تعيش الهند، أزمة نقص حاد في محصول الطماطم، والتي تعد مكونًا رئيسيًا في المطبخ الهندي لا يمكن الاستغناء عنه، والذي أدى إلى ارتفاع أسعارها بشكل كبير للغاية، إذ بلغ سعر الكيلو 1,68 دولار ما يعادل 138 روبية.
وفقًا للمزارعين وخبراء الزراعة، تسبب فشل المحاصيل في أعقاب موجات الحر الحارقة والأمطار الغزيرة في ارتفاع أسعار الطماطم بأكثر من 400%، وبات الطعام الأساسي خارج القائمة سواء في المنازل أو المطاعم في جميع أنحاء الهند.
سعر كيلو الطماطم يصل إلى 1,68 دولار
ووفقًا لبيانات وزارة شؤون المستهلك الهندية، بلغت تكلفة كيلوجرام من الطماطم التي تم بيعها في العاصمة نيودلهي هذا الأسبوع 138 روبية (1.68 دولار) وهي قفزة مذهلة تعادل خمسة أضعاف سعرها الذي بلغ 27 روبية (0.33 دولار) في يناير.
وقالت إحدى ربات المنزل في مدينة نيودلهي وتدعى "آشا" خلال حديثها مع شبكة CNNالبريطانية: "إن الزيادة أثرت بشدة على أسرتها المكونة من سبعة أفراد، مشيرة إلى أنها تستخدم الطماطم في كل الأطباق التي تعدها تقريبًا.
وذكرت المواطنة أن "هذا الارتفاع في أسعار الطماطم يؤثر علينا كثيرًا، إنه لا يصدق، فالطماطم جزء لا يتجزأ من نظامنا الغذائي النباتي، إلا أنه في اليومين الماضيين، كنت حذرة بشأن ما أطبخه لأنه يكون مكلف للغاية".
بسبب الارتفاع الباهظ.. ماكدونالدز توقف استخدام الطماطم في وجباتها
وأضافت آشا: "لا يقع الضرر من هذا الارتفاع الباهظ على عائلتي فقط، فتوقفت بعض مطاعم سلسلة محلات ماكدونالدز MCD في جميع أنحاء البلاد مؤقتًا عن تقديم الطماطم في البرجر بسبب مشكلات الجودة ونقص الإمدادات".
ووضعت مطاعم كونوت بلازا، التي تدير حوالي 150 منفذًا باعتبارها صاحبة امتياز ماكدونالدز في شمال وشرق الهند، لافتات خارج المطاعم المتضررة تقول إنها "لم تكن قادرة على الحصول على كميات كافية من الطماطم التي تجتاز اختبارات الجودة الصارمة على مستوى عالمي".
وتم تداول صور الإخطارات على نطاق واسع على وسائل التواصل الاجتماعي، وكتب راغاف شدة عضو البرلمان عن حزب عام آدمي، على حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي تويتر: "حتى ماكدونالدز لم تعد تستطيع شراء الطماطم، فمع تصاعد التضخم الذي خردج عن نطاق السيطرة، حولت الحكومة وجبات الطعام السعيدة إلى وجبات حزينة".
الطقس السيئ سبب الأزمة
وقالت جوسلين بواتو الباحثة والحاصلة على زمالة معهد تاتا كورنيل للزراعة والتغذية، إن العامل الرئيسي وراء النقص الحالي في الطماطم هو الطقس السيئ المرتبط بتغير المناخ.
وأضافت بواتو: "اجتاحت درجات الحرارة الشديدة الهند وأجزاء أخرى من آسيا في الأسابيع الأخيرة. وعلى الصعيد العالمي، شهد الأسبوع الماضي أعلى درجة حرارة سجلت على الإطلاق وفقًا لبيانات من وكالتين لتتبع المناخ."
وغالبًا ما تتعرض الهند لموجات حر خلال أشهر الصيف في مايو ويونيو، ولكن في السنوات الأخيرة وصلت هذه الموجات في وقت أبكر وأطول أمدًا.
وفي أبريل الماضي، شهدت الهند موجة حارة إذ تجاوزت درجات الحرارة في العاصمة نيودلهي 40 درجة مئوية لمدة سبعة أيام متتالية. واضطرت بعض الولايات على إغلاق المدارس، كذلك أدت الحرارة المرتفعة إلى إتلاف المحاصيل وضغطت على إمدادات الطاقة.
تعد الهند من بين الدول التي يُتوقع أن تكون الأكثر تضررًا من أزمة المناخ، وفقًا للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ IPCC، والتي من المحتمل أن تؤثر على 1.4 مليار شخص في جميع أنحاء البلاد.
وكانت ذكرت دراسة نشرتها جامعة كامبريدج أبريل الماضي، أن موجات الحر في الهند تضع "أعباء غير مسبوقة" على الزراعة والاقتصاد وأنظمة الصحة العامة، مما يعيق الجهود المبذولة لتحقيق أهدافها التنموية.