تهدف النسخة الثانية من القمة الروسية الإفريقية المنعقدة في مدينة سان بطرسبرج الروسية، إلى الارتقاء بالشراكة التجارية والاقتصادية بين موسكو ودول القارة السمراء.
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أكد أن بلاده حريصة على تعزيز العلاقات التجارية والاستثمارية مع إفريقيا.
وقال بوتين خلال كلمته في الجلسة العامة للقمة الروسية الإفريقية الثانية، إن صادرات روسيا الزراعية إلى إفريقيا بلغت 10% بقيمة 6.7 مليار دولار.
التبادل التجاري بين روسيا وإفريقيا
وأضاف الرئيس الروسي أن هناك نموًا في التصدير والاستيراد مع إفريقيا وصل إلى الثلث بالنصف الأول من 2023، مشيرًا إلى أن التبادل التجاري بين روسيا وإفريقيا بلغ 18 مليار دولار في 2022.
ولفت إلى أن حجم الصادرات والواردات الروسية مع إفريقيا هذا العام زاد بنسبة 30%"، مضيفًا أن الناتج المحلي الإفريقي يفوق معدلات النمو العالمية.
وعشية القمة، أكد الرئيس الروسي تمسك بلاده بمواصلة تطوير العلاقات مع البلدان الإفريقية وتحفيز التجارة والاستثمار معها، مشيرا إلى عزم بلاده تطوير التعاون مع إفريقيا والعمل معًا لحل مشكلات تتعلق بمكافحة الفقر وضمان الأمن الغذائي.
وفي تحيته للمشاركين وضيوف المنتدى الاقتصادي والإنساني "روسيا - إفريقيا"، قال بوتين: "المهم أن تعاوننا مع إفريقيا في السنوات الأخيرة وصل إلى مستوى جديد، ونعتزم زيادة تطويره من خلال تحفيز التجارة والاستثمار وتعميق التعاون والعمل معًا في قضايا ملحة مثل مكافحة الفقر وضمان الأمن الغذائي وتغير المناخ".
حوافز روسيا لدفع التعاون مع إفريقيا
وسبق أن صرح بوتين بأن الشركات الروسية تولي اهتمامًا كبيرًا بالعمل في القارة الإفريقية ضمن مجالات عديدة بينها التكنولوجيا المتطورة والاستكشاف الجيولوجى، وكذلك قطاع الوقود والطاقة، بما فيها النووية.
وفي تصريح أدلى به في 26 يونيو الماضي، قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إن الموضوعات الرئيسية في جدول أعمال القمة الروسية الإفريقية الثانية، ستشمل قضايا التكنولوجيا، وتطوير الصناعة والبنية التحتية الحيوية في القارة السمراء، ومشاريع رقمية بالدول الإفريقية، وتطوير مشاريع الطاقة والزراعة والتعدين، وضمان الأمن الغذائي، ضمن قضايا أخرى.
ونقلت وكالة "سبوتنيك" الر وسية عن رئيس غرفة الطاقة الإفريقية، أندريه أيوك، قوله إن روسيا يمكن أن تلعب دورًا رائدًا في دعم مشاريع الطاقة بالقارة الإفريقية.
ورجح موقع "ستراتفور" الأمريكي، أن تتمخض القمة الروسية الإفريقية الثانية، عن الإعلان عن مشاريع واتفاقيات ثنائية جديدة في المجالات التي تركز عليها.
وتسعى موسكو إلى دفع العلاقات التجارية والاستثمارية مع القارة السمراء، وعملت على ذلك من خلال توقيع مجموعة من الاتفاقات الاقتصادية مع دول إفريقية عدة، في قطاعات مختلفة بما في ذلك قطاع البنية التحتية والطاقة والتعدين والزراعة.
وألغت موسكو 20 مليار دولار من الديون المستحقة على عدد من الدول الإفريقية، للتشجيع على دخول مرحلة جديدة من العلاقات، وبما يخدم المصلحة المشتركة للجانبين.
وتقوم الشركات الروسية بالفعل بتنفيذ عدد كبير من المشاريع البارزة التي تساهم في التنمية المستدامة للمنطقة الإفريقية.
وتبزغ مجموعة من الشركات الروسية البارزة العاملة في إفريقيا، والتي تنشط في قطاعات مختلفة، من بينها في قطاع التعدين مثل شركة ألروسا، وفي مجال الطاقة مثل شركة لوك أويل، وفى مجال الطاقة النووية مثل شركة روس أتوم.
وشارك الخبراء الروس في بناء أكثر من 330 موقعًا للبنية التحتية الكبرى والصناعة فى إفريقيا منتصف الثمانينات، بينها محطات توليد الطاقة وأنظمة الري والمؤسسات الصناعية والزراعية.
الشراكة الاقتصادية والتجارية
ومن أهم المحاور الرئيسية التي تركز عليها القمة الروسية الإفريقية الثانية في سان بطرسبرج، محور الاقتصاد العالمي الجديد، والذي يبحث سبل توسيع الشراكة الاقتصادية والتجارية بين موسكو والقارة السمراء.
ومن المقرر أن يبحث محور الاقتصاد العالمي، ما الذي يمكن أن تقدمه الشركات الروسية الآن للدول الإفريقية؟ وكيفية بناء علاقات طويلة الأمد مع الشركاء الأفارقة؟ وما هي برامج ومشاريع التنمية الجديدة التي يتم تنفيذها في إفريقيا؟
وتوقع تقرير صادر عن المعهد الإثيوبي للدبلوماسية الشعبية، أن تحمل نتائج القمة الروسية الإفريقية الثانية، اعتماد خطة عمل للفترة 2023-2026 لمجالات التعاون ذات الأولوية، إذ تهدف الوثيقة إلى تطوير إمكانات التصدير لمنتجي السلع والخدمات الروس في سياق التعاون الروسي الإفريقي.
التعاون في الذكاء الاصطناعي
وفى القمة الحالية، سيتم الكشف أيضا عن إمكانات التعاون بين روسيا والدول الإفريقية في مجال الحلول التكنولوجية المتقدمة من قبل المتحدثين في جلسة "الذكاء الاصطناعي.. محرك جديد لتنمية المنطقة الإفريقية".
وفقًا لتقرير اليونسكو "الذكاء الاصطناعي في إفريقيا: التقدم والتحديات والآفاق"، هناك أكثر من 600 شركة ناشئة مرتبطة بالذكاء الاصطناعي في إفريقيا، بالإضافة إلى 470 مركزًا ومختبرًا لأبحاث الذكاء الاصطناعي.
واليوم في إفريقيا، يزداد الطلب على الحلول القائمة على الذكاء الاصطناعي في مجالات الرعاية الصحية والتعليم والزراعة والبيئة.
وتبحث القمة الروسية الإفريقية آفاق الذكاء الاصطناعي في القارة السمراء، وكيف يمكن أن يصبح الذكاء الاصطناعي محركًا لاقتصاد المنطقة الإفريقية؟ وكيف يمكن الاستفادة من التجربة والحلول الروسية للتقدم في هذا المجال؟