الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

حرب التكنولوجيا.. ما الذي تخشاه واشنطن من بكين؟

  • مشاركة :
post-title
رئيس مجلس الدولة الصيني لي شيانج لدى استقباله وزيرة الخزانة الأمريكية

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

دعت الصين، الولايات المتحدة إلى اتخاذ "إجراءات عملية" ردًا على "مخاوفها الكبيرة"، بشأن العقوبات الاقتصادية المفروضة على الشركات الصينية.

وجاءت الدعوة الصينية بعد أن اختتمت جانيت يلين، وزيرة الخزانة الأمريكية، اجتماعات استمرت أكثر من 10 ساعات مع مسؤولين كبار في بكين.

وزارت "يلين" الصين في مسعى لتهدئة التوترات بين القوتين العظميين. وعلى الرغم من عدم تحقيق انفراجة، وصف الجانبان المحادثات بأنها "مثمرة" واتفقا على إبقاء القنوات مفتوحة "على جميع المستويات" لإجراء محادثات بشأن الاقتصاد.

صراع التكنولوجيا المتقدمة

لكن في الوقت الذي تشير فيه كل من بكين وواشنطن إلى أن المناقشات رفيعة المستوى ستستمر، فإن الجانب الشائك للعلاقات الثنائية - لا سيما الصراع على الوصول - قد يغذي المزيد من التوتر في العلاقة.

وفرضت الولايات المتحدة عقوبات على بعض الشركات لاستخدامها العمالة القسرية في منطقة شينج يانج بأقصى غرب البلاد. وتنفي بكين ارتكاب أي انتهاكات أخرى هناك.

وجاءت زيارة "يلين" لبكين بعد أيام قليلة من رد الصين على حرب تكنولوجية مع الولايات المتحدة، بإعلانها قيودًا على صادرات مادتين استراتيجيتين ضروريتين لصنع أشباه الموصلات.

ويُنظر إلى هذه الخطوة على نطاق واسع على أنها رد على حظر إدارة بايدن لمبيعات الرقائق المتقدمة إلى الصين، الذي تم إعلانه في أكتوبر الماضي. ووفق تقارير إعلامية متعددة، سيتم توسيع القيود لتقييد بيع بعض رقائق الذكاء الاصطناعي.

وأشار مسؤول صيني سابق إلى أن المزيد من الإجراءات الانتقامية قد تكون مطروحة.

وتضرب العقوبات صميم طموحات بكين التكنولوجية، وتعد الرقائق حيوية لكل شيء بدءًا من الهواتف الذكية والسيارات ذاتية القيادة والحوسبة المتقدمة إلى تصنيع الأسلحة.

ونقلت شبكة "سي. إن. إن" الإخبارية الأمريكية، عن جيك ويرنر، زميل أبحاث شرق آسيا في معهد كوينسي بواشنطن، إنه من غير المرجح أن يقتنع نظراء "يلين" الصينيون بحجتها بأن الحظر الأمريكي لا يهدف إلى خنق الاقتصاد الصيني.

ويعتبر قادة الولايات المتحدة والصين، على حد سواء، هذه التقنيات أساسًا لمستقبل النمو. ويرى القادة الصينيون في القيود على أنها محاولة لإخضاع الصين بشكل دائم لقوة الولايات المتحدة، واستبعاد الشركات الصينية بشكل قسري من أهم الصناعات في المستقبل.

وقال "ويرنر" إن "هذه القضية ستظل واحدة من أكثر مجالات الخلاف المسمومة في العلاقة".

الاحتواء والتطويق

وتتهم الصين، الغرب بقيادة الولايات المتحدة، بمحاولة تقويض النمو الاقتصادي لبكين، ووقف صعودها كقوة عالمية. وفي مارس الماضي، اتهم الرئيس الصيني شي جين بينج، الغرب بـ"الاحتواء والتطويق"، وفق ما ذكرت صحيفة" الجارديان" البريطانية.

ولفتت الصحيفة إلى مخاوف لدى العديد من صانعي السياسة في الغرب من أن الصين ستستخدم التكنولوجيا المطورة في الغرب لبناء جيش أقوى من الجيش الأمريكي، ولعل ذلك ما دفع الولايات المتحدة إلى حظر بيع الرقائق الدقيقة الأكثر تقدمًا إلى الصين، العام الماضي.

والخطر أن تتصاعد العقوبات المتبادلة بين الصين والولايات المتحدة، وتتطور إلى حرب اقتصادية، خاصة وأن بكين تتهم واشنطن بمحاولة الفصل بين اقتصادات البلدين المتشابكة بشكل وثيق، وهذا ما يهدد الطرفين بعواقب كارثية، وزعزعة استقرار العالم، وفق ما حذرت منه "يلين" في الصين.

لكن يبقى الخوف من الدمار الاقتصادي الناجم عن العقوبات المتبادلة، أحد أسباب الأمل في أن كلا البلدين سيحاولان البناء على هذا التواصل الدبلوماسي بينهما، حتى في الوقت الذي تسود فيه انعدام الثقة والتوترات الأمنية القائمة على المدى الطويل.

وقد يكون المؤشر على مدى سوء الأمور بين الولايات المتحدة والصين أن أحد أكبر الزيارات لبكين منذ سنوات، كانت ذات أهداف متواضعة، لأجل تواصل أفضل. والسؤال الآن هو، إلى أين تذهب العلاقة بعد ذلك بين أكبر اقتصاديين في العالم؟.