رجل النيجر القوي، الذي أحبط عدة محاولات انقلابية، قرر في النهاية أن يكون هو قائد الانقلاب هذه المرة، الجنرال عبد الرحمن تشياني، ظهر اليوم عبر التلفزيون الوطني باعتباره رئيسًا لمجلس انتقالي، بعد عزل الرئيس المنتخب محمد بازوم، فيما أعلن الكولونيل بجيش النيجر أمادو عبد الرحمن، أن "تشياني" أصبح الآن حاكمًا للبلاد، مضيفًا أنه "جرى تعليق العمل بالدستور".
تشياني حاول تبرير الانقلاب خلال ظهوره، قائلًا إن "الواقع القاسي المتمثل في انعدام الأمن، الذي تعانيه قوات دفاعنا والسكان الكادحون، بما يحدثه من أعمال قتل وتشريد وإذلال وإحباط، يُذّكرنا يوميًا بهذه الحقيقة الواضحة"، كما تحدث عن أن المجلس الوطني لحماية الوطن "المجلس الانتقالي"، سيحترم جميع الالتزامات التي تم التعهد بها للمجتمع الدولي، بحسب "رويترز".
وطالب تشياني، الذي برز كرجل الانقلاب القوي، الشركاء ومن وصفهم بأصدقاء النيجر، أن يتفهموا الوضع الخاص لها، وأن يقدموا كل الدعم لمساعدتها في التغلب على التحديات، فما هي أبرز المعلومات عن الجنرال عبد الرحمن تشياني.
من هو الجنرال عبد الرحمن تشياني؟
الجنرال عبد الرحمن تشياني، على رأس الحرس الرئاسي منذ عام 2011، وشهد عدة محاولات انقلابية، منها محاولة الانقلاب على الرئيس السابق محمدو إيسوفو، في 2015، وأخرى كانت في مارس 2021، قبل يومين من تنصيب الرئيس المعزول محمد بازوم.
وصف موقع "جون أفريك" الفرنسي، الجنرال تشياني بأنه شخصية مثيرة للجدل، وتمت ترقيته تحت رئاسة إيوسفو.
وأوضح الموقع أنه عندما كان "إيوسفو" في السلطة، كان الحرس الرئاسي مدللًا بشكل خاص، لحماية الرئيس من أي محاولة انقلابية في بلد شهد بالفعل 4 محاولات منذ استقلاله عام 1960.
ورغم رحيل الرئيس السابق إيوسفو، حافظ تشياني على منصبه مع قدوم الرئيس الجديد محمد بازوم، قبل أن يقرر أخيرًا الانقلاب عليه.
يطلق عليه عدة أسماء، فيعرف أيضًا باسم عمر تشياني، بحسب "بي بي سي" ووكالة الأنباء الإفريقية.
وبحسب موقع "كويست فرانس"، تشياني غير معروف خارج الدوائر العسكرية، ويتم تداول القليل من المعلومات حوله، ويوصف بأنه "رجل في الظل"، لكن شخصيته قوية "غير توافقية"، بحسب ما نقله الموقع الفرنسي عن إبراهيم يحيى إبراهيم، الباحث في مجموعة الأزمات الدولية.
وقال أقارب الرئيس المعزول محمد بازوم، لوكالة "فرانس برس"، إن العلاقات تدهورت بين الجنرال تشياني ورئيس الدولة منذ عدة أشهر، مشيرين إلى أن "بازوم" كان يخطط لحسم بديله وإحداث إصلاحات كبيرة في الحرس الرئاسي يوم الخميس 27 يوليو.
وينحدر تشياني، من فيلينقي أو فيلينجوي (بالفرنسية: Filingué) وهي إدارة تقع في تيلابيري، وهي عبارة عن منطقة قاحلة وغير ساحلية، على بعد نحو 200 كيلومتر شمال شرق العاصمة نيامي، وكانت مسرحًا لهجمات الجماعات الجهادية منذ سنوات.
يوصف تشياني من قبل منتقديه بأنه شخصية مثيرة للجدل، بينما يصفه أنصاره بأنه رجل قوي وشجاع ومحبوب، بحسب "فرانس برس".
تشياني الذي قاد الانقلاب هذه المرة، أحبط من قبل عدة محاولات انقلابية عامي 2015 و 2022 على وجه الخصوص، بحسب ما قاله الجندي السابق أمادو باونتي ديالو لوكالة الأنباء الفرنسية، وأنه "ضابط أثبت نفسه في الميدان".