بعد ما يقرب من 15 عامًا، ستنضم إيران رسميًا إلى منظمة شنغهاي للتعاون في 4 يوليو الجاري، الذي يتزامن مع ذكرى استقلال الولايات المتحدة الأمريكية، في ظل مساعي طهران لكسر طوق العقوبات الأمريكية التي عمّقت جراح الاقتصاد الإيراني.
وتحتفل الولايات المتحدة الأمريكية فى الرابع من يوليو من كل عام بـ"عيد الاستقلال" الذى يخلّد ذكرى موافقة مندوبى 13 مستعمرة على إعلان الاستقلال التاريخى، وهو إعلان هذه المستعمرات الاستقلال الذاتى عن بريطانيا العظمى.
وكان سيرجي لافروف، وزير الخارجية الروسية أعلن في وقت سابق من الجمعة الماضي انضمام إيران الأسبوع المقبل إلى منظمة شنغهاي التي تقودها الصين، الخصم الأكبر للولايات المتحدة الأمريكية.
عضوية كاملة
وخلال اجتماع الرؤساء في الرابع من يوليو، ستتم الموافقة على عضوية إيران الكاملة في المنظمة، حسبما قال "لافروف" في افتتاح مركز للمنظمة في موسكو، بحسب وكالة "رويترز" للأنباء.
وفي سياق متصل، صرّح بختيور خاكيموف، الممثل الخاص لرئيس روسيا لشؤون منظمة شنغهاي للتعاون، بأن قبول طهران كعضو كامل في المنظمة سيكون قرارًا رئيسيًا في القمة المقبلة بنيودلهي.
يشار إلى أن إيران كانت عضوًا مراقبًا في المنظمة منذ 2005، لكنها فشلت في آخر محاولة لانضمامها في 2020 بسبب رفض طاجيكستان حينها.
وفي نهاية سبتمبر 2021 وافقت الدول الأعضاء على التحاق طهران، لتبدأ حينها سلسلة إجراءات تتطلب ما قد يصل إلى عامين لتكتمل عضويتها.
والشهر الماضي، انضمت الإمارات والكويت إلى منظمة شنغهاي بصفتهما "شريك حوار"، لتلتحقا بالسعودية وقطر، في ظل تنامي العلاقات الخليجية الصينية الروسية، وسط مخاوف واشنطن التي تسعى لتحصين نفوذها في منطقة الخليج، في مواجهة تصاعد النفوذ الصيني.
الدبلوماسية الصينية
وفي سياق متصل، أشارت صحيفة "بلومبرج" في تقرير لها إلى أهمية الدور الصيني في الشرق الأوسط، وفاعلية نشاط الدبلوماسية الصينية على مدار السنوات الماضية.
وكان حسين أمير عبد اللهيان، وزير الخارجية الإيراني، قد أعلن في وقت سابق إن العضوية الدائمة لإيران في منظمة شنغهاي ستبدأ في يوليو المقبل، في إشارة واضحة إلى جهود طهران الدبلوماسية لتخفيف عزلتها الدولية.
وتتجلى الجهود الإيرانية في توثيق روابطها بروسيا والصين وروسيا، وعبر المصالحة مع جيرانها العرب وخفض التوتر مع الدول الغربية بهدف إنعاش اقتصادها الذي يعاني من أزمات بسبب العقوبات.
ومنظمة شنغهاي هي اتحاد سياسي وأمني لدول تشغل مساحة كبيرة من "أوراسيا"، من بينها الصين والهند وروسيا، وهي تضم نحو نصف سكان الأرض.
وتأسست المنظمة في 2001 بمبادرة من الصين وروسيا وأربع دول أخرى، هي "طاجيكستان" و"قرغيزستان" و"أوزبكستان" و"كازاخستان" وانضمت إليها الهند وباكستان في 2017.