تشهد اليونان في 25 يونيو الجاري، إجراء انتخابات جديدة، وذلك بعدما فشلت الأحزاب الثلاثة الفائزة بالانتخابات التي أجريت في مايو الماضي، في التوصل إلى اتفاق تشكيل تحالف حكومي.
وتطبق هذه الانتخابات بموجب قانون تم إقراره عام 2020، والذي يتيح للحزب الفائز بالمركز الأول تشكيل حكومة بمنحة ميزة إضافية تصل إلى 50 مقعدًا، ويحق للمواطنين الذين يبلغون من العمر 17 عامًا، والمسجلين في القوائم الانتخابية للبلديات التصويت.
ويتجسد المتنافسان الرئيسيان في الانتخابات في رئيس الوزراء المحافظ ورئيس حزب الديمقراطية الجديدة كيرياكوس ميتسوتاكيس (55 عامًا)، وهو مصرفي سابق تلقى تعليمه فى جامعة هارفارد، ويواجهه أليكسيس تسيبراس (48 عاما) والذي يرأس حزب سيريزا اليسارى، الذي تولى منصب رئيس الوزراء خلال بعض أكثر سنوات الأزمة المالية اضطرابًا.
استمرار الفوز بالأغلبية
ووفقًا لمراسل قناة "القاهرة الإخبارية" من أثينا، عبد الستار بركات، صرح زعيم حزب الديمقراطية الجديدة ميتسوتاكيس ورئيس الوزراء، قائلًا إن "القضية الشاغلة في البلاد هي تشكيل حكومة تضمن استقرار سياسي".
ودعا ميتسوتاكيس -الذي يسعى إلى تشكيل الحكومة من حزبه بمفرده كما كان الأمر خلال الأربع سنوات الماضية- الناخبين الداعمين لحزبه إلى إعادة التصويت من أجل تأكيد اختيارهم، مضيفًا أن اليونان بحاجة إلى تشكل حكومة قوية واستقرار سياسي، وأن البلاد تحتاج إلى حكومة ذات أغلبية تضمن تعزيز التغييرات وتحسين حياة المواطنين.
وفي المقابل، يسعى زعيم حزب سيريزا اليساري المعارض ألكسيس تسيبراس- الذي حكم من 2015 إلى 2019- إلى تزويد الأصوات لصالح حزبه، فاتجه إلى ترويج التصويت لصالح حزبه من خلال رسم خطط مستقبلية، من شأنها رفع مستوى كفاءة التعليم.
وصرح تسيبراس بأنه: "إذا أردنا الاستثمار في المستقبل فيجب علينا الاستثمار في التعليم العام والعقل البشري"، مضيفا أن هذا الاقتراع يشكل يوم أمل لطي صفحة أربع سنوات صعبة مع حكومة "متعجرفة لا تهتم بالأكثر عددًا".
حظر ترشح
وفقًا لأخبار تلفزيون الدولة اليوناني ERT، قضت المحكمة العليا في اليونان بأن النائب السابق لحزب الفجر الذهبي إلياس كاسيدياريس، لا يمكنه المشاركة في الانتخابات العامة في 25 يونيو.
ووفقاً لقرار المحكمة، سُمح لـ26 حزبًا سياسيًا و4 تحالفات ومرشحين مستقلين بالمشاركة في الانتخابات في 25 يونيو، ورفضت المحكمة العليا 12 طلبيا من أصل 44، للمشاركة في الانتخابات العامة.
ويرجع سبب الحظر إلى توصيف حزب الفجر الذهبي اليميني المتطرف، على أنه "منظمة إجرامية" من قبل المحكمة اليونانية في أكتوبر 2020، وأُدين "كاسيدياريس" بتأسيس منظمة إجرامية وكونه عضوًا في منظمة إجرامية.
ووفقًا لتنظيم قانوني صدر في البرلمان خلال فبراير، فُرض حاجز انتخابي على الأحزاب المرتبطة بأشخاص مرتبطين بمنظمة إجرامية.
نتائج انتخابات 21 مايو
حصل الحزب الحاكم في الانتخابات الماضية على 40.8% من الأصوات، تمثل في 145 نائبا للحزب في البرلمان المكون من 300 مقعد، مما يتيح له تمرير مشاريع القوانين، بينما حصل حزب المعارضة اليساري سيريزا، على 20,1%، وبلغ الفارق بين الحزبين في نتائج الانتخابات السابقة نحو 20 نقطة.
وكلفت رئيسة اليونان كاترينا ساكيلاروبولو، رئيس ديوان المحاسبة يوانيس سارماس بتشكيل حكومة موقتة حتى تنظيم انتخابات جديدة، وذلك بعد أيام من صدور نتائج التصويت بالانتخابات التشريعية، ورفض الأحزاب الثلاثة الفائزة تكوين تحالف حكومي.
وصوت الناخبون في الانتخابات البرلمانية باليونان، لاختيار أعضاء البرلمان المكون من مجلس واحد، والذين يخدمون لمدة 4 سنوات، في انتخابات عامة لم تسفر عن فائز، إذ لم تتمكن الأحزاب السياسية المنقسمة في البلاد من الاتفاق على ائتلاف.