على مدار الشهر الماضي، أشعل الملياردير الأمريكي إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لـ"تويتر"، عالم الإنترنت، بمزاعم قتال مباشر في الحلبة مع مارك زوكربيرج، مؤسس شركة "ميتا بلاتفورمز"، إذ تحدث عن استعداده لقتال زوكربيرج، قبل أن يرد الأخير: "أرسل لي الموقع"، في وقت تزايدت فيه حدة الانتقادات بينهما لأشهر.
وقبل 7 أيام، قال "ماسك" إن نزاله المتوقع مع صاحب شركة "ميتا"، يمكن أن يحدث في الكولوسيوم، ولكن يبدو أن زوكربيرج، لم يشأ الانتظار حتى يلتقي إيلون ماسك في الحلبة وبدأ معركة إلكترونية، استغل فيها الغضب الذي سببه "ماسك" في أوساط "تويتر"، وأطلق منافسه تطبيق "ثريدز".
ويبدو أن المنافسة بين "ماسك" و"زوكربيرج"، تسير في صالح الأخير حتى الآن، إذ نجح التطبيق الجديد في اجتذاب 30 مليون مشترك في أول 18 ساعة من إعادة إطلاقه، ليكون بمثابة أول تهديد حقيقي لـ"تويتر".
وتصدر التطبيق الذي أطلق عليه إعلاميًا "قاتل تويتر"، قائمة التطبيقات المجانية على متجر "آب ستور"، في بريطانيا والولايات المتحدة.
جاسمين إنبريج، كبيرة المحللين لدى "إنسايدر إنتيليجينس"، علقت على إطلاق تطبيق "ثريدز"، قائلة: "بدأ النزال، وسدد زوكربيرج لكمة قوية".
ماذا قال "ماسك"؟
وفي أول تعليق علني لإيلون ماسك، اعتبر تطبيق "ثريدز"، بأنه عبارة عن نسخة لمنصة تويتر: "نسخ -لصق"، وهو ما ألمح إليه زوكربيرج بنفسه، في أول تغريدة له على تويتر منذ 12 عامًا.
— Mark Zuckerberg (@finkd) July 6, 2023
ومن جهتها، هددت شركة تويتر، بمقاضاة شركة "ميتا بلاتفورمز"، بسبب منصة "ثريدز"، بحسب خطاب أرسله محامي تويتر أليكس سبيرو إلى مارك زوكربيرج الرئيس التنفيذي للشركة الأم لموقع فيسبوك.
وأفاد موقع "سيمافور" الإخباري أن "سبيرو" اتهم "ميتا" في رسالته بتعيين موظفين سابقين في "تويتر": "كانوا ولا يزالون يتمتعون بالقدرة على الوصول إلى الأسرار التجارية وغيرها من المعلومات السرية للغاية لدى تويتر"، وكتب: "تعتزم تويتر تطبيق حقوق الملكية الفكرية الخاصة بها بصرامة، وتطالب ميتا باتخاذ خطوات فورية للتوقف عن استخدام أي أسرار تجارية أو معلومات أخرى سرية للغاية لدى تويتر".
ومن جهته، رد آندي ستون المتحدث باسم "ميتا"، في منشور على ثريدز، نافيًا وجود أي موظف في فريق الهندسة الخاص بالتطبيق الجديد كان موظفًا سابقًا في تويتر.
ويبدو أن "ماسك" سيخسر هذه الجولة أيضًا، إذ نقلت "رويترز"، عن خبراء في قانون الملكية الفكرية، قولهم إن تويتر بحاجة إلى تفاصيل أكثر بكثير مما هو موجود في الرسالة لرفع دعوى سرقة أسرار تجارية ضد ميتا.
وأوضح مارك ليملي، أستاذ القانون في جامعة ستانفورد، أن مجرد تعيين موظفين سابقين في تويتر (سرحتهم الشركة بنفسها أو دفعتهم للمغادرة)، وحقيقة أن فيسبوك أنشأ موقعًا مشابهًا إلى حد ما لن يدعما على الأرجح دعوى خاصة بالأسرار التجارية.
استفادة من أخطاء تويتر
قال "زوكربيرج"، في منشور عبر "ثريدز"، إنه يجب أن يكون هناك تطبيق للمحادثات العامة فيه أكثر من مليار شخص، وأن تويتر أتيحت له هذه الفرصة، لكنه لم ينجح في الأمر، مشيرًا إلى أن كل ما فعله هو الاستفادة من سلسلة من أخطاء "تويتر"، منذ استحواذ ماسك عليها.
وجاء إطلاق التطبيق في وقت أعلنت فيه منصة "تويتر"، مزيدًا من القيود على استخدام التطبيق، منها الحاجة لاستخدام حسابات موثقة لاستخدام "تويت.ديك"، وفرض سقف على عدد التغريدات التي يمكن لكل مستخدم رؤيتها، إضافة إلى حجب رؤية التغريدات حال عدم تسجيل الدخول.
وما عزز استفادة "ثريدز"، هو حالة الغضب التي سيطرت على مستخدمي "تويتر" جراء قرارات ماسك، والتي أدت بالفعل إلى فرار بعض المستخدمين إلى المنصات البديلة مثل "بلو سكاي" و "ماستودون"، وغيرها.