حذّرت روسيا مما وصفته بـ"مماطلة" الغرب وأوكرانيا في التسوية السلمية للصراع في كييف، وأكدت مع بدء مبادرة بابوية لبحث السلام في موسكو، اليوم الأربعاء، استعدادها للنظر في أي مقترحات ذات طبيعة جادة لإنهاء الصراع المسلح.
وأكد وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، أن الدول الغربية لم تقدم مقترحات جادة لتسوية النزاع في أوكرانيا، وأنه كلما ماطل الغرب وأوكرانيا في التسوية السلمية زادت صعوبة الاتفاق.
وقال لافروف، في تصريحات صحفية، يوم الأربعاء: "لم نر مثل هذه المقترحات بعد.. هناك فقط، عمومًا، ثرثرة حول خطة زيلينسكي، والآن يريدون عقد "منتدى سلام" ما، دون مشاركة روسيا فيه"، مؤكدًا أنه لا جدوى من ذلك دون مشاركة موسكو.
وأضاف لافروف أن موسكو تؤكد دائمًا على أنها مستعدة للنظر في أي مقترحات "ذات طبيعة جادة".
مبادرة الفاتيكان
ويتزامن ذلك مع وصول المبعوث البابوي إلى موسكو، اليوم، لإجراء محادثات سلام بشان أوكرانيا، بعد ما رحّبت روسيا بمبادرة الفاتيكان للمساهمة في إنهاء الصراع المسلح.
وأعرب المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، في بيان، عن تقدير روسيا لمساعي الفاتيكان للمساعدة في حل الأزمة الأوكرانية، وأكد وصول مبعوث بابوي إلى موسكو لإجراء محادثات سلام، ومن المنتظر أن يجري مستشار بوتين للشؤون الخارجية محادثات مع الكاردينال ماتيو زوبي بناء على طلب بوتين، وفق الكرملين.
صراع مُجمّد
وأكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، رفض بلاده التوصل لاتفاق تسوية مع موسكو ينتهي به الحال في شكل "صراع مجمد"، بحد تعبيره.
وقال زيلينسكي، في حديث له أمام برلمان بلاده، اليوم، إنه لا يزال يعارض أي خطة سلام تبقي على المكاسب التي حققتها روسيا على الأرض منذ أن بدأت العملية العسكرية في 24 فبراير من العام الماضي 2022، مضيفًا أن "أوكرانيا لن توافق على أي شكل من أشكال الصراع المجمّد".
صيغة سلام أوكرانية
ويتمسك زيلينسكي بـ"صيغة سلام" تتألف من 10 نقاط تشمل استعادة وحدة أراضي أوكرانيا، وانسحاب القوات الروسية، واستعادة حدود الدولة الأوكرانية لوقف استقلالها عن الاتحاد السوفيتي السابق، عام 1991.
وشدد الرئيس الأوكراني على أن هذه الصيغة تمثل الأساس لأي اقتراح لإنهاء الحرب في بلاده.
يأتي ذلك بينما تشن كييف هجومًا مضادًا طال انتظاره، لاستعادة أراضيها، فيما لا تزال القوات الروسية تسطير على مساحات كبيرة من الأراضي الأوكرانية في الشرق والجنوب.
وأكد زيلينسكي أن أوكرانيا "في طريقها إلى النصر"، مشددًا على ضرورة أي تفلت القيادة السياسية والعسكرية لروسيا من العدالة بعدما شنوا حربًا على بلاده.