تُعد قضية الأجسام الطائرة المجهولة من أكثر القضايا الغامضة والمحيرة في عالمنا الحديث، فمنذ الأربعينيات، والحكومة الأمريكية تحتفظ بالعديد من الوثائق والمعلومات المُتعلقة بهذا الموضوع، ما يُثير العديد من التساؤلات والشكوك من قبل المجتمع العلمي وجماهير الناس المهتمين بهذا الموضوع.
والآن، بعد تقديم تشريعات من قبل زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ، تشاك شومر، يُمكن أن يتم رفع السرية عن هذه الوثائق، وإلقاء الضوء على هذه الظواهر الغريبة والغامضة.
يهدف مشروع القانون إلى إنشاء لجنة مراجعة لدراسة إمكانية نشر هذه الوثائق بشكل أوسع، مع إعطاء صلاحيات للرئيس "بايدن"؛ لتأخير رفع السرية عن بعض المستندات لأسباب أمنية.
يأتي هذا المشروع في أعقاب اهتمام مُتزايد بموضوع الأجسام الطائرة غير المُحددة، حيث يأمل البعض في الكشف عن معلومات تتعلق بالحياة خارج كوكب الأرض. سنستعرض في هذا التقرير الخلفية وراء مشروع القانون والجدل الدائر حول هذا الموضوع الشائك.
مشروع شومر
قدم تشاك شومر، زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ، تشريعات يُمكن أن تؤدي إلى رفع السرية عن مجموعة كبيرة من الوثائق التي تحتفظ بها الحكومة الأمريكية والمتعلقة بالأجسام الطائرة المجهولة الهوية، بعد أن أدخل السيناتور الديمقراطي من نيويورك تعديلًا على قانون تفويض الدفاع الوطني، الذي من شأنه أن ينشئ لجنة لها سلطة رفع السرية عن المعلومات، مع دعم السيناتورين الجمهوريين ماركو روبيو ومايك راوندز أيضًا.
ضغط على الحكومة
تتعرض الحكومة الأمريكية في الفترة الأخيرة لضغوط للكشف عمّا تعرفه بالضبط عن الأجسام الطائرة المجهولة، ردًا على حركة مؤامرة نشطة موجودة حول هذا الموضوع، إذ أشار النائب الجمهوري في مجلس النواب، تيم بورشيت، في مداخلة على قناة "نيوز نيشان" الأمريكية، إلى أن الحكومة "كانت تغطي على هذه الأجسام الطائرة منذ الأربعينيات" مُضيفًا: "أعتقد أن الشعب الأمريكي يمكنه التعامل معها".
أعلن شومر خطته الجديدة خلال تغريدة على تويتر، إذ شارك مقالًا من صحيفة "نيويورك تايمز" حول هذا الموضوع، وكتب السيناتور: "إنني أدخل تشريعًا جديدًا لرفع السرية عن السجلات الحكومية المتعلقة بظواهر شاذة مجهولة الهوية والأجسام الغريبة كتعديل على قانون الدفاع الوطني، على غرار قانون جمع سجلات اغتيال جون كينيدي".
كان قد أسفر قانون مجموعة سجلات اغتيال جون إف كينيدي لعام 1992 عن نشر الآلاف من السجلات الحكومية المغلقة سابقًا، والمتعلقة بإطلاق النار على الرئيس كينيدي عام 1963.
في حين أن مصطلح "الأجسام الطائرة المجهولة الهوية" غالبًا ما يُشير إلى الكائنات الفضائية، فإنه يُشير في الواقع إلى أي جسم جوي غير محدد والذي يتحدى التفسير التقليدي.
إسقاط أجسام مجهولة
في 4 فبراير الماضي، تم إسقاط بالون تجسس صيني مشتبه به قبالة سواحل كارولينا الجنوبية بواسطة طائرة مقاتلة من طراز F22 بناءً على أوامر من الرئيس الأمريكي جو بايدن.
في الأسابيع التالية، أسقطت القوات الجوية الأمريكية جسمين مجهولين آخرين فوق ألاسكا ومقاطعة يوكون الكندية، وقال المُتحدث باسم مجلس الأمن القومي، جون كيربي، في مجلس النواب، إن الجسم الذي أُسقط فوق ألاسكا كان بحجم سيارة صغيرة ويشكل "تهديدًا معقولًا" على الطيران المدني.
ووصفت وزيرة الدفاع الكندية، أنيتا أناند، الجسم الذي أسقط فوق يوكون بأنه "من المُحتمل أن يكون مُشابهًا" للبالون الذي سقط من ساوث كارولينا، "وإن كان أصغر في الحجم وذا طبيعة أسطوانية."
لجنة للكشف عن السرية
إذا تم اعتماده، فإن اقتراح شومر سيشهد قيام الرئيس بايدن بتعيين مجلس مراجعة من تسعة أشخاص، بموافقة مجلس الشيوخ، لتجاوز المعلومات السرية المتعلقة بالأطباق الطائرة وافتراض أن المواد يجب أن تكون علنية، حيثما أمكن ذلك، ومع ذلك، سيكون للرئيس سلطة تأخير رفع السرية عن الوثائق إذا كان يعتقد أن هناك مخاوف تتعلق بالأمن القومي.
وقالت أليسون بياسوتي، المتحدثة باسم شومر، لصحيفة نيويورك تايمز: "سيكون لديك الآن عملية سنرفع من خلالها السرية عن هذه المادة".
ترحيب ماسك
رحب الملياردير الأمريكي والرئيس التنفيذي لشركتي "تويتر" و"سبيس أكس" إيلون ماسك بالتشريع، وكتب في تغريدة على حسابه الرسمي "Cool"على تغريدة شومر.
تحرك في النواب
تخطط لجنة الرقابة في مجلس النواب أيضًا لعقد جلسة استماع حول الأجسام الطائرة المجهولة، حيث ذكرت صحيفة بوليتيكو أن هذا قد يبدأ في نهاية يوليو، وفي حديثه إلى الصحيفة، قال بورشيت، العضو في اللجنة: "هذا ما يدور حول الفضائيين.. أعتقد أن الناس يستحقون أن يعرفوا."
أثناء الظهور في بودكاست Event Horizonالذي يركز على العلوم والفضاء، أوضح عضو الكونجرس مخاوفه بمزيد من التفصيل، إذ قال في إشارة إلى الفضائيين: "إذا كانوا هناك، فهم هناك، وإذا كان لديهم هذا النوع من التكنولوجيا، فيمكنهم تحويلنا إلى فحم حجري، إذا كان بإمكانهم السفر سنوات ضوئية أو بالسرعات التي رأيناها، والفيزياء كما نعرفها، تطير تحت الماء، ولا تظهر مسارًا للحرارة، وأشياء من هذا القبيل، فنحن خارج دوريتنا إلى حد كبير".
تقليل من أهمية التقارير
في يونيو، زعم السناتور الجمهوري، جوش هاولي، أن الحكومة الأمريكية "قللت من أهمية" التقارير عن "الظواهر الجوية غير المحددة"، والمعروفة أيضًا باسم الأجسام الطائرة المجهولة، لفترة طويلة جدًا، حيث لم تزعم الحكومة أبدًا أنها حددت أشكال الحياة الفضائية التي وصلت إلى الأرض، ولم يتم توفير أي دليل قاطع على أنها تغطي هذا الأمر.