اقترب الهجوم الأوكراني المُضاد، من شهره الثاني، وسط دعم غربي غير مسبوق، ومحاولات مُضنية للجنود الأوكران لتحقيق انتصارات على الجبهة، وتُشير آخر التطورات على أرض المعركة، إلى أن روسيا تتبنى موقفًا دفاعيًا في جنوب أوكرانيا، في حين تتخذ موقفًا أكثر هجومية على مناطق أخرى على طول خط المواجهة، وخاصة في الشرق.
في لوجانسك تحديدًا، تهاجم القوات الروسية بشكل كبير، وجعلت أوكرانيا في موقف ضعيف، ويقول أرتيم ليسهور، رئيس الإدارة العسكرية في المنطقة، إن الجيش الأوكراني يتصدى لمحاولات الجيش الروسي، الذي يحاول التقدم في خمسة مواقع بحسب "سي إن إن".
وجمعت روسيا نحو 100 ألف جندي في الشرق، وتحديدًا في المنطقة الواقعة بين بلدتي ليمان وكوبيانسك، على بعد 100 كيلو متر تقريبًا شمال باخموت، بحسب متحدث باسم الجيش الأوكراني، والذي أكد أن الوضع تحت السيطرة رغم تعقيده.
وكشف موقع التدوين العسكري الروسي، "ريبار"، أن القوات الروسية حققت مكاسب إقليمية في منطقة خاركيف الشمالية الشرقية، واستولت على محطة للسكك الحديدية، في قرية موفتشانوف، بحسب "سي إن إن".
وتُشير التقارير إلى أن القوات الروسية تحاول تحقيق مكاسب حول باخموت، إلا أنها صغيرة ويصعب الدفاع عنها، وكشف موقع "ريبار"، أن الجيش الأوكراني بالفعل تمكن مرة أخرى من الحصول على "موطئ قدم"، في المرتفعات حول باخموت، قرب بلدة كليشيفكا، إلا أن هذه المكاسب جاءت على حساب خسائر كبيرة، بحسب الموقع الروسي.
خسائر أوكرانيا
تتضارب التصريحات حول الخسائر من قبل الجانبين، ويعلن كل طرف تقدمه على الآخر، دون وجود إمكانية للتحقق من هذه الأرقام، وحول خسائر أوكرانيا قالت وزارة الدفاع الروسية إنها تجاوزت 26 ألف قتيل وآلاف الجرحى، و1244 دبابة ومدرعة، وآلاف المدافع وعشرات الطائرات والمروحيات.
ونقلت وكالة "روسيا اليوم"، عن الضابط اليوناني المتقاعد ستافروس أتلامازوغلو، قوله إن الجيش الروسي سيدمر ما تبقى من القوات الأوكرانية، ويمنع أي محاولة لتقدمها في الشرق، مُضيفًا: "نظمت روسيا دفاعات قوية ردًا على الهجوم المضاد، وعطلت تقدم الألوية المجهزة بالأسلحة الغربية".
اعتراف زيلينسكي
خرج الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي "الجمعة"، ليقول إن الهجوم الأوكراني المضاد، يتقدم بوتيرة أبطأ مما كان متوقعًا، وأرجع ذلك إلى بدء العملية في وقت متأخر عمّا كان متوقعًا.
وقال الرئيس الأوكراني، عبر مقطع فيديو لمنتدى آسبن الأمني، إن البداية المتأخرة للهجوم المضاد، منحت روسيا الوقت المناسب، لبناء خطوط دفاع، مُضيفًا: "كان لديهم وقت أكثر قليلًا مما يحتاجون إليه؛ وبسبب ذلك، قاموا ببناء كل هذه الخطوط، وفي الحقيقة، كان لديهم الكثير من الألغام في حقولنا، وبسبب ذلك، فإن الوتيرة أبطأ في أعمالنا الهجومية المضادة".
بوتين: الغرب يشعر بخيبة أمل
أما الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، فقال في خطاب أمام مجلس الأمن الروسي، إن الغرب يشعر بخيبة أمل من نتائج الهجوم المضاد، مؤكدًا أنه لم يأت بأي نتائج،
وقال بوتين إن كل الأسلحة الغربية والدبابات والمدفعية والعربات المدرعة، لم تنجح في اختراق صفوف الجيش الروسي، مُضيفًا: "يرى العالم بأسره أن المعدات الغربية المُفترض أنها منيعة تحترق على خط المواجهة".
أمريكا وتوقعات بتغيرات على الجبهة
أما أنتوني بلينكن، وزير الخارجية الأمريكي، فقد حذر من الاستنتاجات المبكرة بشأن الهجوم المُضاد، قائلًا إنه يتوقع حدوث تغيرات على الجبهة.
وأضاف، خلال منتدى Aspen Security Forum، بـ كولورادو، إنه يتوقع أن يتغير المشهد بعد المعدات التي قُدمت لكييف، وانتشار القوات الأوكرانية المدربة، لافتًا إلى أنه من البداية وتعلم الولايات المتحدة أن الأمر سيكون صعبًا.