كان رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي ضيف الشرف بالعرض العسكري التقليدي الذي ينظم بمناسبة العيد الوطني في باريس، وفي تلك الأثناء منح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ضيفه الهندي وسام جوقة الشرف من رتبة الصليب الأكبر.
كان حضور "مودي" للعرض العسكري مناسبة لرسم خريطة طريق طموحة حتى عام 2047 من أجل تطوير الشراكة الشاملة بين البلدين، فما كان مضمونها.
بحسب إذاعة "مونت كارلو" الدولية، فإن العلاقات الثنائية بين فرنسا والهند تطورت على مر العصور لتشمل مجموعة واسعة من المجالات، وشملت أيضًا التعاون العسكري في السنوات الأخيرة، إذ أعلنت الهند هذا الأسبوع عن رغبتها في شراء 36 طائرة من طراز رافال لقواتها الجوية، بالإضافة إلى شراء 26 طائرة من طراز رافال البحرية لتجهيز حاملة طائراتها وثلاث غواصات من طراز سكوربين.
شراكة حتى 2047
ويعتزم البلدان التعاون من أجل التطوير المشترك لمحركات مروحيات نقل ثقيل، وأُبرم في هذا الإطار عقد بين شركة هندوستان للملاحة الجوية (هال) وشركة سافران هليكوبتر انجينز.
وضمن خريطة طريق معلنة للشراكة حتى عام 2047، كشف البلدان عن اتفاقات تعاون عدة في المجال الفضائي بينهما ووضع نظام مشترك للمراقبة البحرية عبر الأقمار الصناعية وإطلاق بناء قمر صناعي فرنسي-هندي يعمل بالأشعة تحت الحمراء "تريشنا".
ولم تغب مسألة حماية البيئة عن خريطة الطريق الموقعة الجمعة 7/14، إذ تم التخطيط لمكافحة البلاستيك الأحاديّ الاستخدام، وتطوير التحالف الدولي للطاقة الشمسية، وهو مبادرة مشتركة بين فرنسا والهند أطلقت في مؤتمر الأطراف الحادي والعشرين.
كما شملت خريطة الطريق مجالات التعاون في البحث والمبادلات الجامعية.
تعاون عسكري متطور منذ عقود
شهدت العلاقات الفرنسية الهندية تعاونًا مهمًا في المجال العسكري، إذ تعتبر فرنسا واحدة من الشركاء الرئيسيين للهند في مجال التعاون العسكري والدفاعي. وكانت أحد أبرز الاتفاقيات بين البلدين هو الاتفاق الإطاري للتعاون في المجال الدفاعي الذي تم توقيعه عام 2006 وتم تجديده في عام 2018، يغطي هذا الاتفاق مجالات مثل التعاون الصناعي العسكري والتدريب، التبادل التكنولوجي، تبادل المعلومات والبحث والتطوير.
كانت هناك أيضا صفقات تسليح مهمة بين البلدين على سبيل المثال، في عام 2016، تم توقيع اتفاق بين الهند وفرنسا لشراء 36 طائرة رافال مقاتلة من فرنسا في صفقة بلغت قيمتها نحو 7.8 مليار يورو، وتعتبر هذه الصفقة تعزيزًا كبيرًا للتعاون العسكري بين البلدين، إضافة إلى ذلك، تتبادل فرنسا والهند المعلومات الاستخباراتية وتعاونها في مكافحة الإرهاب والقرصنة البحرية والأمن البحري.
تعزز العلاقات العسكرية القوية بين فرنسا والهند التعاون في مجالات مثل التكنولوجيا العسكرية المتقدمة والتدريب والتطوير المشترك، مما يعزز القدرات الدفاعية والأمنية لكلا البلدين.
وغادر أمس الجمعة الموافق 14 يوليو الجاري رئيس الوزراء الهندى ناريندرا مودى باريس فى زيارة استمرت يومين حل خلالها ضيف شرف على الاحتفالات بالعيد الوطنى الفرنسى.