بدأت أوكرانيا، الخميس، استخدام القنابل العنقودية، التي قدمتها لها الولايات المتحدة الأمريكية، في خطوة تأمل كييف وحلفاؤها أن تسفر عن تقدم أسرع في الهجوم المضاد، في وقت بدأت روسيا شن هجوم انتقامي على الجنوب، وخاصة على مدينة أوديسا، بعد حادث جسر القرم.
وقال جون كيربي، منسق الاتصالات الاستراتيجية في مجلس الأمن القومي الأمريكي، إن استخدام القنابل العنقودية يجري بشكل مناسب وفعال، ويؤثر على التشكيلات الروسية، بحسب "سي إن إن"، مشيرًا إلى أنها بدأت في استخدام تلك القنابل الأسبوع الماضي.
هل تكون القنابل العنقودية مؤثرة على الجبهة؟
تأمل كييف وأمريكا، أن تكون القنابل العنقودية ذات تأثير كبير، فهي فعالة في قمع نيران العدو، ويمكن استخدامها تحديدًا لاستهداف وحدات المشاة الروسية، والتي تعوق تقدم القوات الأوكرانية عبر الخنادق الدفاعية، وهو ما قد يمنحهم الفرصة للتقدم، وسط الدفاعات المحصنة، بحسب "إندبندنت".
واحدة من الاستخدامات الأخري للقنابل العنقودية، تتمثل في استخدامها لحقول الألغام، التي تعاني منها كييف حاليًا، وكانت تكافح لتطهيرها في الفترة الأخيرة.
إلا إن استخدام هذه القنابل ليس فعالًا دائمًا، فهي أسلحة محظورة في أكثر من 100 دولة، لاحتمالية أن يؤدي استخدامها من قبل أوكرانيا إلى استخدامها من قبل روسيا، وهو ما يعزز خطرها.
وبالتالي لن يتم الحكم على استخدام القنابل العنقودية في الوقت الحالي، ولكن سيعتمد تأثيرها على كيفية استخدامها، سواءً كانت بشكل منضبط أم عشوائي.
آخر تطورات الهجوم الأوكراني المضاد
تتضارب الروايات الروسية والأوكرانية في ما يتعلق بالحرب، وكل منهما يدعي تحقيق الانتصارات، منذ بدء الهجوم المضاد بداية الشهر الجاري، لكن الأمر المؤكد أن المعارك ضارية بين قوات البلدين.
ومنذ انسحاب روسيا من اتفاق تصدير الحبوب، تحولت دفة الحرب إلى هذا الاتجاه، إذ هاجمت موسكو مدنًا أوكرانية في الجنوب مثل "أوديسا"، انتقامًا منها بعد الهجوم الذي استهدف جسر القرم.
وقصفت روسيا، مدينة أوديسا الساحلية، جنوب أوكرانيا، لليوم الثالث على التوالي، وقالت "سي إن إن"، إن الهجوم يعتبر الأكبر منذ بدء الحرب، إذ استخدمت فيه روسيا صواريخ مخيفة، وطائرات مُسيّرة "بدون طيار".
واستخدمت روسيا في هجومها، صواريخ "أونيكس" الجديدة، والتي أقر يوري إجنات، المتحدث باسم القوات الجوية الأوكرانية، بأن الدفاعات الجوية، لا يمكنها إسقاط تلك الصواريخ.
وكشفت مصادر أوكرانية، عن خسائر ضخمة في أوديسا نتيجة الضربة الانتقامية التي شنتها موسكو، بعد قصف جسر القرم باستخدام زوارق أوكرانية، وبحسب قيادة عمليات الجنوب، تضررت محطات الحبوب والنفط والدبابات ومعدلات التحميل.
استهداف السفن في البحر الأسود
تحدث البيت الأبيض، عن أن روسيا قد توسع استهدافها لمنشآت الحبوب الأوكرانية، وأنها ستهاجم سفن الشحن المدنية في البحر الأسود، بحسب المتحدث باسم مجلس الأمن القومي، إلا إن موسكو خرجت لتنفي تلك الأنباء، وأنها لن تقوم بأي استفزازات ضد السفن المدينة في البحر الأسود.
وبدورها، حذرت وزارة الدفاع الأوكرانية، من أنها ستعتبر أي سفينة في البحر الأسود متوجهة لأراضي روسيا "عسكرية محتملة".
الأمم المتحدة تندد
وندد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش بالهجمات الروسية على موانئ أوكرانيا، وقال إنها تدمر البنية التحتية المدنية ويشكل انتهاكًا للقانون الإنساني الدولي"، بحسب "رويترز".
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك إن "هذه الهجمات لها تأثير يتجاوز حدود أوكرانيا"، مشيرًا إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية الفترة المقبلة.