ليلة طربية ساحرة وسهرة غنائية بنكهة الزمن الجميل، استهل بها المطرب مدحت صالح أولى حفلاته ضمن مشروعه "الأساتذة"، والذي أعاد للمسامع روائع أعمال كبار الملحنين والمطربين المصريين والعرب.
تزينت دار الأوبرا المصرية في استقبالها لجمهور الحفل مساء الجمعة، بسجادة حمراء وعلى الجانبين صور لكبار الملحنين من رواد الزمن الجميل، وسط إقبال جماهيري كبير وحضور لشخصيات عامة، للاستمتاع بالحفل الأول للمشروع الذي احتضنته دار الأوبرا المصرية، ووفرت له الدعم وفتحت له أبوابها ومسارحها؛ ولأن التراث الغنائي المصري يذخر بالعديد من الروائع والأعمال المميزة، انتابت مسؤولي الحفل حيرة شديدة في الاختيار من بينهما، حسبما يؤكد د. خالد داغر، رئيس دار الأوبرا المصرية، مُضيفًا: "فكرة الحفل جاءت من الفنان مدحت صالح وبعدها جلست معه للتخطيط للفكرة، ورشح مدحت صالح، أحمد مصطفى لعمل التوزيعات للأغاني، وواصلنا العمل على قدمٍ وساقٍ وسط دعم من جميع الجهات".
أشاد "داغر" بالدور الذي لعبته الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية في دعم المشروع؛ ليقول: "تنفيذ حفل "الأساتذة ومدحت صالح" كان مفاجأة بالنسبة لنا، إذ إن التجهيزات كانت أكبر مما كان يتخيل، والشركة المتحدة للخدمات الإعلامية ساندت دار الأوبرا بشكل عظيم لتقديم مهرجان كبير مثل هذا الحفل".
أُقيم الحفل تحت رعاية وزارة الثقافة المصرية، وحرصت الوزيرة د. نيفين الكيلاني، على الحضور وأشادت بالمشروع وأبدت كامل دعمها له؛ لتقول عن ذلك: "عندما قدّم لي الفنان مدحت صالح هذا المشروع كان معه ملف كامل به كل التفاصيل والتجهيزات، وأبديت ترحيبي، فالوزارة حريصة على دعم كل ما هو هادف ويعزز هويتنا الثقافية".
أضافت د. نيفين الكيلاني، التراث الغنائي المصري ثري للغاية، ويُعد ثروة قوية وقوة مصر الناعمة، ويهدف المشروع إلى إحياء التراث الغنائي وإعادة تقديمه وصياغته بهدف الحفاظ عليه، وتحمست للمشروع، وأوجه الشكر لدعم المتحدة للخدمات الإعلامية لرعايتها للحفل والمشروع ونقله حصريًا على شاشة قناة الحياة.
وأشارت الكيلاني إلى أنها كانت حريصة على متابعة كل خطوات وتطورات المشروع، بما فيها حضور البروفات العامة التي أُجريت بدار الأوبرا المصرية، لم تكن لتكتمل الحفلة وتخرج في أبهى صورة لولا وجود مايسترو مميز، إذ ترأس هشام مصطفى قيادة الأوركسترا، مُشيدًا بإعادة إحياء التراث الغنائي بتوزيعات جديدة ليقول عن ذلك: "الفنان مدحت صالح حرص على اختيار موزعين مُتخصصين ودارسين للموسيقى والاستعانة بهم في المشروع، لإعادة صياغة روائع الأعمال بتوزيع جديد يناسب الشباب، كأغنيات لحليم وفوزي".
بدأ الفنان مدحت صالح الحفل بأغنية "إيه هو ده" لنجاة، وتبعها بـ" قولوا له" للعندليب الأسمر عبد الحليم حافظ، كلمات مرسي جميل عزيز وألحان كمال الطويل، كما قدّم أغنية "يا جميل يا اللي هنا"، للفنان محمد فوزي، وأغنية "يا وحشني رد عليا"، و"أول مره تحب يا قلبي"، كما قدّم أغنية "مقادير" من ألحان سراج عمر، و"تملي في قلبي يا حبيبي"، و"شط إسكندرية" والتي علق عليها بقوله: "بحب إسكندرية وبحبكم"، ثم أغنية "مش كفاية"، بينما قدّم المايسترو عمرو سليم أغنيتين على البيانو، وسط تفاعل كبير من الحضور، إذ يُعد شريك نجاح للفنان مدحت صالح.
يهدف المشروع الجديد إلى إعادة صياغة التراث الموسيقي المصري والعربي، والانتقال بألحانها من شكل "التخت" التقليدي، إلى الصورة الأوركسترالية الحديثة، دون المساس بالبناء الأساسي للألحان والمقامات.