تنطلق، اليوم الأحد، الدورة الخامسة لقمة منتصف العام التنسيقية التابعة للاتحاد الإفريقي، بالعاصمة الكينية نيروبي، بهدف محدد هو تعزيز التكامل الاقتصادي بين دول القارة السمراء.
وتناقش القمة عددًا من الموضوعات ذات الأولوية، من بينها حالة التكامل الإقليمي في إفريقيا وفقًا لمعاهدة أبوجا، وبحث واعتماد تقسيم فعّال للعمل بين الاتحاد الإفريقي والمجموعات الاقتصادية الإقليمية والدول الأعضاء بشأن القطاعات المتبقية، وتقرير الإصلاح المؤسسي للاتحاد الإفريقي، وعرض خطة التنفيذ العشرية لأجندة 2063، على أن يتم في ختام أعمال القمة اعتماد البيان الختامي.
ويشارك 15 من رؤساء الدول والحكومات الإفريقية في القمة و50 وزيرًا وممثلين عنهم في الاجتماعات رفيعة المستوى للمجلس التنفيذي للاتحاد الإفريقي، المنعقدة حاليًا في العاصمة الكينية، وفقًا لمصادر كينية.
القمة استحداث مصري
وكانت مصر استحدثت القمة خلال رئاستها الاتحاد الإفريقي في 2019، اتصالًا بجهود الإصلاح المؤسسي للاتحاد، وفي إطار محور تقسيم العمل والمهام بين مفوضية الاتحاد الإفريقي والتجمعات الاقتصادية الإقليمية، فضلًا عن تعزيز مسار التكامل الإقليمي بين دول القارة، خاصةً ما يتعلق بالتكامل الاقتصادي، وأبرز خطواته إطلاق منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية تحت الرئاسة المصرية عام 2019.
وتشارك مصر في تلك القمة، التي تُعقد اليوم، تحت شعار "تسريع تنفيذ منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية"، بوصفها رئيسًا للوكالة الإفريقية للتنمية "النيباد" علاوة على كونها الرئيس السابق لتجمع الكوميسا، وفق ما أعلن أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية.
ولفت فهمي إلى أن القمة ستركز على متابعة ما تم على صعيد التكامل الإقليمي بالقارة، وبصفة خاصة منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية، التي أُطلقت خلال الرئاسة المصرية للاتحاد الإفريقي عام 2019، واتفاقية التجارة الحرة التمييزية، والخطوات المستقبلية لتحقيق التكامل الإقليمي بالقارة.
وقال "فهمي" في تصريحات للوفد الصحفي المرافق للرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، خلال زيارته الحالية إلى نيروبي، إن الغرض الرئيسي من تلك القمة اقتصادي رغم وجود ملفات سياسية أخرى.
الرئيس المصري يلقي كلمتين في القمة
ومن المقرر أن يلقي الرئيس المصري، كلمة يستعرض خلالها خطة بلاده في ظل تَرَؤسها الحالي للجنة التوجيهية لرؤساء دول وحكومات الوكالة الإفريقية للتنمية "النيباد".
كما سيلقي كلمة بصفته الرئيس الحالي لمؤتمر الأمم المتحدة للمناخ أمام جلسة البيئة والتغيرات المناخية، لاستعراض الجهود المصرية في مواجهة تأثيرات التغيرات المناخية على دول القارة الإفريقية.
وقال "فهمي" إنه يوجد نشاط مكثف واهتمام صادق ومخلص ومستمر من مصر تجاه القارة الإفريقية، خاصة منذ وصول الرئيس السيسي إلى الحكم عام 2014، وتبلور ذلك مع رئاسة مصر للاتحاد الإفريقي عام 2019، ورئاسة تجمع الكوميسا لمدة عامين والنيباد خلال العامين المقبلين.
