توجه اليونانيون إلى صناديق الاقتراع، اليوم الأحد، للمرة الثانية هذا العام خلال أقل من شهرين، لانتخاب برلمان جديد، وسط انقسامات الأحزاب حول قضية الهجرة، وذلك بعد حادث غرق سفينة مهاجرين في 14 يونيو، الذي أسفر عن مقتل العشرات فضلًا عن مئات المفقودين قبالة سواحل جنوب اليونان.
وشكّل الحادث الذي صُنف كونه أحد أسوأ كوارث رحلات الهجرة منذ سنوات، انقسام الآراء بشأن الهجرة غير شرعية، ما أثار التخوفات حول انعاكسه على نتائج الانتخابات التي أجريت اليوم منذ الـ7 صباحًا وحتى الـ7 مساء بالتوقيت المحلي للبلاد.
ذلك الحادث المأساوي الذي أثار حفيظة مئات المواطنين اليونانيين، وتحول غضبهم إلى مظاهرات عارمة وحشود غاضبة في العاصمة اليونانية أثينا، متهمين حلف شمال الأطلسي "الناتو" والاتحاد الأوروبي، بالتسبب في تدفق المهاجرين عبر البحر المتوسط إلى بلدهم.
حزب "ميتسوتاكيس" يتصدر
وأظهرت نتائج استطلاعات نشرتها شبكات تلفزة لدى إغلاق مراكز الاقتراع أنّ حزب الديمقراطية الجديدة بزعامة رئيس الوزراء اليوناني السابق كيرياكوس ميتسوتاكيس الذي تولّى السلطة منذ العام 2019 وحتى نهاية مايو، حصل على من 40 إلى 44 في المئة متفوقًا على حزب سيريزا اليساري بزعامة أليكسيس تسيبراس الذي حصل على من 16,1 إلى 19,1 في المئة.
وأعلنت شركات الأبحاث نتائج الاستطلاعات التي أجرتها أمام مراكز الاقتراع وذلك بعد اكتمال عملية التصويت، التي أظهرت تقدم حزب الديمقراطية الجديدة الحاكم بنسبة 40إلى 44 في المئة بينما جاء تحالف اليسار الراديكالي (سيريزا) في المرتبة الثانية بنسبة 16.1 إلى 19.1 في المئة.
بعد بسط سيطرته.. نسب متواضعة للأحزاب اليونانية في الانتخابات
وفقًا لاستطلاعات الرأي، حصل ائتلاف اليسار الراديكالي على 10 إلى 13 في المئة، وحصل الحزب الشيوعي اليوناني على 7.2إلى 9.2 في المئة، وحزب الحل اليوناني على 2.3-4.3في المئة، وحزب ميرا 25 على 2-4في المئة، وفي حال تأكيد هذه النتائج، يكون حزب المحافظين بزعامة رئيس الوزراء اليوناني السابق كيرياكوس ميتسوتاكيس قد فاز بفارق هو الأكبر له منذ نحو 50 عامًا.
وأعلن إلياس كاسيدياريس النائب السابق عن حزب الفجر الذهبي اليميني المتطرف، الذي قضت المحكمة العليا في اليونان بحظره من المشاركة في الانتخابات أنه سيدعم حزب تسيبراس، وسيتمكن الحزب من دخول البرلمان بنسبة 4-6 في المئة من الأصوات.
وفاز ميتسوتاكيس في الانتخابات التي أجريت في 21 مايو، لكنّه فشل في الحصول على غالبية كافية تتيح له تشكيل الحكومة الجديدة من دون تشكيل تحالفات، ما دفعه للذهاب مجددًا إلى صناديق الاقتراع ودعوة الناخبين للإدلاء بأصواتهم لصالح حزبه مرة ثانية.
وتجسدت المنافسة الرئيسية في الانتخابات بين رئيس الوزراء المحافظ ورئيس حزب الديمقراطية الجديدة كيرياكوس ميتسوتاكيس (55 عامًا)، وهو مصرفي سابق تلقى تعليمه في جامعة هارفارد، في مواجهة أليكسيس تسيبراس (48 عامًا) الذي يرأس حزب سيريزا اليسارى، الذي تولى منصب رئيس الوزراء خلال بعض أكثر سنوات الأزمة المالية اضطرابًا.