الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

شوقي حجاب.. رائد كتابات الأطفال وصاحب الألف أغنية

  • مشاركة :
post-title
شوقي حجاب

القاهرة الإخبارية - إيمان بسطاوي

"من يعمل في مجال الأطفال يظل طفلًا مهما كبر، فهو طفل بروحه وأدائه".. هذه الجملة القصيرة التي قالها الشاعر المصري الراحل شوقي حجاب، عبّرت عن مشوار حياته ونظرته للحياة، فهو الطفل الكبير صانع البهجة والدهشة الذي شكّل جزءًا كبيرًا من ذاكرة الطفولة، إذ تربى على أشعاره وأغنياته أجيال كثيرة، وصنع عالمًا خاصًا بشخصياته التي ابتكرها.

أتقن شوقي حجاب، الذي رحل عن عالمنا صباح اليوم الأربعاء، الشعر، إذ نشأ في بيت ينبض بالشعر وأسرة تمتلك هذه الموهبة، وساعده والديه في إتقان هذه الملكة الشعرية، إذ كان لهما باع طويل في كتابة الشعر، ليتأثر وشقيقه الراحل الشاعر الكبير سيد حجاب، كما تعلم على يد والده الذي كان يمتلك مكتبة كبيرة من الكتب عروض الشعر، وساعدته هذه الموهبة في فتح طريق الشهرة والنجومية، ليحظى بحب واحترام الجميع له وموهبته الكبيرة وخياله الخصب.

مشوار حافل

سرد شوقي حجاب الذي أثرى الحياة بمشوار حافل، ذكرياته ونشأته الأولى، إذ ولد صاحب الألف غنوة في الدقهلية عام 1946، فكان واحدًا من أهم كتاب الشعر بالعامية المصرية وأكبر رائد للكتابة للطفل.

‏ يستعيد الراحل محطات مهمة في لقاء تلفزيوني سابق، قائلًا: "والدي كان فقيرًا ولم أستكمل تعليمي الأزهري بسبب الظروف، وأبي أول من كتب الشعر ولحقه سيد حجاب حتى إخوتي كتبوا الشعر، وأحببت الشعر منهم".

أبدع شوقي حجاب مع شقيقه سيد حجاب، في ألبوم غنائي للأطفال بعنوان "بابا حبيبي"، وبعد رحيل شقيقه كتب في رثائه: "لما أخويا سيد مات، قلبي انطخ، أول مرة أحس بمعنى كلمة أخ".

صانع البهجة والدهشة

"ساعات بحس أني رسمة في لوحة لبيكاسو وساعات بحس أني نغمة في سيمفونية لموزارت، وساعات في شعر جاهين أو شعر المتنبي وساعات بين البينين بلاقيني متخبي".. كانت هذه كلمات الشاعر شوقي حجاب لتعبر عنه شخصيته المليئة بالحكايات، ليضيف قائلًا: "منذ أن يولد الشخص ويكون في صراعات مع الحياة واستكشافات إلى أن يصبح بني آدم، وبشكل نسبي لم يصل للكمال لأنه لله وحده"، كانت هذه الكلمات التي سرت على لسان شوقي حجاب بعد سنوات من الخبرة والنضج تعكس نظرته للحياة، فرغم تقدمه في العمر لكنه احتفظ بداخله بطفل صغير صانع للبهجة والدهشة".

ابتكر شوقي الكثير من شخصيات العرائس للأطفال التي ارتبط بها الكثير من الأجيال منها "دق دق"، "ضاضا العضاضة"، "سكر وبنجر"، بجانب شخصيات بقلظ وكوكي كاك، ‏وغيرها الكثير من الشخصيات التي شكّلت وجدان الكثير من الأجيال.

‏كلمة السر في حياة "منير"

كان شوقي حجاب كلمة السر في حياة المطرب المصري محمد منير، إذ يقول عن دعمه له: "محمد منير أخويا كنت واخده في حضني، لما راح مجال الغنا، بدأت معاه هو وفاروق الفيشاوي وعمرو دياب، وكنت واقفًا معه في كل مشوار حياته إلى أن استقر على الغناء".

1000 أغنية

قدم شوقي حجاب العديد من الأشعار، التي وصلت نحو ألف أغنية، ومن بين ما قدمه أغنية نادرة للفنان المصري الراحل سمير غانم تجاوز عمرها 40 عامًا، والمفاجأة أن الأغنية لم تذع وقتها، واكتشفها حجاب بالصدفة البحتة في أثناء بحثه بدفاتر ذكرياته، ليقول عنها في لقاء تلفزيوني: "في أثناء بحثي في أوراقي القديمة وجدت الأغنية التي سجلها سمير غانم بصوته منذ أكثر من 40 عامًا لدرجة أنه لا يتذكرها، وقررت أن أهديها لابنتيه دنيا وإيمي سمير غانم بعد رحيله".

‏ثروة غنائية

وقدم شوقي حجاب أكثر من 500 أغنية من كلماته، بالتعاون مع الموسيقار المصري الراحل عمار الشريعي، إذ يقول الشاعر الراحل عن علاقته به: "تربطني صداقة قوية مع عمار الشريعي وجلسات عمل مستمرة، وقررنا أن نسخّر لقاءاتنا المستمرة لسنوات طويلة في عمل ورشة فنية نقدم من خلالها ألحانًا لصاحب نصيبها، وكنت أكتب بشكل مستمر وعمار يقوم بتلحين ما أكتبه، لنكون ثروة غنائية كبيرة ما بين أغاني أطفال وأخرى وطنية وعاطفية واجتماعية".

‏بعد مشوار حافل لأكثر من نصف قرن رحل شوقي حجاب ليلحق بشقيقه، بعد أن أثرى الحياة بالكثير من الأغنيات والشخصيات التي أثرت في وجدان الكثير من الأجيال، تاركًا إرثًا كبيرًا يتداوله الأجيال.