حصل السودان على تعهدات من دول ومنظمات دولية، بمساعدات إنسانية تصل قيمتها لنحو 1.5 مليار دولار، من شأنها مد يد العون إلى ملايين السودانيين العالقين بأوضاع صعبة، في ظل صراع دامٍ مستمر لأكثر من شهرين، فيما يعتبر المبلغ نصف القيمة التي قدرتها الأمم المتحدة لمساعدة 18 مليون شخص حتى نهاية العام.
يأتي ذلك ضمن مُخرجات مؤتمر المانحين للسودان رفيع المستوى، الذي انعقد، يوم الاثنين، عبر الاتصال المرئي، برئاسة مشتركة بين السعودية، وقطر، ومصر، وألمانيا، ومنظمة الأمم المتحدة ممثلة بمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، والاتحاد الأوروبي، والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين.
وقال مارتن جريفيث، مسؤول المساعدات بالأمم المتحدة، إن السودان حصل على تعهدات بمساعدات إنسانية تقترب من 1.5 مليار دولار، وفق ما نقلته "رويترز" عن تصريحات صحفية أُدلي بها الاثنين.
وتعهدت الولايات المتحدة بتقديم مساعدات مالية قدرها 171 مليون دولار للسودان، وفق إعلان مدير الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، سامنانثا باور.
وخصصت الأمم المتحدة 22 مليون دولار إضافية للاحتياجات الإنسانية ذات الأولوية في السودان، وفق إعلان منسق الشؤون الإنسانية والإغاثة بالأمم المتحدة، مارتن جريفيث.
وتعهد الاتحاد الأوروبي بتقديم 190 مليون يورو مساعدات إنسانية إلى السودان، وفق بيان.
كما تعهدت ألمانيا بتقديم مساعدات إنسانية للسودان والمنطقة بقيمة 200 مليون يورو حتى عام 2024، وفق إعلان وزيرة الخارجية الألمانية، كاتيا كول.
وتعهدت قطر بتقديم مساعدات للسودان بقيمة 50 مليون دولار، وفق إعلان رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني.
وأعلنت السعودية تخصيص 100 مليون دولار للدعم الإنساني في السودان، وفق إعلان وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله قائلًا: "مركز الملك سلمان خصص 100 مليون دولار للدعم الإنساني بالسودان".
وتتزامن تعهدات المانحين مع هدنة دخلت حيز التنفيذ في السادسة من صباح يوم الأحد، لمدة 72 ساعة، في ظل وضع إنساني صعب للصراع الذي دخل شهره الثاني، ورغم هدوء نسبي تحقق خلال هذا الاتفاق، إلا أن الوضع لم يسمح بالممرات الإنسانية ودخول المساعدات، كما كان مأمولًا.
نصف الحاجة
ومع ارتفاع أعداد القتلى، وازدياد الاحتياجات الإنسانية وحالات النزوح عن السودان، دعت الأمم المتحدة وشركاؤها، أول أمس السبت، إلى توفير مبلغ 3 مليارات دولار أمريكي، لمساعدة 18 مليون شخص حتى نهاية هذا العام في نداء وصفته بأنه الأضخم على الإطلاق من أجل السودان.
وأطلقت الأمم المتحدة خطة للاستجابة من أجل توفير الغذاء والرعاية الصحية والمأوى والحماية، وغيرها من المساعدات الضرورية.
وسوف تركز خطة الاستجابة الإنسانية المعدلة للأمم المتحدة، على ضرورة تكثيف المواد الغذائية والمياه والنظافة على نحو عاجل، وغير ذلك من المساعدات المنقذة للحياة، كما ستسعى الخطة لرفع مستوى تركيزها على الحماية، بما في ذلك حماية الأطفال والحد من العنف القائم على نوع الجنس، وفق بيان للأمم المتحدة.
وقدرت الأمم المتحدة حاجة السودان في الوقت الحالي لمبلغ 2.56 مليار دولار، بزيادة قدرها 800 مليون دولار عن الأشهر القليلة الماضية، في ظل الاحتياجات المتزايدة الناجمة عن الأزمة الحالية.
وتشمل خطة الأمم المتحدة مساعي للاستجابة الإقليمية للاجئين الخاصة بالسودان، قدرت تكلفتها بنحو 470.4 مليون دولار بغية توفير الدعم للاجئين والعائدين والمجتمعات المضيفة في جمهورية إفريقيا الوسطى وتشاد ومصر وإثيوبيا وجنوب السودان، ويهدف التمويل إلى مساعدة أكثر من مليون شخص، بما في ذلك اللاجئون والعائدون ومواطنو الدول الأخرى.
ومنذ 15 أبريل الماضي، يشهد السودان معارك ضارية، بين الجيش النظامي والدعم السريع خلفت مئات القتلى وآلاف الجرحى، ودفعت بأكثر من مليون سوداني للنزوح داخليًا بعيدًا عن مناطق الصراع، في ظل أكثر من 10 اتفاقات لوقف إطلاق النار بين الطرفين لم يصمد أي منها طويلًا دون خروقات تتطور لقتال عنيف.
ودفعت وتيرة القتال العنيف في السودان إلى نزوح أكثر من 840 ألف شخص بالداخل، فيما اضطرت المعارك أكثر من 220 ألف لاجئ وعائد للفرار من البلاد.