في زيارة مفاجئة، وصل الرئيس الكوري الجنوبي، يون سوك يول، إلى أوكرانيا، لأول مرة، في وقت تتعرض فيه بلاده، لضغوط غربية وأوكرانية لتزويد كييف بالأسلحة، وذلك بعد نحو أسبوع من حضوره قمة حلف شمال الأطلسي في ليتوانيا.
وخلال زيارته إلى أوكرانيا، زار "يول"، موقعًا شهد عمليات قتل جماعي في بوتشا بالقرب من العاصمة كييف، وهي منطقة تعرضت لهجمات صاروخية واسعة النطاق.
وبحسب وكالة الأنباء الأوكرانية، يوكرينفورم، ناقش زيلينسكي مع نظيره الكوري الجنوبي، عودة المرحّلين من البالغين والأطفال، وتنفيذ معادلة السلام، والتحضير لقمة السلام العالمية وأمن الفضاء والطاقة، إلى جانب التعاون الاقتصادي، ومن المقرر أن يجريا محادثات في وقت لاحق اليوم السبت، حسبما قال كبير مستشاري يون للشؤون الصحفية، كيم أون هي، في بيان له.
هذا اللقاء ليس الأول الذي يجمع بين زيلينسكي ويول، بل كان اللقاء الأول في مايو الماضي، على هامش قمة مجموعة السبع، في "هيروشيما" باليابان، ووقتها طلب زيلينسكي مشاركة الشركات الكورية الجنوبية في إعادة إعمار أوكرانيا، كما طالب الرئيس الكوري بدعم بلاده عسكريًا.
إعادة إعمار أوكرانيا
من المرجح أن تكون مسألة إعادة إعمار أوكرانيا، أحد أهم الملفات على طاولة مناقشات الرئيسين، وما يرجّح هذا التوقع، أن الرئيس الكوري الجنوبي التقى مسؤولي الشركات الكورية الجنوبية، الساعية للمشاركة في إعادة إعمار أوكرانيا، أمس الجمعة.
وبحسب وكالة "يونهاب"، الكورية الجنوبية، التقى "يون سيوك-يول" مع مسؤولين من 11 شركة ومنظمة، ببينهم مسؤولين من شركة "سامسونج سي آند تي"، وشركة "هيونداي" للهندسة والإنشاءات، وشركة "هيونداي" لمعدات البناء، وشركة "كولون جلوبال".
وتحدث الاجتماع عن خطة الحكومة لدعم دخول الشركات الكورية، إلى سوق إعادة إعمار أوكرانيا، إذ أكد الرئيس الكوري، أن الحكومة ستدعم خططهم، مشيرًا إلى أن تجربة كوريا الجنوبية في إعادة الإعمار بعد الحرب الكورية (1950-1953)، ستسهم بدرجة كبيرة في إعادة الإعمار في أوكرانيا.
الدعم العسكري
بالطبع سيكون الدعم العسكري، على رأس المحادثات، في وقت تضغط فيه أوكرانيا والدول الغربية على كوريا الجنوبية، لتزويد كييف بالأسلحة، إذ تمتلك أحد أكبر مخزونات الذخيرة في العالم، نظرًا لأن صراعها مع جارتها الشمالية، لا يزال دون حل، بحسب "بي بي سي".
ولا تقتصر قوة كوريا الجنوبية، على امتلاكها هذا المخزون من الذخيرة، بل قوة الصناعات العسكرية بها، إذ تقوم بإنتاج الدبابات، والأسلحة، بسرعة لا يمكن لدول أوروبا مجاراتها، لذا تضغط أمريكا وبريطانيا والدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، على "سول" لتزويد أوكرانيا بالأسلحة.
ويقول سفير أوكرانيا في كوريا الجنوبية، دميترو بونومارينكو، إنه يعتقد أن أسلحة كوريا الجنوبية يمكن أن تغير "مسار الحرب".
وقال الرئيس الأوكراني في وقت سابق: "أرجو أن تتذكروا أنه قبل 70 عامًا، كانت كوريا في حاجة ماسة للمساعدة. لقد هبّ العالم بأسره لنجدة كوريا دفاعًا عن العدالة والحرية. وأوكرانيا اليوم مثل كوريا قبل 70 عامًا"، بحسب "بي بي سي".
ورغم أن كوريا الجنوبية وقّعت على جميع العقوبات الدولية المفروضة على روسيا، وزودت كييف بأكثر من 200 مليون دولار، من المساعدات الإنسانية، إلا أنها ترفض إرسال أسلحة فتاكة إلى أوكرانيا.
وتقول تقارير إعلامية إن قمة "زيلينسكي وسول"، ستبحث نوعية المساعدات التي يمكن أن تقدمها أوكرانيا في وقت قريب، بعد أن أعلن الرئيس الكوري استعداده لإرسال معدات إزالة الألغام وسيارات إسعاف، تلبية لطلب من أوكرانيا.
وتحدث يون سوك يول، في مقابلة مع "رويترز"، إبريل الماضي، عن تحول محتمل في موقف بلاده من الحرب الروسية –الأوكرانية، وهو ما رجح احتمالية تقديم دعم عسكري مباشر إلى كييف، وأن بلاده ستفكر في إرسال مساعدات إلى أوكرانيا تتجاوز مجرد الدعم الإنساني أو المالي، إذا دبرت القوات الروسية المزيد من المذابح أو الهجمات الواسعة النطاق ضد المدنيين في أوكرانيا.