يدور التساؤل حاليًا حول مستقبل مجموعة "فاجنر" العسكرية الخاصة، بعد أن أنهت تمردها المُسلح القصير ضد الجيش الروسي.
وانسحبت "فاجنر"، أمس الأحد، من مدينة روستوف، جنوب روسيا، وأوقفت زحفها نحو العاصمة موسكو، بموجب اتفاق توسط فيه رئيس روسيا البيضاء ألكسندر لوكاشينكو.
وعاد مقاتلو مجموعة فاجنر إلى قواعدهم، مقابل ضمانات لسلامتهم، في حين سينتقل زعيمهم يفجيني بريجوجن إلى روسيا البيضاء، ما أنهى تمردًا قصير الأمد.
وبالنسبة لمقاتلي "فاجنر" الذين لم يشاركوا في التمرد ضد القيادة العسكرية الروسية، فسيوقعون بموجب الاتفاق، عقودًا مع وزارة الدفاع الروسية، التي تسعى لوضع جميع القوات المتطوعة المستقلة تحت سيطرتها بحلول الأول من يوليو.
مشروع قانون
ويعمل البرلمان الروسي "الدوما" على إعداد مشروع قانون بشأن تنظيم "فاجنر"، إذ أعلن أندريه كارتابولوف، رئيس لجنة الدفاع في الدوما الروسي، إعداد مشروع قانون بشأن أنشطة الشركات العسكرية الخاصة، لافتًا إلى أنه من السابق لأوانه الحديث عن مستقبل شركة "فاجنر" الخاصة.
تأسيس "فاجنر"
وكان عام 2014، موعد تأسيس مجموعة "فاجنر"، وجرى في العام نفسه تكليفها بأولى مهامها علنًا في شبه جزيرة القرم، إذ ساعد مقاتلوها، القوات الانفصالية الموالية لروسيا على السيطرة على القرم آنذاك.
ومع اندلاع العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا، 24 فبراير 2022، جرى حشد "فاجنر" في البداية لتعزيز القوات الروسية المتمركزة على الخطوط الأمامية، لكن مع استمرار الحرب تزايد الاعتماد على عناصر المجموعة الخاصة بشكل متزايد في المعارك الحاسمة، خاصة على جبهات باخموت وسوليدار.
وتشير التقديرات إلى أن 20 ألفًا من عناصر "فاجنر" يقاتلون حاليًا في أوكرانيا. وحسب ما نقلت "رويترز" عن مارينا ميرون، من قسم دراسات الدفاع في "كينجز كوليدج" بلندن، فإن العثور على بديل لتلك العمليات سيستغرق وقتًا، وبالتالي قد يبقى بريجوجن ليواصل قيادتها لبعض الوقت.
مصير "فاجنر" في إفريقيا
وتنتشر عناصر فاجنر في بلدان إفريقية لتوفير الدعم والأمن لشركات التعدين الروسية والشركات التي تعمل معها.
وبعد التمرد المُسلح قصير المدى الذي شنته "فاجنر" ضد القيادة العسكرية الروسية، بات مستقبل وجود المجموعة في البلدان الإفريقية تلك مرهونًا بمصيرها داخل روسيا.
بوتين لن يستغنى عن "فاجنر"
ويبلغ عدد مقاتلي فاجنر نحو 50 ألف مُقاتل، وفقًا لتقديرات أجهزة المخابرات الغربية. ومع الأخذ في الاعتبار أن المجموعة من عناصر لا يقاتلون بـ"عقيدة وطنية"، همهم الأكبر "المال"، فمن السهل التأثير عليهم أن ينفضوا من حول بريجوجن.
وبالتالي، من المرجح بعد خروج "بريجوجن" من روسيا، أن يلجأ بوتين لتعيين قائد جديد لـ"فاجنر" حتى تستكمل مهامها. فمن الصعب "إنهاء عمل فاجنر"، لكنها لن تشارك مُستقبلًا في أي تحركات عسكرية مشتركة مع القوات النظامية الروسية، خاصة في أوكرانيا.
ويرجح المحلل السياسي الروسي أندريه مورتازين، أن "فاجنر" ستستمر في أداء مهام عملها، وسيتم ذلك من خلال استبدال قائدها، لتستمر كشركة خاصة، أو دمجها داخل الجيش الروسي.