اتّهم الدكتور إيساف روزنتال، المختص بعلوم الطبيعة، الحكومةَ الإسرائيلية والهيئات البيئية، بتجاهل التغيرات المناخية، خاصة التي تسبب في أضرار ودمار واسعين للمباني على شواطئ مدينة إيلات الإسرائيلية التي تضربها عواصف جنوبية معتادة، تؤثر المباني القريبة من الشاطئ وتلحق الأضرار بالبيئة الساحلية للمدينة.
وأكد "روزنتال"، الذي شغل منصب مدير لمحمية "عين جدي" الطبيعية لمدة عشر سنوات، أن السلطات الإسرائيلية فهمها للقضايا المناخية يساوي "صفر"، موضحًا أنها تصر على بناء مشروع تنموي بالقرب من شواطئ إيلات، بالرغم من أن كل مَن يهتم بالبيئة الطبيعية، يعلم أن القوانين تحظر البناء بالقرب من الشواطئ لتجنب الإضرار بالبيئة الساحلية والبحرية، في ظل موجة الاحتباس الحراري التي تشهدها الكرة الأرضية؛ ما يؤدي إلى ارتفاع مستوى المحيطات والبحار أسرع من المتوقع.
"جنون عظمة" من السلطات المحلية في إيلات
وقال الدكتور والباحث الإسرائيلي، في مقال نشره موقع "هيدعين" الإسرائيلي، إن السلطات الإسرائيلية تصرّ على تنفيذ المشروع على شواطئ إيلات، وهي "مصابة بجنون العظمة"، متجاهلةً أن تنفيذ المشروع يضرّ بالبيئة البحرية، وأنه من المحتمل جدًا تدمير جزء منه، على الأقل، عند ارتفاع مستوى سطح البحر بسبب الاحتباس الحراري أو العاصفة التالية التي معتاد أن تضرب المدينة الساحلية.
ودلل "روزنتال" على اتهامه للسلطات الإسرائيلية، بأن مسحًا ظهر مؤخرًا أظهر كيف تغرق المدن الكبيرة بسبب مزيج من ارتفاع مستوى المياه مع زيادة الوزن بسبب البناء والتطوير، ويؤكد المسح أن أضرارًا جسيمة تلحق بالبنية التحتية (المياه والصرف الصحي والطرق وغيرها)، مشيرًا إلى أن البلدان التي تمتلك وعيًا بقضايا المناخ، تبحث عن تدابير حماية للمدن الساحلية ضد ارتفاع منسوب المياه.
وقال الباحث الإسرائيلي: "غمرت المياه جزر المحيط الهندي ويبحث سكانها عن طرق للتنقل"، مشيرًا إلى أن عديدًا من المدن الساحلية حول العالم ستغرق في العقود المقبلة، ما لم تجد طرقًا للدفاع ضد ارتفاع مستويات سطح البحر، وأنه من المتوقع، بسبب ارتفاع مستوى المحيط والاحتباس الحراري تغير المناخ، بحلول عام 2050، سيتأثر نحو 100 مليون شخص في جنوب شرق آسيا وإفريقيا وجزر المحيط الهادئ نتيجة حدوث فيضانات متقطعة وفترات جفاف.
تجاهل السلطات الإسرائيلية صراخ الهيئات البيئية
ويؤكد أنه في عديد من البلدان، المدركة للتغيرات المناخية، هناك أنشطة في مراحل مختلفة من التحضير والحماية من ارتفاع منسوب المياه، وهناك من يعملون بطرق مختلفة، فمنهم من يعد خطط إجلاء السكان، وهناك أمثلة لمن وجدوا حلولًا تحت قيود، مثل البندقية في إيطاليا، إذ بنت السلطات بوابات فيضان للحد من الفيضانات، وكذلك في هولندا.
وقال إن الاستثناء الوحيد هو حالة إيلات الإسرائيلية، إذ استعانت السلطات بشركة تخطيط "يكون فهمها للبيئة البحرية بشكل عام وخليج إيلات خاصة، مساوٍ لفهمها للمناخ، أي صفر"، وأكد أن الهيئات البيئية التي ناشدت رئيس بلدية إيلات لتغيير خطط البناء لتخفيف الأضرار "جرى تجاهلها بوقاحة".
واختتم مقاله قائلًا: "مع بداية الأعمال، يمكنك رؤية النتيجة، تدمير الشواطئ وإلحاق أضرار جسيمة بالبيئة البحرية. وهناك مَن يرفع صوته وهناك من يصرخ ويحتج ولكن السلطات لا تصغي، والدمار مستمر. والنتيجة هي أنه حدثت أضرار جسيمة، ومن المشكوك فيه ما إذا كان من الممكن إصلاح أو إعادة تأهيل المناطق المتضررة".