الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

بعد حادث الدهس والطعن بتل أبيب.. إسرائيل تصعد عمليتها في جنين

  • مشاركة :
post-title
أعمدة الدخان تتصاعد في سماء مدينة جنين بالضفة الغربية المحتلة

القاهرة الإخبارية - متابعات

أُجلي الآلاف من السكان من مخيم جنين في الضفة الغربية المحتلة، اليوم الثلاثاء، في ثاني أيام واحدة من كبرى العمليات العسكرية الإسرائيلية منذ أعوام، فيما يبرز ما يشتبه بأنه حادث دهس بسيارة في تل أبيب، مخاطر تصاعد العنف.

وبدأت العملية، التي قال جيش الاحتلال الإسرائيلي، إنها تهدف لتدمير بنية تحتية وأسلحة تابعة لجماعات مسلحة في المخيم، بضربة بطائرة مُسيّرة في الساعات الأولى من أمس الإثنين، واستمرت طوال اليوم بمشاركة مئات الأفراد من القوات الإسرائيلية.

10 شهداء

وأكدت وزارة الصحة الفلسطينية، في بيان، سقوط 10 شهداء وأكثر من 120 جريحًا، بينهم نحو 20 إصابة بجروح خطيرة جراء عدوان الاحتلال على جنين.

لا مؤشر على انتهاء العملية

وبعد أكثر من 24 ساعة من الاشتباكات المتفاوتة الشدة، قال تساحي هنجبي، مستشار الأمن القومي الإسرائيلي، إن العملية "تقترب من تحقيق أهدافها المحددة"، لكن لا يوجد مؤشر محدد على موعد انتهائها.

وأظهر حادث دهس بسيارة وطعن في تل أبيب، أصيب فيه 6 أشخاص، أن تأثير العملية قد يؤدي إلى مزيد من التصعيد. ووصف متحدث باسم الشرطة الإسرائيلية الهجوم بأنه إرهاب.

وفي جنين سُمع دوي إطلاق نار وانفجارات قرب مخيم اللاجئين، لكن الهدوء ساد أنحاء من المدينة ومضت وتيرة الحياة على النحو المعتاد نسبيًا.

إجلاء 3 آلاف شخص

وفي وقت متأخر من مساء أمس الإثنين، قال الهلال الأحمر الفلسطيني، إنه أجلى 500 أسرة من المخيم أو نحو 3 آلاف شخص، وعبرت وكالات تابعة للأمم المتحدة عن قلقها بخصوص حجم العملية البرية والجوية.

وقال جهاد حسن "63 عامًا"، الذي فر من المخيم مع عائلته بعد إصابة ابنه، إن هجوم الطائرة المُسيّرة دفعه للمغادرة. وأضاف بينما كان ينتظر ابنه في مستشفى جنين الحكومي "لا تسمع صوتًا، ترى الانفجار فحسب".

وقالت منظمة الصحة العالمية، مكررة تصريحات لخدمات الطوارئ الفلسطينية، إن المسعفين مُنعوا من دخول المخيم للوصول إلى المصابين. وقال متحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي إنه لم يصدر أمرًا بمنع دخولهم.

وذكر للصحفيين في وقت متأخر أمس الإثنين: "عربات الإسعاف تتحرك بحرية ونحن ننسق دخولها أيضًا".

قطع إمدادات الكهرباء والمياه

وظلت إمدادات الكهرباء والمياه مقطوعة في المخيم وبعض أنحاء المدينة، بعدما توغلت الجرافات في الشوارع بحثًا عن العبوات الناسفة، وتسببت في قطع أسلاك كهرباء وكسر ماسورة مياه رئيسية.

وقالت وزارة الصحة الفلسطينية، إن فلسطينيًا كان أصيب في الاشتباكات وتوفي مساءً، فيما عُثر على جثة أخرى في الصباح، لترتفع حصيلة الشهداء إلى 10 إضافة إلى إصابة نحو 100، و20 منهم في حالة حرجة. واستشهد فلسطيني آخر، في رام الله، أمس الإثنين.

وقال مسؤولون إن مشكلات في مشرحة المستشفى أجبرت الخدمات الصحية على نقل بعض الجثث إلى مستشفى آخر في مدينة قباطية المجاورة.

إغلاق المكاتب

من المنتظر أن تغلق المكاتب والشركات في أنحاء الضفة الغربية المحتلة أبوابها، اليوم الثلاثاء، استجابة لدعوات بتنظيم إضراب عام للاحتجاج على العملية الإسرائيلية، التي وصفتها السلطة الفلسطينية بأنها "جريمة حرب".

وتفاوت رد الفعل الدولي على العملية، إذ قالت الولايات المتحدة، إنها تحترم حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، لكن من الضروري تجنب سقوط ضحايا من المدنيين.

عرقلة جهود المصالحة

وقال محمد مصطفى عرفي، مندوب مصر الدائم في جامعة الدول العربية، إن العملية ستعرقل جهود تحقيق المصالحة بعد عنف متصاعد على مدى شهور.

وأضاف أن ما حدث في جنين من قتل وحشي باستخدام آلة الحرب الإسرائيلية، يهدف إلى تقليص فرص إعادة إحياء عملية السلام إلى حد بعيد.

وظل المخيم المكتظ بالسكان، الذي يعيش فيه نحو 14 ألف شخص في أقل من نصف كيلومتر مربع، إحدى بؤر العنف الذي يجتاح الضفة الغربية المحتلة منذ أكثر من عام.