"صادق البرلمان الروسي على تدابير جديدة لتعزيز التجنيد ومعاقبة المتهربين"، هذا ما تم الإعلان عنه هذا الأسبوع في مجلس الدوما الروسي، بعد ما تم إقرار مجموعة من التدابير الجديدة التي تهدف لتشديد الرقابة على الخدمة العسكرية وتحفيز المزيد من الشباب على الانضمام إليها، ومن بين هذه التدابير فرض غرامات أشد على المتهربين، وتمديد الحد الأقصى للأعمار العليا للضباط الاحتياط، بالإضافة إلى إعادة جنود الاحتياط العام إلى الخدمة حتى سن 55 عامًا.
وتأتي هذه الخطوات في ظل استمرار حالة الهجرة الكبيرة من قِبل المواطنين الروس، الذين يغادرون البلاد لتجنب الخدمة العسكرية بعد اندلاع الحرب.
وفي هذا السياق، يعمل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على تجنب التجنيد الكامل الذي سيكون غير شعبي في روسيا، على الرغم من أن الدوما وافقت في أبريل الماضي على تشريع لبدء إرسال أوراق الاستدعاء عبر الإنترنت.
تأتي هذه التدابير الجديدة، في ظل تقارير أجنبية تشير إلى أنها نتيجة طبيعية للخسائر الروسية على الجبهة الأوكرانية.
صادق البرلمان الروسي، الدوما، هذا الأسبوع على مجموعة من التدابير للمساعدة في التجنيد، بما في ذلك فرض غرامات أشد على من المتهربين من الخدمة العسكرية، بالإضافة إلى تمديد الحد الأقصى للأعمار العليا للضباط الاحتياط.
تعديل السن
وذكرت وكالة الأنباء الروسية "إنترفاكس" أن تعديلًا للتشريع بشأن "الخدمة العسكرية والواجب العسكري" يتيح استدعاء المواطنين من فئات "الجنود والبحارة والرقباء" حتى سن 40 أو 50 أو 55 عامًا تبعًا للفئة المستهدفة.
كما تم فرض حد أقصى للأعمار الأعلى لضباط الاحتياط الذين يقومون بالتدريب العسكري الدوري والحصول على مكافأة بعد انتهاء خدمتهم العسكرية الإلزامية، إذ يمكن استدعاء الرتب العليا في الاحتياط العام حتى سن 70 وارتفع الحد الأقصى للرتب العليا الأخرى إلى 65 عامًا، في حين يمكن الاستدعاء للضباط الأقل رتبة حتى سن 60 عامًا.
ويمكن إعادة جنود الاحتياط العام إلى الخدمة حتى سن 55 عامًا، وهي 10 سنوات أكثر من الحد السابق.
بوتين يلغي قيود السن
كان قبل ذلك أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مايو 2022 ، إلغاء قيود السن على توقيع عقد مع وزارة الدفاع، إذ كان الحظر 40 عامًا للمواطنين الروس و30 عامًا للأجانب.
ارتفاع معدل التجنيد بالرغم من الهجرة
وفي آخر تحديث أشار ديميتري ميدفيديف رئيس مجلس الأمن الروسي في 4 يوليو خلال اجتماع الى ارتفاع معدل تجنيد الجنود المتعاقدين في القوات المسلحة الروسية إلى 1400 شخص يوميًا، إذ وقّع أكثر من 10 آلاف شخص عقودًا خلال الأسبوع الأخير من شهر يونيو الماضي.
في السياق ذاته صرّح رئيس لجنة الدفاع في الدوما، أندريه كارتابولوف، بأن الحد الأدنى للسن العسكري للضباط الروس سيظل عند 18 عامًا، على الرغم من اقتراح وزير الدفاع سيرجي شويجو بزيادته إلى 21 عامًا.
وقال كارتابولوف إنه لا يتم تغيير الحد الأدنى للسن لأن "الكثير من الشباب يرغبون في الانضمام إلى الخدمة العسكرية عند سن 18".
ويأتي هذا التشريع في وقت شهدت فيه روسيا هجرة مئات الآلاف من المواطنين الروس، الذين غادروا البلاد لتجنب الخدمة العسكرية، بعد أن أعلنت روسيا عن التجنيد الجزئي في سبتمبر 2022، الذي انتقد لعدم اكتماله بشكل جيد، ما أدى إلى زيادة عدد المهاجرين.
ويرى المحللون أن بوتين يريد تجنب التجنيد الكامل الذي سيكون غير شعبي في روسيا، على الرغم من أن الدوما وافق في أبريل على تشريع لبدء إرسال أوراق الاستدعاء عبر الإنترنت.
استنفاد روسيا لمخزونها من الجنود
ذكرت وكالة الأنباء الروسية "تاس" أن المشاركين في التدريب لمدة شهرين لن يشاركوا في القتال الفعلي، إلا أن موقع ميليتري العسكري أشار إلى أن قواعد التدريب الجديدة تعتبر وسيلة لإجبار المزيد من المجندين والاحتياطيين على خط المواجهة، إذ استنفدت روسيا مخزونها من الجنود المحترفين والمتطوعين وحتى السجناء السابقين، وتواجه صعوبات في تجديد قواتها.
مقاومة التهرب
تأتي التدابير التي أقرتها الدوما هذا الأسبوع بغرض معاقبة أولئك الذين يتهربون من الخدمة العسكرية، إذ سيزداد حجم الغرامات لمن لا يستجيبون لاستدعاء الخدمة بدون سبب وجيه إلى 50.000 روبل، وهو أكثر من 16 مرة الغرامة الحالية التي تبلغ 3.000 روبل.