الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

ذعر بالهند إثر وقوع ضحايا جراء "موجة حارة".. خبيرة توضح أسباب الظاهرة

  • مشاركة :
post-title
ارتفاع الحرارة في الهند- صورة أرشيفية

القاهرة الإخبارية - ياسمين يوسف

تعيش الهند حالة من الذعر، إذ تسبب ارتفاع درجات الحرارة في مقتل 96 شخصًا حتى الآن، الأمر الذي دفع السُلطات إلى إطلاق تحذير للمواطنين ولا سيما كبار السن، وهؤلاء الذين تجاوزوا الستين عامًا، ومن يعانون اضطرابات صحية من الخروج خلال النهار، وحثتهم على أن يلزموا بيوتهم، وسط مخاوف من تفاقم الحصيلة.

وأوضحت الدكتورة منار غانم، عضو المركز الإعلامي بهيئة الأرصاد الجوية، أسباب تلك الظاهرة المفجعة التي وقعت في الهند، وما إذا كانت تعود إلى ظاهرة التغير المناخي وانبعاثات الاحتباس الحراري، وذلك خلال حديثها في حوار خاص لـ"موقع القاهرة الإخبارية".

مُنخفض الهند الموسمي هو السبب

علقت د. منار غانم، على تلك الكارثة المناخية، التي أدت لمقتل العشرات في الهند، إثر ارتفاع درجة الحرارة قائلة: "خلال هذه الفترة من العام تبدأ التوزيعات الضغطية في التغيير، ومع اقتراب فصل الصيف تتعامد الشمس على مدار السرطان شمال خط الاستواء والذي يمر بمنتصف الهند، ومع تعامد الشمس على مدار السرطان، تبدأ هذه التوزيعات الضغطية في التأثر بوجود منخفض جوي يسمى منخفض الهند الموسمي مع الرياح الموسمية التي تؤدي إلى صعود الكتل الهوائية القمم الجبلية المرتفعة الموجودة في الهند، وعليه يحدث تكاثر للسحب وسقوط أمطار أعلى قمم الجبال".

وتابعت "غانم": "وبهبوط الهواء من قمم الجبال إلى المناطق المنخفضة، تبدأ حرارة الكتل الهوائية في الزيادة؛ لأنه كلما صعد الهواء إلى الأعلى انخفضت درجة الحرارة، ومع هبوط الهواء شديد الجفاف من قمم الجبال تزداد درجة حرارته بمعدل 10 درجات لكل كيلو متر، وبالتالي يهبط الهواء من قمم الجبال شديد الحرارة".

وأضافت، عضو المركز الإعلامي بهيئة الأرصاد الجوية: "ويؤدي تعامد الشمس على مدار السرطان الذي يمر بمنتصف الهند تقريبًا إلى ارتفاع درجات الحرارة خلال هذه الفترة مع بداية فصل الصيف تدريجيًا، والتي تشهد ارتفاعًا كبيرًا في درجات الحرارة وعليه، تهب موجات تسفر عن حدوث مثل هذه الظاهرة التي وقعت في الهند، والتي شهدت حالات وفاة بلغت 96 شخصًا حتى الآن".

أكملت "غانم" حديثها عن أسباب حدوث تلك الظاهرة قائلةً: "يبدأ ظهور المنخفض الموسمي في الهند في هذا الوقت، ويؤثر بشكل كبير على المناطق المختلفة، فتتجاوز درجات الحرارة أحيانًا أكثر من 45 إلى 50 درجة مئوية".

الظاهرة غير مُرتبطة بالتغير المناخي

وعمّا إذا كان التغير المناخي السبب في حدوث فاجعة الهند، صرحت "غانم" بأنه "لا يرتبط ارتفاع درجات الحرارة الذي حدث في الهند بالتغير المناخي أو زيادة معدل الأنشطة البشرية، إذ تتسبب الأنشطة المناخية في زيادة ظاهرة الاحتباس الحراري، والتي تؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة في مُختلف أنحاء العالم؛ مما يتسبب في حدوث تغير في منظومة التوزيعات الضغطية، وبالتالي يحدث تغير في مناخ البلاد".

