يحقق جهاز الخدمة السرية الأمريكية، في واقعة العثور على "كوكايين" في البيت الأبيض، لمعرفة كيف وصل إلى هناك، بعد أن أدى العثور على "المادة البيضاء" ليل الأحد الماضي، إلى إخلاء قصير للجناح الغربي الذي يحتوي على المكتب البيضاوي ومناطق عمل أخرى لمساعدي الرئيس.
عملاء الخدمة السرية، عثروا على "الكوكايين"، أثناء تفتيش روتيني في منطقة يمكن للمجموعات السياحية الوصول إليها، في وقت كان فيه الرئيس الأمريكي وعائلته في "كامب ديفيد" بولاية ماريلاند، بحسب "بي بي سي".
أين عُثر على الكوكايين؟
بحسب مسؤول كبير في إنفاذ القانون، تم العثور على المادة في منشأة تخزين، يستخدمها موظفو البيت الأبيض والضيوف لتخزين الهواتف المحمولة، وكشف الاختبار الأولى أن المادة هي "الكوكايين".
وقالت كارين جان بيير، المتحدثة باسم البيت الأبيض، الأربعاء، إن "الخدمة السرية"، سيُجري مراجعة كاملة لسجلات الزوار، حتى يصل إلى كيفية دخول الكوكايين إلى البيت الأبيض.
ويُسمح لموظفي البيت الأبيض بالقيام بجولات في بعض أجزاء الجناح الغربي -حيث عثر على الكوكايين- للأصدقاء والعائلة، لكن على الزوار غير المعتمدين أن يقوموا بتخزين هواتفهم المحمولة ومتعلقاتهم الشخصية في مقصورات، وبحسب مصدر مطلع على التحقيق كانت "المادة البيضاء" في إحدى الغرف الصغيرة، وفقًا لـ"رويترز".
وأشارت "بيير" -في مؤتمر صحفي-، إلى أن المنطقة التي عُثر فيها على "الكوكايين" جزء "كثيف الزيارة"، مؤكدة أنهم على ثقة بأن جهاز الخدمة السرية سيصل إلى حقيقة الأمر.
وبحسب "بي بي سي"، فإن الجناح الغربي، هو جزء كبير متعدد المستويات، به مكاتب رئيس الولايات المتحدة بما فيها المكتب البيضاوي وغرفة العمليات، كما أنه يضم مكاتب نائب الرئيس، ورئيس موظفي البيت الأبيض، والسكرتير الصحفي، ومئات الموظفين الآخرين.
كيف وصل إلى أحد أكثر المباني حراسة في العالم؟
السيناتور عن ولاية أركنساس توم كوتون، وهو جمهوري بارز في اللجنة الاقتصادية بمجلس الشيوخ، كتب إلى مدير الخدمة السرية، يسأله عن كيفية وصول تلك المادة إلى أحد أكثر المباني حراسة في العالم، وعن إجراءات التفتيش الأمني وعملية فحص الزائرين، وعن المرات السابقة التي تم فيها اكتشاف مخدرات سابقًا بالقصر الرئاسي.
ما علاقة نجل بايدن؟
صحيفة "نيويورك بوست" ألمحت إلى أن هانتر بايدن (53 عامًا) نجل الرئيس الأمريكي جو بايدن قد يكون له دور في كيفية دخول الكوكايين إلى البيت الأبيض، خاصة وأنه اعترف بإدمانه في الماضي، وكتب في مذكراته بعنوان "أشياء جميلة"، تفاصيل عن معركته التي استمرت لسنوات مع إدمان الكوكايين، التي قال إنها اشتدت بعد وفاة شقيقه "بو"، عام 2015.
سخرية روسية
بعد الإعلان عن العثور على الكوكايين في البيت الأبيض، سخر نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، دميتري مدفيديف، قائلًا "يبدو أنهم يحضرون مهدئا لطفل كييف"، قاصدًا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
وكتب على تويتر: "تم العثور على كوكايين في البيت الأبيض، يبدو أنه بدلًا من "إف - 16" يتم تحضير مهدئ لطفل كييف".
محاولة لاحتواء الغضب
سعى البيت الأبيض، لاحتواء النبأ غير العادي، وخاصة وأن أصابع الاتهام ربما تشير إلى نجل الرئيس، وخلال اجتماع بين بايدن ورئيس الوزراء السويدي، تركزت أسئلة الصحفيين حول ملابسات العثور على الكوكايين في البيت الأبيض بدلًا من تمحور الأسئلة حول حلف شمال الأطلسي والشؤون الجيوسياسية، بحسب وكالة "فرانس برس".
وفي محاولة من البيت الأبيض لتبرئة ساحة بايدن ونجله، أعلن أن الأدلة الظرفية، "على الأقل"، تشير إلى أن المسؤولية تقع على زائر وليس أحد على صلة بعائلة "بايدن".
وشددت جان بيير، على أن عائلة الرئيس لم تكن متواجدة في البيت الأبيض وقت العثور على الكوكايين، وقالت إن الرئيس الأمريكي، مطلع على الأمر، مشيرة إلى أن كل العاملين في البيت الأبيض يخضعون "لتوجيهات صارمة بما في ذلك اختبار المخدرات".
سخرية ترامب
ولم يفوت الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب الذي اعتاد إثارة الجدل، التعليق على الحادث قائلًا: "هل هناك من يعتقد أن مادة الكوكايين التي عثر عليها في الجناح الغربي للبيت الأبيض، بالقرب من المكتب البيضاوي، هي لاستهلاك أحد غير هانتر وجو بايدن؟".