باتت حركة الجيل الأخير في ألمانيا، بمثابة مصدر قلق للحكومة الألمانية، نظرًا للاحتجاجات الخارجة عن المألوف، من مهاجمة المتاحف، وإلقاء المأكولات على الأعمال الفنية، مرورًا بغلق الطرق، وصولاً إلى مهاجمة المطارات.
لم تدع حركة الجيل الأخير، في ألمانيا والمعنية بحماية وتحقيق أهداف المناخ، وتيرة الأوضاع والاحتجاجات تهدأ، حتى أشعلت الفتيل من جديد، بعد إغلاق مطاري دوسلدورف وهامبورج، ما أدى لتعطيل آلاف المسافرين، بحسب مجلة "دير شبيجل".
حصار مؤقت
حصار مؤقت لمطاري هامبورج ودوسلدورف على يد نشطاء المناخ، كان بمثابة رسالة موجهة للحكومة الألمانية بالاستمرار في تصعيد الاحتجاجات، بسبب ما وصفوه بالتقاعس في ملف أزمة المناخ، وهو ما قابلته الحكومة بالرفض الشديد لتلك الأفعال والتوعد باتخاذ إجراءات حاسمة.
الهجوم الذي طال المطارات الألمانية على يد حركة الجيل الأخير، دفع الحكومة للتفكير في فرض المزيد من القيود للوصول للمطارات، بعد أن أعلنت نانسي فيزر، وزيرة الداخلية الاتحادية، معايير أمنية جديدة بالمطارات في ظل احتجاجات الجيل الأخير.
وأعلنت أنه سيكون هناك معايير فعلية لمشغلي البنية التحتية الحيوية، الذي يشمل أيضًا المطارات وفرض مستوى خاص من الأمن في المطارات".
سيل من الانتقادات
هجوم وزاري ضد حركة الجيل الأخير بعد غلق المطارات، بدأه وزير الاقتصاد الفيدرالي، قائلًا: "إن النشطاء الذين يمنعون الناس الآن من الذهاب في إجازة يلحقون أضرارًا جسيمة بحماية المناخ، ويجب على أي شخص يريد حقًا القيام بحملة من أجل حماية المناخ أن يراقب القبول الاجتماعي".
وسارع فولكر ويسينج، وزير النقل الفيدرالي، بإدانة عمليات الحصار، قائلًا: "يجب أن تنتهي هذه التدخلات الخطيرة في حركة المرور، وهذه الأفعال تُسهم في انقسام مجتمعنا".
أما ماركو بوشمان، وزير العدل الفيدرالي، قال على "تويتر": "كثير من الناس يتطلعون إلى إجازتهم التي يستحقونها، وإذا سلب الجيل الأخير هذه الفرح فإنه يقوض قبول المزيد من الحماية المناخية".
أضرار الاقتحام
توقفت عمليات الطيران في هامبورج لمدة أربع ساعات، وأوقف مطار هامبورج جميع عمليات الطيران، لمدة أربع ساعات بعد أن صعد المتظاهرون على المدرج، وإلغاء 28 رحلة مغادرة و22 وصولًا.
في مطار دوسلدورف، اخترق النشطاء السياج وساروا إلى ساحة المطار، ما أدى إلى عرقلة تحليق الطائرات إلى المدرج، كما تم إلغاء وتأخير العديد من الرحلات الجوية.
مهاجمة الأثرياء
تفنن أبطال حركة "الجيل الأخير" الألمانية، في الخروج عن المألوف للفت الانتباه في إطار احتجاجاتهم، ما بين قطع وحواجز الطرق، ومهاجمة الأعمال الفنية، ليأتي الدور على الأغنياء بعد أن أعلنت الحركة استهدافهم.
وبعد قطع الطرق في الأسابيع القليلة الماضية، تريد مبادرة حماية المناخ "الجيل الأخير"، الآن توجيه ضرباتها ضد الأغنياء، وتستهدف الحملة من خلال هجومها على الأغنياء، مهاجمة رموز الثروة الحديثة، ولفت الانتباه إلى الهدر الطائش للأثرياء، وفقًا لـخطة صيف 2023، من قبل مجموعة الجيل الأخير.