الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

"مخاطر أقل وتعاون أكبر".. ألمانيا ترسم استراتيجية تعاملها مع الصين

  • مشاركة :
post-title
الرئيس الصيني والمستشار الألماني - أرشيفية

القاهرة الإخبارية - أحمد أنور

رسمت الحكومة الألمانية لأول مرة استراتيجية التعامل مع بكين، على المستويين الاقتصادي والسياسي، التي تأرجحت بين اعتبار التنين الصيني منافسًا وشريكًا في آن واحد، لتأخذ العلاقات الصينية الألمانية اتجاهًا جديدًا تحت شعار "مخاطر أقل.. وتعاون أكبر".

واعتمدت ألمانيا المتمثلة في تحالف إشارة المرور الحاكم، برئاسة المستشار الألماني أولاف شولتس، على ما تم التعارف عليه باسم استراتيجية الصين الجديدة، التي قدمتها وزارة الخارجية الألمانية، لوضع أُطر للعلاقات المستقبلية مع جمهورية الصين الشعبية، التي تعد أكبر شريك تجاري لألمانيا، بحسب "دي تسايت" الألمانية.

وراعت الاستراتيجية الصينية، تجنب التبعيات الحرجة في المستقبل، خشية تكرار السيناريو الروسي، الذي تضررت منه ألمانيا بعد العملية العسكرية في أوكرانيا.

بوصلة ألمانيا.. الصين تغيرت

ألمانيا التي قررت تغيير سياستها الحالية تجاه الصين، نظرًا لتبدد بعض من مخاوفها تجاه بكين، بعد ما قالته أنالينا بيربوك، وزيرة الخارجية الألمانية، عبر حسابها الرسمي على "تويتر": "لقد تغيرت الصين ولهذا السبب يجب أن تتغير سياستنا تجاه الصين، ونمنح أنفسنا بوصلة لعلاقاتنا".

مجالات متنوعة للتعاون الألماني الصيني، أبرزها حماية المناخ، والتعاون الاقتصادي، أكدها المستشار الألماني أولاف شولتس، بوضع إطار جديد للعلاقات مع الصين، دون تغافل القضايا الحاسمة مثل حقوق الإنسان، وسيادة القانون، والمنافسة العادلة.

أما على المستوى الاقتصادي فنصت الاستراتيجية على تجنب المخاطر المفرطة وخلق حوافز، إذ يعد السوق الصينية ذات أهمية كبيرة للعديد من الشركات.

مخاوف ألمانيا

كشفت جائحة كورونا عن تبعيات، على سبيل المثال في التكنولوجيا الطبية والمستحضرات الطبية، لذا ترفض الحكومة الفيدرالية تكرار مثل هذا السيناريو، ويعتبر أكثر ما يقلق ألمانيا تجاه الصين، بشأن تطلعات الصين في أن تصبح قوة عظمى في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، بالإضافة إلى معاملة الأقليات.

التبادل التجاري

وتعتلي الصين قمة التبادل التجاري مع ألمانيا، بقيمة 299 مليار يورو دور، خلال عام 2022، تليها الولايات المتحدة الأمريكية بـ244 مليار يورو، وفي المركز الثالث هولندا 230 مليار دولار، وفرنسا رابعًا بـ185 مليار يورو، بحسب موقع "تاجز شاو".

حماية المناخ

وخلال المشاورات الحكومية الألمانية الصينية، في برلين، يونيو الماضي، أكد شولتس مع رئيس الوزراء الصيني لي تشيانج، الاهتمام الكبير بالتعاون الجيد بين البلدين، والتوقيع على إعلانات مشتركة لمزيد من التبادل في جميع المجالات من التعليم وحماية المناخ إلى الطاقة والتكنولوجيا والنقل.

وركزت المشاورات على حماية المناخ وتسريع التحول نحو الحياد الكربوني، وبحسب ما قاله المستشار الألماني: "يُسهم كل طن من ثاني أكسيد الكربون نقوم بحفظه في الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري، وهدفنا المشترك هو جعل الصناعة أكثر ملاءمة للمناخ، وتعزيز تسريع انتقال الطاقة".