قام الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بجولة خليجية اعتبرها المحللون من أكثر الجولات المثمرة، والتي من المُنتظر أن يترتب عليها إبرام العديد من الاتفاقيات في عدة مجالات مختلفة، من شأنها المساهمة في تحسين الاقتصاد التركي والتعافي من جديد.
وبدأ الرئيس التركي جولته الخليجية بالمملكة العربية السعودية، حيث وصل الاثنين الماضي، والتقى بخادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وبحثوا عددًا من القضايا المشتركة بين البلدين.
وفي بداية الاجتماع، هنأ الأمير محمد بن سلمان الرئيس التركي على فوزه في الانتخابات الرئاسية التي أُجريت في مايو الماضي، ومن جانبه أعرب "أردوغان" عن تقديره للدعم الذي قدمته السعودية لتركيا في أعقاب كارثة الزلزال الذي وقع في 6 فبراير 2023.
بيان مشترك
وأصدرت المملكة السعودية وتركيا بيانًا مشتركًا، أكدتا فيه على أهمية استكمال إجراءات تفعيل مجلس التنسيق السعودي التركي، وتطوير مشاريع مشتركة، بالإضافة إلى أهمية رفع وتيرة التعاون في القطاعين التجاري والاستثماري، ودعم التكامل الاقتصادي.
ورحب الجانبان بتوقيع برنامج الخطة التنفيذية للتعاون في مجالات القدرات والصناعات الدفاعية والأبحاث والتطوير، والتوقيع على عقدي استحواذ بين وزارة الدفاع وشركة (بايكار) التركية، ومذكرات تفاهم للتعاون في مجالات الاستثمار المباشر، والإعلام، والطاقة، وتوقيع 9 مذكرات تفاهم بين القطاع الحكومي والخاص في البلدين، خلال منتدى الاستثمار السعودي التركي الذي عقد على هامش الزيارة.
50 عامًا على العلاقات القطرية التركية
وصل الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، مساء الثلاثاء، إلى العاصمة القطرية الدوحة لإجراء زيارة رسمية؛ تلبية لدعوة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني. وكان في استقباله لدى وصوله مطار الدوحة الدولي الدكتور خالد بن محمد العطية، نائب رئيس مجلس الوزراء القطري ووزير الدولة لشؤون الدفاع.
وتم خلال المباحثات التأكيد على الرغبة القوية لدى البلدين بتعميق التعاون الثنائي بينهما، من خلال تعزيز التبادل التجاري والعلاقات الاقتصادية، والتزامهما بالعمل معًا لتعزيز وضعهما على الخريطة الاقتصادية العالمية، بحسب وكالة الأنباء القطرية "قنا".
واتفق الجانبان على تكثيف عمل الفرق الفنية المشتركة بينهما؛ لتحديد الفرص الاستثمارية ذات المنفعة المتبادلة، خاصة في مجالات تمويل الصادرات والسياحة والطاقة النظيفة، والمجالات الأخرى ذات الاهتمام المشترك، كما شهد الأمير القطري والرئيس التركي التوقيع على البيان المشترك بين دولة قطر والجمهورية التركية، بمناسبة مرور 50 عامًا على إقامة العلاقات الدبلوماسية القطرية - التركية.
الإمارات واجهة أردوغان الأخيرة قبل العودة
ووصل الرئيس التركي مساء الثلاثاء، إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، في زيارة رسمية بدأت أمس الأربعاء، تُعد هي الثالثة لأردوغان للإمارات خلال 18 شهرًا بعد زيارتين أجراهما في فبراير ومايو عام 2022.
ومنح رئيس دولة الإمارات محمد بن زايد آل نهيان أردوغان "وسام زايد" الرفيع، والذي يعد أعلى وسام تمنحه الدولة لقادة الدول وملوكها ورؤسائها، وذكر أن الوسام يعد تعبيرًا عن شكره وتقديره لجهود الرئيس التركي التي بذلها في تنمية علاقات الصداقة والتعاون المشترك بين البلدين، فيما أعرب أردوغان عن شكره واعتزازه بهذا الوسام.
وتطرق اللقاء الذي عقد في قصر الوطن في أبو ظبي إلى عدة قضايا، منها مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ " 28cop " الذي تستضيفه دولة الإمارات نهاية العام الجاري، وتطلعها إلى مشاركة تركية فاعلة من أجل نتائج تصب في مصلحة العالم، ولا سيما أن هناك تعاونًا بين البلدين في مجال العمل المناخي ولديهما خطط طموحة في مجال الطاقة المتجددة وتحقيق الحياد الكربوني.
وقال رئيس الإمارات، محمد بن زايد، إن تركيا تُعد شريكًا أساسيًا لدولتنا ولديها توجه استراتيجي لدفع العلاقات معها إلى مستويات أعلى، خاصة في مجالات التجارة والتكنولوجيا والطاقة والأمن الغذائي وغيرها، حسبما نشرت وكالة أنباء الإمارات "وام".
وأشار إلى ارتفاع حجم التجارة غير النفطية خلال العام الماضي بنسبة 40%، مُضيفًا أن اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة التي وقعها البلدان خلال شهر مارس الماضي، ستعزز مسار العلاقات الاقتصادية والاستثمارية ورفع قيمة التجارة إلى أكثر من 40 مليار دولار سنويًا في غضون 5 سنوات.