شهد قطاع شركات التكنولوجيا في الولايات المتحدة بالآوانة الأخيرة، أزمة كبيرة حيث آثار إعلان مارك زوكربيرج، الرئيس التنفيذي لشركة "ميتا"، عن تسريح أكثر من 11 ألف موظف، بما يعادل 13% من القوة العاملة في الشركة المالكة لـ"فيسبوك".
كما قررت "ميتا"، مواصلة تجميد التعيينات الجديدة حتى الربع الأول من العام المقبل، ضمن خطة تهدف لخفض الإنفاق، في ظل التباطؤ الحاد بسوق الإعلانات الرقمية، وتذبذب الاقتصاد العالمي الذي يواجه مخاطر الركود.
وحذفت شركة ميتا 11 ألف وظيفة هذا الأسبوع، فيما أعلنت شركة "تويتر" عن تسريح نصف موظفيها البالغ عددهم 7500 موظف، فضلًا عن توقف جوجل عن التوظيف.
في الوقت نفسه أعلنت شركة "أمازون" العالمية عن اتجهاها لاتباع سياسة خفض التكاليف والعمالة.
ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن الرئيس التنفيذي للشركة، آندي جاسي، هو من يقود جهود مراجعة خفض الإنفاق. وكجزء من مراجعة خفض التكاليف التي استمرت شهورًا، يعمل عملاق التكنولوجيا الأمريكي على تقييم أعمال المساعد الافتراضي "أليكسا".
وتظهر الوثائق الداخلية التي اطلعت عليها الصحيفة الأمريكية، أنه في بعض السنوات الأخيرة، تكبدت وحدة أجهزة أمازون، التي تضم "أليكسا"، خسائر تشغيلية تزيد على 5 مليارات دولار سنويًا، بالإضافة إلى خسائر تقدر بـ3 مليارات دولار هذا العام، بعد أن أعلنت عن صافي دخل بنحو 33 مليار دولار عام 2021 و21 مليار دولار في 2020.
في الشهر الماضي، انضم جيف بيزوس، مؤسس أمازون ورئيس الشركة، إلى قادة الأعمال الآخرين في التحذير من عدم اليقين الاقتصادي. وكتب على "تويتر": "الاحتمالات في هذا الاقتصاد تخبرك بالتوقف عن العمل".
"الركود" التكنولوجي
يشهد قطاع التكنولوجيا في الولايات المتحدة، أزمة كبرى هذه الأيام، حيث تقف كبريات الشركات أمام مفترق طرق، أجبرها على تسريح جماعي، عبر طرد الآلاف من الموظفين.
ولفت تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال" أن معظم الموظفين في القطاع التكنولوجي اعتادوا على مناصب برواتب كبيرة، بالإضافة إلى امتلاك بعض الأسهم في بورصة الشركة، إلى جانب العديد من الإمتيازات الأخرى، أما الآن فهم يواجهون أزمة "التسريح"، إلى جانب تقلص صافي ثرواتهم مع انخفاض الأسهم خلال فترة حرجة لقطاع التكنولوجيا.
ونقلت "وول ستريت" عن شيرفين مشايكي، الرئيس التنفيذي لوكالة "فري" المتخصصة في مجال الأعمال التكنولوجية، أن بعض العاملين في مجال التكنولوجيا يواجهون البطالة للمرة الأولى في حياتهم المهنية، في حين يسعى آخرون للحصول على الأمن الوظيفي في مجالات أخرى.
ومن جهه أخرى، نقلت الصحيفة الأمريكية عن تيم هربرت، كبير مسؤولي الأبحاث في "كومبتيا"، وهي مجموعة تجارية لتكنولوجيا المعلومات، أن فرص العمل في مجال التكنولوجيا قد نما بأكثر من 10 آلاف وظيفة إلى 317 ألفًا، إلا أنه وفق جمود السوق الاقتصادية وارتفاع الركود في الولايات المتحدة لصورة غير مسبوقة منذ عهود، فقد تأثر المجال التوظيفي في التكنولوجيا وأصبحت العمالة في جميع أنحاء الصناعة أعلى بنسبة 28% أو أكثر.
وأضاف "هربرت"، أن الطفرة التي نتجت عن جائحة كورونا، والتي عززت من قوة شركات التكنولوجيا وتقييماتها المالية، شهدت العام الجاري أزمة من الركود في مواجهة أعلى معدل تضخم منذ عقود وأسعار الفائدة التي يجري رفعها على نحو متسارع.