أعلن الادعاء العام الفرنسي، اليوم الجمعة، مقتل شخص في احتجاجات أمس، جراء سقوطه من مبنى بمدينة روان.
وتوفي شاب عشريني بعد ظهر الجمعة في شمال غرب فرنسا متأثّرًا بإصابته بجروح إثر سقوطه ليل الخميس-الجمعة من أعلى سطح متجر خلال أعمال شغب تشهدها فرنسا احتجاجًا على مقتل شاب برصاص الشرطة.
وقال مصدر في الشرطة لوكالة "فرانس برس" إنّ الشاب سقط من أعلى سطح سوبر ماركت "خلال عملية نهب"، لكنّ مكتب المدّعي العامّ في روان قال إنّ هذا المتجر "لم يتعرّض لهجوم من قبل مثيري الشغب خلال هذه الوقائع".
أعمال شغب وعنف
واندلعت أعمال الشغب والعنف في العديد من مدن البلاد، إثر انتشار شريط فيديو يوثّق مقتل الفتى نائل البالغ 17 عامًا برصاص شرطي أطلق النار عليه الثلاثاء الماضي، أثناء عملية تدقيق مروري في نانتير، الضاحية الغربية للعاصمة باريس.
إلى ذلك غادر إيمانويل ماكرون قمة الاتحاد الأوروبي في بروكسل قبل نهايتها، ومن دون أن يعقد مؤتمره الصحفي كما جرت العادة، وعاد إلى باريس لترؤس خلية الأزمة الوزارية بشأن أعمال الشغب في البلاد.
وحسب بيان لقصر الإليزيه، فإن ماكرون مستعد لاعتماد إجراءات للحفاظ على الأمن العام "دون محرمات"، في إشارة إلى إمكانية وضع تدابير استثنائية لاحتواء الأحداث، وفقًا لمقترحات رئيسة الوزراء ووزير الداخلية.
الشرطي يواجه تهمة القتل العمد
وتقام جنازة الفتى القتيل السبت، بحسب ما أعلن رئيس بلدية نانتير.
ومنذ مقتل الفتى، شهد عدد من مدن البلاد، في منطقة باريس وفي المحافظات، أعمال تخريب يقف وراءها في أكثر الأحيان شبّان يافعون.
ووُجهت إلى الشرطي الموقوف البالغ 38 عامًا تهمة القتل العمد.
تصاعد الاحتجاجات
وتصاعدت أعمال الشغب وامتدت إلى مدن جديدة ليل الخميس-الجمعة. وأحصيت إصابة 492 مبنى بأضرار وإحراق 2000 سيارة وإضرام 3880 حريقًا في الشوارع، وفقًا للأرقام الرسمية.
واستُهدفت مدارس ومراكز للشرطة البلدية ومراكز تابعة للبلديات ومراكز اجتماعية وحافلات وعربات الترام.
وخلال اجتماع أزمة وزاري، هو الثاني في يومين، أعلنت رئيسة الوزراء إليزابيث بورن أنّ قوات الدرك ستنشر عربات مصفّحة في الشوارع للتصدّي لأعمال الشغب، وأنّ "فعاليات جماهيرية" سيتمّ إلغاؤها في أنحاء البلاد لتخفيف العبء عن كاهل أفراد الشرطة، لكي يركّزوا جهودهم على وقف أعمال الشغب.
وأعلنت الحكومة أنّ حافلات النقل المشترك وعربات الترام التي غالبًا ما تكون هدفًا لمرتكبي أعمال الشغب، ستتوقف أيضًا عن العمل في جميع أنحاء البلاد، بدءًا من الساعة التاسعة ليلاً (السابعة مساء بتوقيت جرينتش).
تنديد أممي
وفي جنيف، طلبت الأمم المتّحدة من فرنسا معالجة مشاكل العنصرية والتمييز العنصري في صفوف قوات الأمن.
وقالت رافينا شمداساني، الناطقة باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، خلال مؤتمر صحفي: "ندعو السلطات على الدوام لضمان أن تحترم الشرطة لدى استخدامها القوة مبادئ المساواة والضرورة والتناسب وعدم التمييز والحذر والمساءلة، لدى تعاملها مع العناصر المسببة للعنف خلال التظاهرات".