الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

القنابل العنقودية.. إنقاذ أمريكي للهجوم الأوكراني المضاد

  • مشاركة :
post-title
ذخائر عنقودية

القاهرة الإخبارية - محمد سالم

قررت واشنطن أخيرًا، إرسال القنابل العنقودية المثيرة للجدل إلى أوكرانيا، ضمن حزمة المساعدات العسكرية الجديدة لدعم هجوم كييف المضاد، رغم أنها محظورة في نحو 100 دولة، فما هو سر الموافقة الأمريكية، ولماذا دافع الرئيس جو بايدن عن قراره الذي وصفه بـ"الصعب جدًا"؟ 

سر إرسال الذخائر العنقودية لأوكرانيا 
بايدن

وصف "بايدن" قرار تزويد أوكرانيا بالقنابل العنقودية، بأنه كان صعبًا، إلا إنه اقتنع بالموافقة في النهاية، لحاجة كييف إلى ذخيرة في هجومها المضاد.

ويكمن سر إرسال أمريكا للقنابل العنقودية المثيرة للجدل، في اقتراب نفاذ الذخيرة الأوكرانية، وقال بايدن: " الشيء الرئيسي هو أنهم إما يمتلكون الأسلحة لوقف الروس الآن، ومنعهم من وقف الهجوم الأوكراني المضاد، وإما أنهم لا يمتلكون الأسلحة"، وبحسب "سي إن إن"، يأتي قرار إرسال تلك القنابل في مرحلة حرجة من الحرب، في وقت يكافح فيه الأوكرانيون لتحقيق مكاسب في الهجوم المضاد، إذ إن التقدم أبطأ من المتوقع.

وكشف تقرير لشبكة "بي بي سي" البريطانية، أن القذائف الأوكرانية أوشكت على النفاد، وأن معدل استخدام الذخائر في الهجوم المضاد بكميات غير عادية، يصُعِّب على الحلفاء الغربيين الوفاء بمتطلباتها من تلك القذائف في الوقت المحدد، وأن ما يزيد من أهمية القنابل العنقودية هو أن المدفعية تحولت إلى سلاح رئيسي في جبهات القتال الثابتة، خاصة في الجنوب والشرق.

ومع محاولة كييف التقدم في الهجوم المضاد، والتغلب على الدفاعات الحصينة للقوات الروسية، والممتدة على طول جبهة القتال المقدرة بنحو 1000 كيلومتر، وفي ظل عدم كفاية قذائف المدفعية، طلبت أوكرانيا إعادة تزويدها بالقنابل العنقودية لدعم مخزن الأسلحة، التي تستخدم في استهداف الخنادق الدفاعية.

لماذا تثير القنابل العنقودية الجدل؟

تصف الجماعات الحقوقية القنابل العنقودية بأنها "بشعة"، ووصفت استخدامها بأنه "جريمة حرب"، ووقعت أكثر من مئة دولة، بينها المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا معاهدة دولية تحظر استخدام أو تخزين القنابل العنقودية، بسبب تأثيرها العشوائي على المدنيين.

القنابل العنقودية

ويعد الأطفال أكثر عرضة للإصابة بالقنابل العنقودية، لأنها قد تشبه لعبة صغيرة يحصل عليها الطفل، وغالبًا ما يمسكونها بدافع الفضول، إذ تصل نسبة فشل انفجار الذخائر العنقودية لنحو 30 أو 40%، وبالتالي تبقى القنابل الصغيرة غير المنفجرة على الأرض، وربما تنفجر في أي وقت.

وحاول جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي الأمريكي، تبرير تزويد واشنطن لأوكرانيا بالذخائر العنقودية، وقال إنه قرار صائب، موضحًا أن أوكرانيا قدمت "ضمانات مكتوبة"، لاستخدامها بشكل آمن يجنب المدنيين الضرر، وأن بلاده تدرك مخاطر تلك الذخائر، إلا إنه قال إن نسبة فشل ذخائر أمريكا العنقودية 2.35% أما الروس فتصل النسبة إلى نحو 40%.

ورغم أن القانون الأمريكي، يحظر نقل الذخائر العنقودية التي يزيد معدل فشلها عن 1%، إلا إن بايدن قادر على تجاوز الأمر، ويزعم البنتاجون أن روسيا تستخدم هذه القنابل بالفعل في أوكرانيا، وأنها ذات نسب فشل أعلى من تلك التي ستمد بها واشنطن كييف.

ماذا قالت روسيا؟

قال أناتولي أنطونوف، سفير روسيا في الولايات المتحدة، اليوم السبت، إن مستوى التحريض الأمريكي "يتجاوز الحدود"، ويقرب البشر من حرب عالمية جديدة.

أناتولي أنطونوف

وأضاف تعليقًا على خبر إرسال الذخائر العنقودية، إن واشنطن تستمر برفع الرهانات في الصراع، وما يحدث يقرب العالم من حرب عالمية، ورغم ذلك أكد على ثقته في أن الأسلحة الغربية لن تؤثر في نتائج المعركة، ولن تؤثر على أهداف العملية العسكرية الخاصة.

ووصف الدبلوماسي الروسي، تزويد أوكرانيا بالذخائر العنقودية بأنها "إجراء يعكس اليأس"، ويشير إلى إدراك الولايات المتحدة لعجزهم، وأنهم لا يرغبون في الاعتراق بفشل الهجوم الأكراني المضاد، وبالتالي يقومون بـ"أعمال جنونية"، بحسب وكالة "سبوتينك".

رفض ألماني

من جهتها، قالت أنالينا بربوك، وزيرة الخارجية الألمانية، إن بلادها تعارض استخدام الذخائر العنقودية في أوكرانيا، كما أكد وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس، أن إرسال ذخائر عنقودية إلى أوكرانيا ليس "خيارًا مطروحًا".

وشددت ألمانيا على التزامها باتفاقية تحظر إنتاج واستخدام الذخائر العنقودية.

هل وقعت روسيا وأوكرانيا على معاهدة حظر الذخائر العنقودية؟

لم يوقع كلا البلدين على معاهدة حظر القنابل العنقودية، وكذلك لم توقع الولايات المتحدة عليها، رغم ذلك انتقدت واشنطن في وقت سابق استخدام روسيا للسلاح.

وبحسب "بي بي سي"، تستخدم روسيا وأوكرانيا القنابل العنقودية منذ بدء الحرب في فبراير 2022.

حزمة المساعدات الجديدة

تتضمن حزمة المساعدات العسكرية الجديدة، التي أعلنت عنها واشنطن، ذخائر عنقودية لقذائف المدفعية، و32 عربة قتال مشاة من طراز برادلي، ومثلها من ناقلات الجنود المدرعة "سترايكر"، وبلغت قيمتها 800 مليون دولار.