من البر إلى البحر، لا تترك روسيا شبرًا على أرض الميدان في العملية العسكرية الأوكرانية، البالغ أمدها أكثر من 500 يوم، إلا وتسيطر عليه لمنع أي إمدادات لأوكرانيا، منذ الطلقة الأولى في الحرب الدائرة رحاها منذ 24 فبراير من العام الماضي.
وعقب تزايد الأبناء بتكثيف استخدام روسيا للألغام، التي حصدت أرواح المئات، رجحت الحكومة الأمريكية أن موسكو تجر ألغامها إلى البحر، وتحديدًا في الموانئ الأوكرانية، بحسب صحيفة "دي تسايت" الألمانية.
ألغام البر والبحر
وقُتل 221 شخصًا وأصيب 450 آخرون، بسبب ألغام أرضية، منذ بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، بحسب ما ذكره أولكسندر هورونزي، المتحدث باسم خدمة الطوارئ في أوكرانيا.
ونصح هورونزي، الأوكرانيين بأن الأراضي التي تم الاستيلاء عليها بعدم الذهاب إلى المسطحات المائية والحقول والغابات وكذلك المسارات غير المعبدة.
ومسح الخبراء 91 ألفًا و401 هكتار من الأراضي، وتجرى حاليًا أعمال إزالة الألغام بشكل رئيسي في المناطق، التي تم تحريرها في "دونيتسك، ميكولايف، خاركيف، وخيرسون"، بحسب وكالة أنباء الشرق الأوسط.
الهجوم على السفن المدنية
ويبدو أن روسيا نقلت المزيد من الألغام البحرية بالقرب من الموانئ الأوكرانية، بعد تحذيرات متزايدة من الولايات المتحدة الأمريكية من الهجوم على السفن المدنية في البحر الأسود.
وقال آدم هودج، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، إن السلطات الأمريكية لديها معلومات تفيد بأن روسيا زرعت ألغامًا بحرية إضافية في مداخل الموانئ الأوكرانية، وسط مخاوف من هجمات على السفن المدنية في البحر الأسود.
الضغط التركي.. وإحياء الأمل
ويعتقد الخبراء أنه سيكون من الصعب إقناع روسيا باستئناف المفاوضات حول تمديد اتفاقية الحبوب.
وقال ديفيد هارلاند، المدير التنفيذي لمركز الحوار الإنساني ـ الذي ساعد في التوسط في الصفقة ـ إنه لن تكون هناك سوى فرصة ضئيلة للاستمرار، هي زيادة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والدول الإفريقية الضغط على روسيا، بحسب "سي إن إن".
فلاديمير بوتين يجدد المطالب
من ناحية أخرى، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أنه لن يعود إلى اتفاق الحبوب مع أوكرانيا الذي تم توقيعه في يوليو 2022، إلا إذا تم الوفاء بشروطه.
وتم تمديد الاتفاقية عدة مرات، والتوصل إلى اتفاق ثانٍ في إسطنبول بين الأمم المتحدة وروسيا، وفي مذكرة تفاهم وافقت الأمم المتحدة على دعم تصدير المواد الغذائية والأسمدة الروسية دون عوائق إلى الأسواق العالمية، واشتكت روسيا مرارًا من عدم تنفيذ المذكرة، منها إعادة ربط البنك الزراعي الروسي بنظام الدفع الدولي "سويفت".
زيلنيسيكي.. والدفاع الجوي
من ناحية أخرى؛ تعرضت منطقة أوديسا بجنوب أوكرانيا للقصف لليوم الثالث على التوالي، وبحسب تقارير إعلامية محلية، سُمع دوي انفجارات مرة أخرى بالقرب من ميناء أوديسا.
ودعا الرئيس الأوكراني إلى مزيد من المساعدة في مجال الدفاع الجوي، للتصدي للهجوم الروسي.
مساعدة عسكرية أمريكية جديدة
وتريد الحكومة الأمريكية منح أوكرانيا مساعدة عسكرية جديدة بـ1.3 مليار دولار أمريكي.
بينما تزود الشركات في قيرغيزستان روسيا على وجه التحديد بالمنتجات والإلكترونيات الخاضعة للعقوبات، بحسب صحيفة "واشنطن بوست"، نقلًا عن مسؤولين أمريكيين.