وأوضحت خبيرة الأرصاد الجوية: "يختلف تأثير زيادة غازات الاحتباس الحراري أو التغير المناخي على كل بلد بشكل مختلف، وفقًا للطبيعة الجغرافية ومناخها، فيحدث في بعض البلاد هطول الأمطار والفيضانات وتقع الحرائق والجفاف في أخرى وتشهد غيرها موجات برودة شديدة أو ارتفاعًا في درجات الحرارة، فبالتالي تقليل الانبعاثات وزيادة الأنشطة البشرية أو الثروة الصناعية، ينعكس على العالم بأسره وليس بلدًا واحدًا."

تقليل الانبعاثات يحد من وقوع الظاهرة

وأكدت "غانم": "لكن يجب الإشارة إلى أن تقليل الانبعاثات وغازات الاحتباس الحراري بالتأكيد يساعد في عدم وقوع ظواهر جوية عنيفة إلى هذا الحد، إذ يحد من تأثير التغيرات المناخية، ولكي يحدث هذا يحتاج لمرور سنوات، فلن تعود درجة الحرارة العالمية التي وصلت إلى 1.5 إلى صفر انبعاثات في غصون عام أو اثنين، ومن الطبيعي أن نشهد ارتفاعًا في موجات الحرارة، إلا أن تقليل الانبعاثات والأنشطة بدوره يقلل من حدة الظواهر الجوية، وبالتالي ينعكس ذلك على مُختلف البلدان في شكل ظواهر غير عنيفة، الأمر الذي يحتاج لمرور سنوات كذلك مثل الفترة الزمنية التي حدث خلالها تغير في النمط المناخي الذي اعتاد العالم عليه".

الإنذار المُبكر وسيلة النجاة

وتابعت "غانم": "ولذلك نحتاج إلى دعم منظومة الإنذار المُبكر، والذي من شأنه أن يساعدنا على التكيف مع التغيرات المناخية، والتي يعود سببها الأساسي إلى الانبعاثات وغازات الاحتباس الحراري وغاز ثاني أكسيد الكربون، فضلًا عن الأنشطة البشرية واستخدام الوقود الأحفوري بشكل كبير".

طرق الوقاية لعدم وقوع ضحايا

وعن طرق الوقاية لتجنب وقوع ضحايا للتغيرات المناخية العنيفة، قالت "غانم": "نكون بعلم مسبق عن ارتفاع درجات الحرارة في هذه المناطق، ولذلك يجب علينا تجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس، خاصة في فترات الظهيرة والتي يتم خلالها تسجيل أعلى درجات حرارة على مدار اليوم، مما يزيد شعورنا بها، إضافة إلى أهمية الحفاظ على البقاء في أماكن جيدة التهوية".

واختتمت "غانم" حديثها قائلة: "أثناء التواجد خارج المنزل يجب ارتداء أغطية الرأس أو حمل مظلة شمسية للحماية من التعرض لأشعة الشمس والاحتماء في مناطق الظل ولا سيما كبار السن والأطفال، مع أهمية تناول قدر كبير من السوائل وارتداء الملابس القطنية ذات الألوان الفاتحة، مما يساعد إلى حد ما في عدم التأثر بشكل كبير بارتفاع درجة الحرارة".

يُذكر أنه تم تسجيل حالات الوفيات في اثنتين من أكثر ولايات الهند اكتظاظا بالسكان، وهما "بيهار وأوتار برادش"، ووصل عدد ضحايا موجة الحر في الأخيرة إلى 54 شخصًا، كما تمت الإشارة إلى أن معظم من فارقوا الحياة من كبار السن وذوي الأمراض، والذين لم يستطيعوا تحمل الجو الحار.