في الوقت الذي تكثر فيه المخاوف من نجاح "محاولة انقلاب" في النيجر الواقعة غرب إفريقيا، لم تسمع طلقات نارية بمحيط القصر الرئاسي في نيامي حيث لا يزال الرئيس محمد بازوم محتجزًا تحت تهديد حراسه، بينما يتوعد الجيش بالتدخل ما لم "تتحل بمشاعر أفضل".
نوبة مزاجية
وتحت تأثير ما وصف بأنه "نوبة مزاجية" احتجز الحرس الرئاسي في النيجر، الرئيس محمد بازوم، اليوم الأربعاء، وحاصر مقر إقامته في نيامي، ووزارات رئيسية منها الداخلية، قبل أن يحاول الحصول على دعم من الجيش ولكن دون جدوى.
وكتب مكتب الرئيس في منشور على موقع تويتر، وعنون رسالته بالرمز "X" ، أن "عناصر من الحرس الرئاسي انخرطت صباح الأربعاء، في حركة مزاجية مناهضة للجمهورية، وحاولت دون جدوى الحصول على دعم القوات المسلحة والحرس الوطني".
وأكد مصدر أمني لم يذكر اسمه لوكالة "فرانس برس" أن هذه الخطوة كانت "نوبة مزاجية" من قبل القوات.
ورغم المخاوف من وقوع محاولة انقلاب في الدولة الواقعة في غرب إفريقيا لم تسمع طلقات نارية.
وتواردت تقارير صحفية نقلًا عن مصادر لم تعرفها، أن الرئيس بازوم رفض التوقيع تحت قوة الاحتجاز على استقالته من منصبه.
مدينة أشباح
والوقت الذي تحولت فيه المنطقة المحيطة بالقصر الرئاسي في العاصمة نيامي، حيث يحتجز الرئيس بازوم، إلى "مدينة أشباح"، وفق ما أفاد صحفي من الأرض نقلت عنه شبكة CNNالأمريكية، ساد التوتر حيث تمركزت قوات مدججة بالسلاح موالية للرئيس متمركزة حول محطة الإذاعة الوطنية، وفق ما أكد مراسل BBCالبريطانية من هناك.
وقالت السفارة الأمريكية في النيجر، إنها تلقت تقارير عن عدم استقرار سياسي داخل العاصمة نيامي.
وذكرت في بيان مقتضب أن 'المدينة هادئة في هذا الوقت" مضيفة: "ننصح الجميع بالحد من التحركات غير الضرورية وتجنب السفر على طول شارع الجمهورية حتى إشعار آخر".
الجيش يرفض الانقلاب
وسرعان ما أصدر جيش النيجر في أعقاب رفضه دعم "الانقلاب" على بازوم، تحذيرًا بشن هجوم، وأمهل الحرس الرئاسي المتورط في احتجاز الرئاسي فرصة للعودة إلى "مشاعر أفضل" والتخلي عن هذا "التقلب المزاجي"، وفق منشور لمكتب رئاسة جمهورية النيجر الذي أكد أن " الرئيس وعائلته بخير".
محادثات لوقف التصعيد
وبينما انطلقت حشود متحمسة إلى شوارع العاصمة نيامي دعمًا للرئيس بازوم، شارك الرئيس السابق للنيجر محمد يوسفو وزعماء سابقين آخرين في محادثات لوقف تصعيد الموقف، وفق تقارير محلية، لكن ليس من الواضح ما إذا كانت تلك المحادثات لا تزال جارية في أعقاب تحذير الجيش بالتدخل وشن هجوم على مقر احتجاز الرئيس.
تنديد إفريقي بـ"محاولة الانقلاب"
وندد الاتحاد الإفريقي بأفعال جنود الحرس الرئاسي ووصفها بأنها "غير مقبولة". وأدانت الكتلة الاقتصادية لغرب إفريقيا (إيكواس)، بأشد العبارات ما اعتبرته محاولة للاستيلاء على السلطة بالقوة في النيجر، ووصفتها بأنها "محاولة انقلاب".
وأكدت إيكواس في بيان لها، أن الكتلة ستحمّل المتورطين المسؤولية.
وشدد الرئيس الحالي للمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا بولا تينبو في بيان له، أن قيادة منطقة " الإيكواس" لن يتسامحوا مع أي وضع يعيق الحكومة المنتخبة ديمقراطيًا في البلاد.
وقال نيتيو الذي أكد أن الكتلة "تراقب الوضع والتطورات عن كثب"، إنه: "يجب أن يكون واضحًا تمامًا لجميع اللاعبين في جمهورية النيجر أن قيادة منطقة الإيكواس، وجميع محبي الديمقراطية في جميع أنحاء العالم لن يتسامحوا مع أي وضع يعيق الحكومة المنتخبة ديمقراطيًا في البلاد".
أضاف البيان أن "قيادة المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا لن تقبل أي عمل يعيق الأداء السلس للسلطة الشرعية في النيجر أو أي جزء من غرب إفريقيا".
تاريخ من الانقلابات
وشهد تاريخ النيجر، المستعمرة الفرنسية السابقة، أربعة انقلابات منذ استقلالها عام 1960، أحدثها الذي أطاح بالرئيس آنذاك ممادو تانجا في فبراير 2010، إضافة إلى العديد من محاولات الانقلاب.
وانتخب الرئيس الحالي المحتجز بازوم، ديمقراطيًا عام 2021، ويعتبر حليفًا وثيقًا لفرنسا وللعديد من الدول الغربية الأخرى.