الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

زيارة نتنياهو لبكين.. وساطة صينية مرتقبة لإحياء مفاوضات السلام

  • مشاركة :
post-title
لقاء سابق بين نتنياهو والرئيس الصيني - أرشيفية

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس الثلاثاء، تلقيه دعوة لزيارة الصين، التي تبذل جهودًا دبلوماسية في الشرق الأوسط، وتسعى لوساطة تهدف لإحياء مفاوضات السلام المتعثرة بين إسرائيل والفلسطينيين.

ويأتي الإعلان وسط توتر العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة التي لم يَدع رئيسها جو بايدن نتنياهو للزيارة بعد إعادة انتخاب الأخير في نوفمبر من العام الماضي.

وتصاعد التوتر بسبب دعوة إدارة بايدن المستمرة لحل الدولتين مع الفلسطينيين، وانتقاد توسيع المستوطنات والذي تعتزم حكومة نتنياهو القيام به.

ويتزامن التوتر بين الإدارة الأمريكية والحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة بقيادة نتنياهو، مع جهود دبلوماسية صينية في الشرق الأوسط، حيث توسطت بكين في إعادة العلاقات، خلال مارس الماضي، بين إيران والسعودية، في منطقة لطالما كانت الولايات المتحدة فيها صانع القرار الدبلوماسي.

وفى وقت سابق من شهر يونيو الجاري، أجرى الرئيس الفلسطيني محمود عباس زيارة إلى بكين، شكلت محاولة لإيجاد محاور ضغط جديدة على إسرائيل، عن طريق قوة كبرى مثل الصين، وفقاً لمسؤولين ومحللين.

وتشعر القيادة في فلسطين بفقدان للثقة تجاه الإدارات الأمريكية، وأشارت في أكثر من مناسبة إلى أن الولايات المتحدة لم تعد راعية لعملية السلام، بينما أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن السلطة الفلسطينية "لن تقبل أن تكون واشنطن الراعي الوحيد لأي مفاوضات سلام مع إسرائيل".

ودفعت حالة الجمود الحالية القيادة الفلسطينية إلى طرق أبواب جديدة، يمكن من خلالها استئناف مفاوضات السلام مجددًا.

ويرغب الفلسطينيون في إقامة دولة في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية، وهي الأراضي التي احتلتها إسرائيل عام 1967. وانسحبت إسرائيل من غزة في 2005، بينما تمارس السلطة الفلسطينية حكمًا ذاتيًا في الضفة الغربية.

وتبدي الصين اهتمامًا متزايدًا بأن تكون وسيطًا محتملًا لإرساء السلام بين فلسطين وإسرائيل. وفى أبريل الماضي، أجرى وزير الخارجية الصيني تشين جانج محادثات هاتفية مع كبار الدبلوماسيين الإسرائيليين والفلسطينيين، أبلغهم فيها استعداد بكين لتسهيل محادثات سلام.

وتعول الصين في مساعيها لإحياء مفاوضات السلام الإسرائيلية الفلسطينية المتوقفة منذ عام، على علاقتها الاقتصادية القوية مع الدولة العبرية، إذ ارتفع التبادل التجاري بين إسرائيل والصين إلى أكثر من 20 مليار دولار عام 2021، وباتت الصين أكبر شريك تجاري لإسرائيل في آسيا وثالث أكبر شريك تجاري لها في العالم.

وخلال فترة حكم رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو"، السابقة، وقَّع البلدان اتفاقية "شراكة الابتكار الشاملة"، ومضت الصين رغم اعتراضات أمريكية قوية آنذاك واستثمرت في البنية التحتية الإسرائيلية في إطار مبادرة الحزام والطريق، كما شيَّدت شركات صينية مملوكة للدولة مرافق في ميناء أسدود وحيفا، وخطًا للسكة الحديد الخفيفة في تل أبيب، كما استثمرت الشركات الصينية مثل "هواوي" و"علي بابا" في نحو 463 شركة إسرائيلية وأنشأوا مراكز للبحوث والتطوير في إسرائيل.

واختلفت الصين مع إسرائيل في السابق على خلفية القضية الفلسطينية، في ظل دعم بكين المستمر للقضية الفلسطينية في الأمم المتحدة.