وأضاف أن مصر تلعب دورًا قياديًا بالقارة الإفريقية ضمن آليات رسمية بالاتحاد الإفريقي منذ 5 سنوات متصلة، منوها بالزيارات المتعاقبة التي أجراها الرئيس السيسي إلى عدد كبير من العواصم الإفريقية، التي كان آخرها جولته في زامبيا وأنجولا وموزمبيق، يونيو الماضي، علاوة على زيارته الحالية إلى نيروبي.
قمة مصرية كينية
وقال المتحدث باسم الرئاسة المصرية، إن الرئيس السيسي سيجري مباحثات مع نظيره الكيني ويليام روتو، على هامش القمة، اليوم الأحد، تركز على بحث آليات تعزيز أوجه التعاون الثائي بين البلدين الشقيقين، وكيفية التعامل مع مشاغل القارة الإفريقية، فضلًا عن مناقشة مستجدات القضايا والملفات الإقليمية ذات الاهتمام المشترك وسبل التعاون لبلورة أطر العمل الإفريقي المشترك، بهدف دفع عملية التنمية وتعزيز الاندماج بالقارة.
جدول أعمال القمة
ويبحث قادة ورؤساء حكومات دول الاتحاد الإفريقي والتجمعات الاقتصادية الكبرى الإفريقية، اليوم، بالعاصمة الكينية نيروبي، سبل تسريع تنفيذ منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية، التي دخلت حيز النفاذ عام 2019 وتضم في عضويتها 55 دولة إفريقية.
وتتضمن الجلسة الافتتاحية للاجتماع التنسيقي نصف السنوي للاتحاد الإفريقي والتجمعات الاقتصادية بنيروبي، كلمات لرئيس المفوضية الإفريقية موسى فكي محمد، ورئيس كينيا ويليام روتو، ورئيس جزر القمر غزالي عثماني، الذي تترأس بلاده الاتحاد الإفريقي، وتتناول سبل تعزيز التكامل التجاري بين دول القارة وتسريع تنفيذ منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية.
وعقب الجلسة الافتتاحية، ستُلتقط صورة جماعية لزعماء ورؤساء حكومات الدول الإفريقية المشاركين في الاجتماع التنسيقي، تليها جلسة مغلقة تتناول الوضع الحالي للتكامل القاري، يتحدث فيها رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فكي محمد، ورئيس النيجر محمدو إيسوفو، الذي يترأس منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية، إذ يستعرض تقريرًا يتناول الخطوات التي اتُخذت لتسريع تنفيذ منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية.
وستتضمن الجلسة المغلقة أيضًا كلمات لرؤساء التكتلات الاقتصادية الإفريقية تتناول سبل تحقيق التكامل التجاري بالقارة.
وستركز الجلسة المغلقة أيضًا على الإنجازات التي حققتها مبادرة الشراكة الجديدة لتنمية إفريقيا "النيبادط ودورها في تعزيز التكامل الاقتصادي الإفريقي وتحقيق أهداف أجندة 2063، علاوة على تقرير حول إنجازات منظمة الإيجاد، يلقيه رئيس جيبوتي و"الإيجاد" إسماعيل عمر جيلا.
وستُعقد جلسة بعد ظهر اليوم، بعنوان "البيئة والتغيرات المناخية والاقتصاد الأزرق: تحديات وفرص التكامل الإفريقي، تليها جلسة حول الوساطة الإفريقية لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية، وسيلقي رئيس جمهورية جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا، كلمة حول الوساطة بين روسيا وأوكرانيا.
وسيتضمن الاجتماع التنسيقي جلسة حول مبادرة بنك التنمية الإفريقي، يتحدث فيها رئيس البنك أكينومي أديسينا، حول مبادرات البنك التنموية بالقارة الإفريقية.
وسيتحدث رئيس جزر القمر ورئيس الاتحاد الإفريقي غزالي عثماني، في الجلسة الختامية لإعلان التوصيات النهائية الصادرة عن الاجتماع التنسيقي.