في تطور لافت للحرب الروسية الأوكرانية، أعلنت موسكو، الخميس، تقدمها بنحو 12 كيلوا مترًا على طول خط الجبهة، و3 كيلومترات في العمق الأوكراني، في منطقة سيرجييفكا في لوجانسك، وذلك في ظل معارك طاحنة على طول خط المواجهة، منذ بدء الهجوم الأوكراني المضاد، إذ يزعم كل طرف تكبيد الآخر خسائر فادحة.
وأوضحت "الدفاع الروسية"، أنه منذ 23 يوليو الجاري، تقدمت قوات مجموعة "المركز"، في لوجانسك، وتحدثت عن تكبيد أوكرانيا خسائر كبيرة في العتاد والأفراد.
وبحسب البيان، دمرت القوات الروسية 25 دبابة و10 مركبات قتالية للمشاة و3 مركبات قتالية مدرعة، وراجمة صواريخ من طراز "آر إم -70"، ومدفعي هاوتزر "إف إتش- 70"، إضافة إلى مقتل 280 جنديًا أوكرانيًا.
كما كشفت وزارة الدفاع الروسية، عن تقدم قواتها كذلك على محور كوبيانسك، عن طريق هجوم لوحدات الفوج الآلي السابع لقوات مجموعة الغرب، في لوجانسك، وتحديدًا غرب بلدة كوزيموفكا، وتحدثت أيضًا عن خسائر في العتاد والأفراد بين صفوف الجيش الأوكراني، شملت مقتل 25 عسكريًا، و3 مركبات قتالية ومدفع هاوتزر "دي-20".
كييف تنتظر دبابات أبرامز
وتنتظر القوات الأوكرانية وصول دبابات أبرامز الأمريكية إلى ساحة المعركة في سبتمبر المقبل، وبحسب صحيفة "بوليتكو الأمريكية، من المنتظر أن يتم إرسال دبابات إلى ألمانيا في أغسطس، لتخضع لعمليات صيانة وتجديد قبل شحنها للمعركة.
ولا يتوقف إعلان نتائج التقدم على أرض المعركة على الجانب الروسي فقط، ففي المقابل أعلنت كييف استعادة قرية في مقاطعة دونيتسك "شرقي البلاد"، وسط معارك عنيفة، وقالت هانا ماليار، نائبة وزير الدفاع الأوكراني، أن قوات بلادها سيطرت على قرية "ستارومايورسك".
ونشر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنيكسي، مقطع فيديو يظهر لقطات للسيطرة على القرية، ورفع علم أوكرانيا فيها.
تقدم ببطء
ورغم مرور نحو شهرين على إعلان الهجوم المضاد، يعاني الجيش الأوكراني في التقدم، بسبب الشراسة الروسية، وحقول الألغام والتحصينات القوية، التي أقامها الروس.
ولم يُنكر الغرب أو الرئيس الأوكراني، بطء الهجوم المضاد، وأنه يسير بوتيرة أبطأ من المتوقع، أما الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فوصفه بـ"الهجوم الفاشل".
وفي مطلع يوليو الجاري، أقرت أوكرانيا بتقدم القوات الروسية، في 4 مناطق شرقي البلاد، وأوضحت "ماليار"، أن القوات الأوكرانية تتصدى للهجمات الروسية، في المنطقة الشمالية الشرقية، لكنها تحرز تقدما بالقرب من باخموت في الجنوب.
وبحسب نائبة وزير الدفاع الأوكراني، تتقدم روسيا في مناطق أفدييفيكا ووماريينكا وليمان.
وفي السياق، يرى البروفيسور جراهام أليسون من جامعة هارفارد، أن كييف تحتاج إلى نحو 16 عامًا، لتستعيد أراضيها بمعدل التقدم الحالي، إذ تسيطر موسكو على 17% من الأراضي الأوكرانية، بحسب "واشنطن بوست".
ماذا حقق الهجوم المضاد؟
في 11 يونيو الماضي، نجحت القوات الأوكرانية، في استعادة 3 قرى، جنوب منطقة دونيتسك، بعد أن تجاوزت خط الدفاع الأول وهو الأقل تحصينًا، ثم حررت 4 قرى أخرى في الأيام الأربعة التالية، لكن بحلول 30 يونيو، ظهرت نتائج المرحلة الأولى من الهجوم المضاد، والتي كانت مكاسب متواضعة فقط، بحسب "فاينانشيال تايمز".
وفي 4 يوليو، شنت أوكرانيا هجومًا بالطائرات المسيرة، أُسقط بعضها في ضواحي موسكو، كما أسقطت طائرة فوق قرية كوبينكا، بالقرب من القاعدة الجوية، كما تم إسقاط طائرتين بدون طيار بالقرب من قرية Valuevo.
وكان التطور الأبرز في الهجوم الأوكراني المضاد، في 17 يوليو عندما نجحت أوكرانيا في توجيه ضربة لجسر القرم، ما أسفر عن انهيار جزئي، ومقتل شخصين، إذ إن الجسر له أهمية رمزية واستراتيجية كبيرة بالنسبة لروسيا، التي وصفت الهجوم بأنه "إرهابي".
وعلى عكس التطورات التي حدثت في العام الماضي، عندما أعلنت أوكرانيا أنها حررت 4600 ميل مربع بين 6 سبتمبر و2 أكتوبر، شهد الهجوم الذي بدأ نحو شهرين استعادة ما يقرب من 80 ميلًا مربعًا و8 مستوطنات، وفقًا لكييف، بحسب ما نقلته مجلة "نيوزويك".
وتحدثت المجلة، عن أن حلف شمال الأطلسي "الناتو"، دفع موعدًا تعسفيًا للهجوم المضاد، ثم فشل في إعداد القوات الأوكرانية بالكامل لتنفيذه، في وقت تواجه فيه كييف الدفاعات الروسية، ووديان الخنادق التي حفرها الروس على طول خط الجبهة البالغ 600 ميل، والتي تشمل هذه الحقول الألغام والخنادق المضادة للدبابات و"أسنان التنين"، وهي قطع خرسانية مربعة الشكل هرمية تستخدم لإيقاف المركبات العسكرية.
وفي 8 يونيو الماضي، عَلَقت القوات الأوكرانية في حقل ألغام أثناء هجوم بالقرب من جبهة زابوريجيا، وتداول المدونون المؤيدون لروسيا بكثافة صور المركبات المدمرة، بما في ذلك دبابات ليوبارد وبرادلي، كما ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز".
ومع مرور أكثر من شهرين، أعلنت القوات الروسية عن تقدم جديد على خطوط الجبهة وخاصة الشرقية، وبحسب "نيويورك تايمز"، ففي الأسبوعين الأولين من الهجوم المضاد الأوكراني، تعرض ما يصل إلى خُمس المعدات التي أرسلتها أوكرانيا إلى ساحة المعركة للتلف أو التدمير، ورغم ذلك يقول معهد دراسة الحرب إنه من السابق لأوانه تقييم الهجوم المضاد الأوكراني.