حذّرت منظمات وجمعيات إغاثة في إسرائيل من نقص في الأدوية الذي أثّر على العديد من المرضى في الأسابيع الأخيرة، متهمين السلطات بعدم وجود تنظيم ورقابة على المخزونات الدوائية.
وحددت تقارير إعلامية إسرائيلية خمسة أسباب خلف أزمة نقص الأدوية، خاصة مسكنات الآلام، أولها الأزمة الروسية- الأوكرانية، وثانيها نقص المواد الخام، وثالثًا انتشار وباء كورونا، أما رابع هذه الأسباب فهو نقص القوى العاملة في القطاع الصيدلي، وأخيرًا مشكلات تتعلق بتوريد الأدوية ونقلها.
وقال باروخ ليبرمان، الرئيس التنفيذي ومؤسس جمعية "أصدقاء الطب" في إسرائيل (أكبر منظمة توفر الأدوية للمرضى) إن الأشهر الأخيرة شهدت زيادة في الطلب على الأدوية، مضيفًا أن "المزيد من الأدوية تختفي من الرفوف، بما في ذلك الأدوية الروتينية التي من المفترض توافرها، لكنها تختفي".
كانت نقابة الصيادلة الإسرائيلية أعلنت في بيان لها الأسبوع الماضي، عن أن أزمة نقص الأدوية تتفاقم، وبعثت رسالة إلى وزارة الصحة الإسرائيلية محذرة من عدم معالجة الأزمة، وأن نقص الأدوية سينعكس سلبًا على المرضى.
اختفاء عشرات الأدوية الروتينية
وأضاف "ليبرمان"، لصحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، أن هناك أدوية أساسية جدًا لتسكين الآلام لا يمكن تعويضها، موضحًا أنه حتى الأدوية الأساسية المضادة للإسهال، وأدوية أخرى خاصة بالقولون يصعب العثور عليها، مشيرًا إلى أن أزمة نقص الأدوية تأتي بالتوازي مع صعوبة شرائها بسبب غلاء المعيشة، مما يفاقم الأزمة.
وأكد دودو ببو، رئيس "هيستدروت" الصيادلة (النقابة العمالية للصيدلة) في مقابلة مع راديو إسرائيل، أنه من عشرات إلى مئات الأدوية مفقودة من السوق، وأوضح أن الوضع متدهور منذ أشهر، إلا أنه في الأسابيع الأخيرة وصل إلى ذروته، وقال: "الجميع يتحدث عن نقص أدوية الباراسيتامول، لأن الجميع يعرفها، ولكن في الواقع النقص موجود أيضًا في قطرات العين، والمراهم، وأدوية السرطان، وأدوية الالتهابات، ومسكنات الآلام".
وترفض وزارة الصحة في إسرائيل الاعتراف بأزمة نقص الأدوية قائلة إنها تسمح للمستشفيات باستيراد الأدوية باستمرار في حال نقصها.
سلاسل التوريد وعدم الرقابة تفاقم الأزمة
وقالت صحيفة "كلكليست" الاقتصادية في إسرائيل، إن إنتاج الأدوية أمر مكلف ومعقد، وبالتالي فإن الاعتماد يكون على التجارة الدولية عبر سلاسل التوريد، إلا أنه منذ ظهور وباء كورونا، لم تتعاف سلاسل التوريد العالمية.
وأضافت الصحيفة، في تقرير، نشرته الخميس الماضي، أن الحرب في أوكرانيا وأزمة الطاقة في أوروبا، سبب آخر في زيادة تكلفة الدواء عالميًا، كما أن النقص في المواد الخام يجعل الإنتاج صعبًا، وهي أسباب تفاقم الأزمة في إسرائيل في ظل إهمال من السلطات وعدم الرقابة على مخزونات الأدوية.