على مدار الأيام الماضية، تعرضت مدينة أوديسا جنوبي أوكرانيا لقصف روسي متكرر، استهدف تدمير البنية التحتية ومخزون كييف من الحبوب وطال أيضًا المواقع الأثرية.
ما أهمية أوديسا؟
تعتبر أوديسا المعروفة باسم "لؤلؤة البحر الأسود"، العاصمة الساحلية لأوكرانيا، ثالث أكبر مدن أوكرانيا، وتسهم بنحو 20% من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد.
في الأوقات العادية، تنطلق صادرات البلاد الرئيسية - مثل الذرة والحبوب والمعادن - من أوديسا والمناطق القريبة منها كميناء يوجني وإليتشفيسك. وحسب الإحصائيات، تمثل أوديسا مركزًا لتصدير نحو 70% من تجارة أوكرانيا البحرية.
كما أنها منتجع سياحي مشهور، بفضل شواطئها ومبانيها التي تبرز عمارة القرن التاسع عشر، وتشتهر بكثرة السائحين.
وتمثل أوديسا، باعتبارها أحد أهم الموانئ في فترة الإمبراطورية الروسية، مكانة رمزية في الثقافة والتاريخ الروسي. وأنشأت المدينة في عام 1794، خلال عهد الإمبراطورة كاثرين العظيمة، آخر إمبراطورة حكمت روسيا.
وتعد مركزًا رئيسيًا للنقل من خلال خطوط السكك الحديدية. ويتمّ توصيل النفط من أوديسا إلى الاتحاد الروسي والدول الأوروبية عبر شبكة خطوط أنابيب استراتيجيّة.
ومقاطعة أوديسا هي أهم المنافذ البحرية لأوكرانيا على البحر الأسود، وخروج هذا المنفذ البحري من العمل سيؤدي إلى خنق أوكرانيا تقريبًا؛ فهي لن تتمكن بعد ذلك من استقبال أو إرسال أي بضائع عبره، فالنقل عبر الطرق البرية سيكون أكثر صعوبة وأعلى كلفة.
ويوجد في المقاطعة 3 مرافئ بحرية على البحر الأسود، هي: "يوجني، أوديسا، وتشيرنومورسك". وفي مقاطعة نيكولاييف، يوجد مرفأين نهريين على نهر بوك الجنوبي، الذي يصب في البحر الأسود، هما: "نيكولاييف، أولفيا".
وفي أوديسا ونيكولاييف، تكثر الأنهار والروافد المرتبطة بها، لذلك تكثر الجسور التي تربط المناطق المختلفة من المقاطعتين. لذلك نلاحظ أن القصف الروسي تركز على هذه البنى التحتية المهمة.
لماذا تركز القصف الروسي لأوديسا؟
ويشيرفاديم أريستوفيتش، الأكاديمي في الشئون الدولية بجامعة تافريسكي الأوكرانية، إلى أن موسكو تستهدف أوديسا ونيكولاييف والمياه الإقليمية الأوكرانية المحيطة بهما، لعزل أوكرانيا عن البحر الأسود كليًا.
كما أن في أوديسا ونيكولاييف، يوجد أيضًا العديد من المنشآت العسكرية المرتبطة بالحرب الإلكترونية وغرف العمليات ومستودعات الذخيرة والسلاح ومراكز التدريب والصيانة.
وسارعت القيادة الأوكرانية إلى إخراج المعدات العسكرية من مستودعات مقاطعة أوديسا، فهذه المنشآت لم تقصفها روسيا سابقًا التزامًا باتفاق الحبوب؛ أما الآن فلقد تحولت إلى هدف مشروع لها.