يسعى زعماء منظمة "شنغهاي للتعاون" إلى توثيق العلاقات وتعزيز التعاون داخل التكتل الأمني والسياسي والاقتصادي الآخذ في التوسع.
وجاء في إعلان مشترك لزعماء "شنغهاي للتعاون"، في ختام قمة استضافتها الهند عبر الإنترنت، أن دول المنظمة تعارض حل المشكلات والتحديات الأمنية بصورة جماعية، وعلى أساس أيديولوجي وبفكر تصادمي، وفق "رويترز".
وانتقد الزعماء ما وصفوه بالأثر السلبي "للتوسع الأحادي الجانب وغير المحدود من دول بعينها، أو مجموعات من الدول في أنظمة الدفاع الصاروخي العالمية"، من دون الإشارة مباشرة إلى توسع حلف شمال الأطلسي والمساعدات العسكرية التي يقدمها الغرب إلى أوكرانيا.
ودعمت كل الدول الأعضاء، ما عدا الهند، خطة مبادرة الحزام والطريق واسعة النطاق التي تهدف إلى إحياء طريق الحرير لربط الصين مع آسيا وأوروبا ومناطق أخرى أبعد من ذلك من خلال مشروعات ضخمة للبنية التحتية.
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال القمة الافتراضية لمنظمة "شنغهاي" للتعاون، إن روسيا ستستمر في مواجهة الضغوط الغربية الاقتصادية، داعيًا الدول الأعضاء إلى مواصلة الانتقال إلى التعامل بالعملات المحلية، ضمن مساعيها للتخلي عن الدولار الأمريكي.
من جهته، حذر الرئيس الصيني شي جين بينج من "حرب باردة جديدة". وقال جين بينج "إنه يجب علينا الحذر من محاولات خارجية لإثارة حرب باردة جديدة وخلق مواجهات تكتلية في المنطقة".
وأسست بكين وموسكو منظمة شنغهاي للتعاون عام 2001، والتي تضم أيضًا الهند وباكستان وكازاخستان وقرغيزستان وطاجيكستان وأوزبكستان.
وأصبحت إيران، بشكل رسمي عضوًا دائمًا في منظمة "شنغهاي للتعاون"، وذلك بعد إعلان انضمامها خلال اجتماع رؤساء دول المنظمة، أمس.
وتضم المنظمة 4 دول تحمل صفة مراقب، وهي أفغانستان وبيلاروسيا ومنغوليا، و6 دول تملك صفة "شركاء الحوار": وهي أذربيجان وأرمينيا وكمبوديا ونيبال وتركيا وسريلانكا.
وفي عام 2021، وافقت المنظمة على منح السعودية ومصر وقطر صفة "شريك في الحوار". وفي مايو الماضي، مُنحت دولة الإمارات رسميًا صفة " شريك حوار" في المنظمة.
أكبر منظمة إقليمية في العالم
وتعد شنغهاي للتعاون هي أكبر منظمة إقليمية في العالم من حيث المساحة والسكان، وتغطي دول المنظمة 60 في المئة من منطقة أوراسيا، بعدد سكان يقدر بـ3.2 مليار، وبحجم اقتصادي يبلغ 20 تريليون دولار.
وتهدف المنظمة إلى بناء نظام عالمي متعدد المراكز يتسق بشكل تام مع قواعد القانون الدولي ومبادئ الاحترام المتبادل، التي تلبي مصالح كل دولة مع وضع احتياجاتها وطموحاتها المتبادلة في الاعتبار.
كما تهدف المنظمة إلى تقوية الثقة المشتركة وعلاقات حسن الجوار بين الدول الأعضاء"، وكذلك تعزيز التعاون السياسي الفعال في مجالات السياسة والتجارة والاقتصاد والعلوم والتكنولوجيا والثقافة والتعليم ضمن مجالات أخرى، بحسب الموقع الرسمي للمنظمة.
وتضم منظمة شنغهاي للتعاون بعض عناصر التبادل الأمني، مثل نهج مشترك لمكافحة "الإرهاب". ومع ذلك فإن أهداف ميثاقها تميل بقوة نحو التعاون التجاري والاقتصادي، بما في ذلك التطوير المشترك لـ"أنظمة الطاقة" و"النمو الاقتصادي المتوازن"، من دون السماح لأي دولة بالسيطرة.
وتقول المنظمة إنها تهدف عبر الجهد الجماعي للدول الأعضاء إلى "ضمان الأمن والسلام والاستقرار في الإقليم، والتحرك نحو تأسيس نظام سياسي واقتصادي عالمي جديد، ديمقراطي وعادل وعقلاني".
ووفقًا للمنظمة، فإن نشاطاتها الداخلية (بين الدول الأعضاء) تقوم على "الثقة المتبادلة والنفع المشترك والحقوق المتساوية، والتشاور واحترام التنوع الثقافي والتطلع إلى التنمية".
فيما تقوم سياساتها الخارجية على الامتثال لسياسات ومبادئ عدم الانحياز، وعدم استهداف أي أحد، وكذلك الانفتاح على العالم.
وركزت المنظمة في البداية على الجهود الإقليمية لمكافحة الإرهاب والنزعات الانفصالية والتطرف في وسط آسيا.
وفي الجانب الاقتصادي، وقعت الدول الأعضاء في المنظمة في 2003 برنامجًا مدته 20 عامًا، بشأن التعاون التجاري والاقتصادي. وقالت المنظمة إن الهدف طويل المدى هو إنشاء منطقة حرة في أراضي الدول الأعضاء تحت مظلة المنظمة، وفي المدى القصير تهيئة بيئة مواتية للتجارة والاستثمار بين الدول الأعضاء.
وتضم "شنغهاى للتعاون" هيئة "إنتربنك كونسورتيوم"، وهو تحالف مصرفي تأسس في أكتوبر 2005؛ لتوفير التمويل والخدمات البنكية للمشروعات الاستثمارية التي ترعاها حكومات الدول الأعضاء في المنظمة.