الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

خوفا من انتقال الاحتجاجات.. أحداث فرنسا تثير الجدل في تركيا

  • مشاركة :
post-title
المتحدث باسم الحزب الحاكم العدالة والتنمية عمر تشليك

القاهرة الإخبارية - ياسمين يوسف

بعد تصاعد التوتر في فرنسا إثر مقتل الفتى نائل، ذي الأصول الجزائرية، البالغ من العمر 17 عامًا، واستمرار الاحتجاجات، يرى بعض السياسيين في تركيا أنها قد تشهد الأحداث ذاتها، بسبب الهجرة واللاجئين، الذين بلغ عددهم نحو 5 ملايين، وباتوا يمثلون أبرز التحديات التي تواجه البلاد.

واستنكر عمر تشليك، المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية الحاكم، تلك الآراء، ووصفها بأنها غير منطقية، ولم تبن على أسس سليمة، وأنها تتبع نهجًا غير واع وخبيث، مؤكدًا أن سياسة الهجرة التركية القائمة على القيم الإنسانية تختلف عن فرنسا المبنية على أسس استعمارية وعنف عنصري، بحسب تصريحاته لصحيفة "جمهوريت" التركية. 

وقال إن تركيا تتبع سياسة قوية من أجل خلق مناخ سلام في المنطقة ومناطق جغرافية بعيدة لا يغادر فيها أحد وطنه، وتهدف إلى ضمان عودة الناجين من الموت إلى وطنهم بأمان.

نهج خبيث

وقال "تشيليك"، في سلسلة من التغريدات على حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "ادعى بعض السياسيين والصحفيين في الآونة الأخيرة أن اللاجئين في بلادنا قد يتسببون في صراعات مماثلة بتلك التي تشهدها فرنسا في الفترة الحالية، وأرى أن المقارنة بين النهج الأخلاقي والقائم على المبادئ الإنسانية مع سياسات البلدان الأخرى المليئة بالاستعمار والعنف العنصري والدراما الإنسانية فعل استفزازي".

وتابع تشليك: "ندين بشدة النهج الخبيث والاستفزازي لهؤلاء السياسيين والصحفيين الذين يجمعون جمهورية تركيا جنبًا إلى جنب مع الدول الاستعمارية، التي تشهد ارتكاب جرائم الكراهية من خلال استهداف اللاجئين، فهم يحاولون خلق مناخ من الخوف والكراهية ضد السلام السائد في بلدنا من خلال الترويج للصراع".

الانتخابات العامة

واتهم المتحدث باسم الحزب الحاكم، أن هؤلاء السياسيين والصحفيين يحاولون تضليل الأمة من خلال التجاهل المتعمد للفرق بين فهم فرنسا للاستعمار والسياسات العامة التمييزية، وسياسة تركيا الإنسانية في قضية الهجرة، مشيرا إلى أن الأمة ردّت بالفعل على هذه الاستفزازات التي تم طرحها خلال فترة الانتخابات العامة، وما شهدته من حرية التعبير وتطبيق القانون.

وقال "تشليك": "بينما تواجه الدول المستعمرة عواقب سياساتها التمييزية ورد الفعل الاجتماعي على العنف العنصري في مدنها، اهتمت تركيا باللاجئين الفارين من الموت بسبب سياستها القائمة على القيم الإنسانية، فدولتنا تتحمل مسؤولية إعادة إحلال السلام في مناطق الصراع هذه وعودة هؤلاء الأشخاص إلى بلدانهم".

تشليك: تركيا لن تسمح بدس هذه الأفكار

وأورد "تشليك" تصريح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، التي قال فيها: "لم نفتح أبوابنا فقط لإنقاذ حياة وكرامة المظلومين، ولكننا بذلنا قصارى جهدنا ولا نزال نسعى من أجل عودتهم إلى ديارهم، فمنذ عام 2016 عندما بدأت تركيا عملياتها عبر الحدود في مواجهة المأساة الإنسانية المتفاقمة في سوريا، عاد قرابة 500 ألف سوري إلى المناطق الآمنة، وندعم استراتيجيتنا للحفاظ على الهجرة عبر الحدود بمشاريع من شأنها تشجيع العودة الطوعية".

وأنهى تشليك تصريحاته: "أولئك الذين يحاولون تقييم تركيا من خلال الأحداث التي وقعت في البلدان الاستعمارية ولديهم أسباب متأصلة على أساس العنف العنصري، يقفون على نفس مستوى الفاشيين في أوروبا.. ولن تسمح تركيا لهذه العقلية بالاستمرار في دس أفكارها".

تشهد فرنسا احتجاجات عارمة في العديد من المدن، وسط تكثيف وجود قوات الأمن في كل أنحاء البلاد، حيث تم نشر 45 ألفًا من عناصر الشرطة والدرك، للتصدي لأعمال الشغب التي هزت البلاد، منذ مقتل نائل برصاص شرطي خلال عملية تفتيش مروري في ضاحية نانتير بالعاصمة باريس.