بإكليل من الزهور زيّن ضريح شهداء العدوان الإسرائيلي الأخير على جنين، وتعهدات بإعادة إعمار دمار هائل خلّفه بالمخيم، حلّ الرئيس الفلسطيني محمود عباس في زيارة نادرة هي الأولى منذ أكثر من 10 سنوات، شهدت حضورًا شعبيًا حاشدًا ساده الارتياح.
وشن الاحتلال الإسرائيلي عملية عسكرية على مخيم جنين بالضفة الغربية، الأسبوع الماضي، استمرت نحو 48 ساعة، داهمت خلالها قواته مناطق مأهولة بالسكان داخل المخيم ونفذت عمليات اعتقال في محيطه، وأجبرت مئات العائلات على مغادرة المخيم، وشنّت ضربات جوية وبرية ارتقى على أثرها، 13 فلسطينيًا بينهم 3 أطفال، وجُرح أكثر من 100 آخرين بينهم حالات خطيرة.
جنين أيقونة النضال
وبينما تفقد الرئيس الفلسطيني، حاملًا بيده اليسرى غصن الزيتون، آثار الدمار الذي خلّفه العدوان الإسرائيلي الأخير، واطلّع على سير العمل الجاري بشأن إعادة الإعمار، أكد في كلمة أدلى بها وسط حشد شعبي، أن مخيم جنين البطل، والذي صمد رجاله في وجه العدوان وقدم التضحيات والشهداء والأسرى والجرحى في سبيل الوطن يمثل "أيقونة للنضال والصمود والتحدي"، مشددًا "سنبقى صامدين فوق أرضنا ولن نرحل".
واعتبرت الأمم المتحدة أن الهجمات الإسرائيلية الأخيرة على مخيم جنين كانت "الأعنف" في الضفة الغربية منذ تدمير المخيم عام 2002، مضيفة أنها "قد تشكل جريمة حرب".
دولة واحدة
قاطعًا الطريق على توترات نشبت بين الفصائل الفلسطينية في أعقاب العدوان على جنين، شدّدّ عباس على وحدة الدولة الفلسطينية وسلطتها، "فلنقول إننا سلطة واحدة، دولة واحدة، قانون واحد، وأمن واستقرار واحد، وسنقطع اليد التي ستعبث بوحدة شعبنا وأمنه".
تعهد بالإعمار
وتعهد أبو مازن بإعمار المخيم الذي بني في 1953 لإيواء الفلسطينيين الذي طردوا من منازلهم إبان "النكبة" الفلسطينية، يقطنه حاليًا نحو 17 ألف نسمة، وإعادته إلى سابق عهده وأفضل.
قال الرئيس الفلسطيني، "جئنا اليوم لنتابع إعادة بناء المخيم والمدينة، ليكونا كما كانا وأفضل، ولم ولن ننسى مخيمات نابلس جبل النار، وكل مخيمات الوطن، ولن ننسى القدس عاصمة دولة فلسطين الأبدية"، وفق ما نقلت (وفا).
وكشفت السلطات المحلية في جنين، في وقت سابق، عن حجم خسائر ودمار فاق التوقعات لحق بالمدينة والمخيم، على أثر العملية العسكرية التي شنها الاحتلال هناك، ووصفته بأنه "دمارًا ممنهجًا".
كانت بعض الدول العربية أعلنت عن عزمها تقديم مساعدات لمخيم جنين في أعقاب العدوان الإسرائيلي.
ارتياح شعبي
وسادت أجواء من الارتياح والطمأنينة بين الفلسطينيين بعد جولة الرئيس عباس لمدينة جنين ومخيمها اليوم، ووصفها مواطنون بأنها "زيارة تاريخية حملت معاني ومدلولات عديدة" وفق ما أوردته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية.
وفيما حملت زيارة أبو مازن تأكيدًا أن أهالي مخيم جنين ليسوا وحدهم وأن القيادة معهم، تجلت ردود الأفعال الشعبية على خطابه بترديد الهتافات المؤيدة للرئيس الفلسطيني وبرنامجه السياسي.