كشفت وثيقة سرية لوكالة التعاون الدفاعي الأمريكية في كييف حجم المخاطر التي ينطوي عليها إغداق الأسلحة على أوكرانيا بغية مساندتها في حربها مع روسيا، إذ تشير الوثيقة إلى صعوبة متابعة هذه الأسلحة وضبطها، ما أدى إلى وصول الكثير منها إلى أيدي جهات غير مرغوبة كالمجرمين والمهربين.
وحذّرت روسيا مرارًا من هذه المخاطر، التي تؤدي إلى انتشار الإرهاب والجريمة المنظمة عالميًا. لذا ينبغي النظر بجدية إلى هذه التحذيرات، والتفكير مليًا في الآثار طويلة المدى لإغداق السلاح دون رقيب أو حسيب على أوكرانيا.
أسلحة دون رقيب
تشير شبكة سي إن إن، إلى أن وكالة التعاون الدفاعي الأمريكية في كييف كشفت عن وثيقة تفيد عدم قدرتها على إجراء المراقبة المطلوبة للمعدات العسكرية التي قدمتها الولايات المتحدة إلى أوكرانيا في العام 2022.
كما أفاد التقرير بأن هذه المشكلات نجمت عن "عدم قدرة موظفي وزارة الدفاع على زيارة المناطق التي يتم فيها استخدام أو تخزين المعدات التي قدمتها الولايات المتحدة إلى أوكرانيا".
وفي هذا السياق فتح الجمهويون النار على إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، لما أشاروا إليه بأنه ضعف في المراقبة والمساءلة للمليارات الأمريكية إلى أوكرانيا.
كان مكتب التعاون الدفاعي في كييف طلب من السلطات الأوكرانية تزويده بتقارير عن النفقات والخسائر والأضرار التي لحقت بالمعدات التي قدمتها الولايات المتحدة، كما بذل جهودًا لمنع تهريب تلك المعدات العسكرية وتداولها بشكل غير مشروع.
ومع ذلك، تمكنت بعض المنظمات الإجرامية من سرقة أسلحة ومعدات عسكرية قدمتها الولايات المتحدة وحلفاؤها إلى أوكرانيا، على الرغم من الجهود المبذولة لمنع ذلك.
وأشار جزءٌ من التقرير، الذي تم حجب الجزء الأكبر منه، إلى عدة أمثلة عن معداتٍ غربية وصلت إلى أيدي خاطئة، إذ ذُكر أن مجموعة من المجموعات الإجرامية المنظمة، تسللت إلى كتيبة من المتطوعين وسرقت أسلحة مختلفة، بما في ذلك قاذفة قنابل ورشاش، بالإضافة إلى أكثر من 1000 طلقة.
وأضاف التقرير أن الهدف المفترض للمجموعة كان القيام بأنشطة تخريبية .
فيما أشار موقع ميليتيري العسكري الى أن مجموعة من المجرمين الأوكرانيين، الذين تنكروا بصفة عمال إغاثة، سرقوا سترات واقية من الرصاص بقيمة 17 ألف دولار، التي قدمتها لها حلفاؤها.
ووصف التقرير الصادر عن الموقع العسكري، حادثًا وقع في أغسطس 2022، عندما سرق أعضاء في كتيبة المتطوعين 60 بندقية وكمية كبيرة من الذخيرة "على الأرجح للبيع في السوق السوداء".
روسيا تحذر
كانت روسيا حذرت في عدة مناسبات من خطورة تزويد أوكرانيا بالأسلحة الغربية، بسبب تهريب تلك الأسلحة خارج البلاد وبيعها في السوق السوداء، إذ في شهر مايو الماضي، حذرت ماريا زاخاروفا المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، من أن تزويد كييف بالأسلحة بهذا البذخ يؤدي إلى "وصول النشاط الإرهابي والإجرامي إلى مستويات غير مسبوقة" في جميع أنحاء العالم بسبب هذا الأمر.
تعد هذه المشكلة أحد التحديات التي تواجه الدول التي تزود دول أخرى بالأسلحة، إذ يمكن لتلك المعدات العسكرية التي يتم تسليمها لدول مثل أوكرانيا، الوصول إلى أيدي أشخاص خطرين وخارجين عن السيطرة، ما يجعل الأمن الدولي في حالة تعقيد.