزعم بأنه احتفظ بوثائق سرية بعد مغادرته البيت الأبيض، وهما التهمتان اللتان ينفيهما بشدة.
وفي يوم الخميس، وُجهت إلى ترامب تهم جديدة في قضية الوثائق السرية، بما في ذلك تهمة تتعلق بادعاءاته بالاحتفاظ بملفات حساسة تتعلق بالعمليات العسكرية المحتملة ضد إيران.
وفي بيان أرسلته حملة ترامب إلى مجلة نيوزويك، قالت إن التهم الأخيرة لا تمثل سوى "محاولة يائسة ومتعثرة مستمرة من عائلة بايدن ووزارة العدل التابعة لهم لمضايقة الرئيس ترامب والأشخاص المحيطين به".
وفي مقال لجويس فانس، المحامية السابقة للمنطقة الشمالية من ولاية ألاباما بين عامي 2009 و2017، والذي كتبته بعد انهيار صفقة التقاضي لـ هانتر بايدن، قالت إنه يواجه مزيدًا من التحقيقات القانونية، إذا تم انتخاب ترامب مرة أخرى في يناير2025.
وأضافت: "يواجه هانتر بايدن، الذي يبدو أنه أصبح لعبة ترامب المفضلة، مخاطر التعرض لمزيد من التحقيقات القانونية إذا عاد ترامب إلى البيت الأبيض في يناير 2025، إن ترامب مصمم على الانتقام والتعويض، ويبدو أن هانتر بايدن هو محور تركيزه".
وتأتي هذه التطورات في ظل تصاعد الجدل حول مسألة فساد في السلطة القضائية الأمريكية، وتحديدًا في وزارة العدل، إذ اتهمت المعارضة الديمقراطية الرئيس جو بايدن بالتقصير في مكافحة الفساد والتدخل في العدالة.
وفي هذا السياق، قامت المدعية العامة، ميريك جارلاند، بإعادة فتح التحقيقات حول قضايا الفساد والتدخل السياسي في العدالة الذي تم تجاهلها أثناء إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب، وهو ما يعزز من احتمالية مزيد من التحقيقات والمحاكمات في المستقبل.
وتشهد الولايات المتحدة حاليًا مشهدًا سياسيًا متوترًا، إذ يتزايد الصراع بين الأحزاب السياسية وتتصاعد حدة الاتهامات والمزاعم المتبادلة، مما يثير قلقًا بشأن مدى الاستقرار السياسي في البلاد.