الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

الموسيقار البحريني وحيد الخان: تكونت فنيا في مصر

  • مشاركة :
post-title
وحيد الخان

القاهرة الإخبارية - محمد عبد المنعم

مسيرة موسيقية طويلة سطّرها الموسيقار البحريني وحيد الخان بدأت من الدراسة في مصر وانطلقت للعالم كله، ليستمع الجمهور إلى مقطوعاته، وينهلون من خبراته في التأليف الموسيقي، فهو أحد مؤسسي المعهد الكلاسيكي للموسيقى في البحرين، كما صمم العروض الاستعراضية لعدد من المحافل المهمة؛ منها حفل افتتاح كأس آسيا في أبو ظبي، ومهرجانات سلطنة عمان، كما وقف على أكبر المسارح في العالم وقاد أوركسترات مختلفة في دول بأوروبا، ويستعد حاليًا لإحياء حفل في موسكو بمشاركة أوركسترا "موسكو السيمفوني".

استعدادات خاصة يقوم بها وحيد الخان لحفله المقبل كشفها لموقع "القاهرة الإخبارية"، كما تطرق إلى رحلته الفنية، وملامح من مشروعاته المستقبلية، وتعلقه القوي بمصر وذكرياته مع أصدقائه في معهد الكونسرفتوار.

وحيد الخان
دعوة وتحدٍ

يقول الخان عن حفل موسكو: "تلقيت دعوة من اتحاد المؤلفين الموسيقيين الروس للمشاركة في مهرجان روسيا صوت العالم، لأقدم حفلة مع أحد أهم صنّاع الموسيقي العالميين، إذ أخبروني أنهم اطلعوا عبر الإنترنت على الأعمال الموسيقية المختلفة ودراستها وقيمة تلك الأعمال الفنية التي قدمتها، وهو تحدٍ وتشريف كبير".

وحول التعاون مع أوركسترا موسكو السيمفوني قال: "هذه ليست المرة الأولى لي التي اشترك فيها مع أوركسترا في أوروبا، فالأمر بسيط، وحينما يكتب المؤلف الموسيقي النوتة بشكل جيد، فأي أوركسترا قادرة على تحويلها إلى موسيقى، والعازفون الروس على مهارة عالية ولا يحتاجون إلى بروفات مكثفة، وكان آخر حفل قدمته في باريس قمنا بالبروفة يوم الحفل نفسه".

يستمتع "وحيد" بالعزف أمام جمهور لا يعرفه، ويقول: "المقياس هنا يكون حقيقيًا، من خلال مدى تقديره وتفاعله مع الموسيقى التي يسمعها وليس لمرجعيته عن الفنان الذي أمامه، وعلى سبيل المثال حينما تستمع إلى أغنية لكوكب الشرق أم كلثوم تغنيها المطربة المصرية مي فاروق فتجد الإنفعالات عبارة عن ذكرياتك مع الأغنية سواء قدمها المطربة أو المطرب بشكل جيد أم لا، فحنينك يغلب التقييم، أما حينما لا يعرفونك فتجد منهم أصدق تفاعل بدون مجاملات".

العودة إلى الحياة

وفي خطوة جديدة لا يتجه إليها أغلب مؤلفي الموسيقى، وهي تقديم مقطوعات موسيقية في ألبوم، طرح "وحيد" ألبومه الثاني الذي يحمل اسم"العودة إلى الحياة" ومكون من 10 مقطوعات، ويقول عنه: "أنا كلاسيكي، وسلكت المسلك المعتاد بهدف أن أقدم به حفلات في العالم بدلًا من عزف مقطوعة واحدة، وهو ألبوم مختلف في إحساسه ومذاقه عن الألبوم الأول "العودة روح البحرين" الذي كان الهدف منه أن يرى العالم ثقافة البحرين".

وتابع: "ألبوم "العودة إلى الحياة" أهدافه مختلفة، وقدمته بعد مرحلة فيروس كورونا التي أصابت العالم بالإحباط، وكنت حريصًا أن أظهر من خلاله مشاعر الفرح والحيوية بالعودة إلى الحياة، واستغرقت عامين بين التأليف والتنفيذ والبطولة للآلات الشرقية العود والقانون والناي وأضفت عليهم لمسة تركية، بالإضافة إلى الإيقاعات الخليجية، فنحن نزخر بتراث فني وموسيقي كبير، والهدف الأساسي أن يستمع العالم إلى تلك الموسيقى وألا نكتفي بالمحلية".

واستكمالًا لسبب توجهه لتقديم ألبومات موسيقية قال: "نادرًا ما نجد شخصًا يقدم موسيقى بحتة، وذلك بسبب قلة الإنتاج، وأغلب الإنتاجات الموسيقية الموجودة هي مقطوعات قُدمت لأعمال درامية بأنواعها، ومن المفترض أن يتحرك المعنيون بالثقافة ويكون هناك مهرجانات ومسابقات لتشجيع المؤلفين الموسيقيين، لأن الموسيقى هي الأساس وبها مشاعر تثير الخيال".

دعم فني

يرى "الخان" أن الوضع الموسيقى في البحرين حاليًا يمر بمرحلة صعبة إذ يقول: "كانت وزارة الإعلام في الماضي معنية بالموسيقيين والموسيقى والفنون، وبعد ذلك يتم إنشاء هيئة الثقافة ثم وزارة الثقافة وصار الموسيقيون لا يعرفون لمن ينتموا، والبحرين بها مبدعون ولكن لا يجدون من يحتضنهم ولكن أعتقد أنها مشكلة في العالم كله يمر بها المبدعون والفنانون".

ابن مصر

"أنا أبن مصر".. هكذا رد "الخان" على تكريمه في مصر عام 2020 من مهرجان الموسيقى العربية واستكمل تعبيره عن حبه لمصر قائلًا: "درست 8 سنوات في معهد الكونسرفتوار وتكويني الموسيقي كان في مصر، وعاصرت جيلًا قويًا في المعهد منهم يحيي الموجي، وعازفة الفلوت د.إيناس عبد الدايم والمايسترو نادر العباسي، وغيرهم، وارتباطي بمصر جذري، وفي سنوات الدراسة زرت أماكن كثيرة في الرحلات الميدانية وتكريمي جاء لما قدمته من أعمال، ومن المفترض أن أتواجد في الدورة المقبلة من مهرجان الموسيقى العربية، بالإضافة إلى ترتيب حفلات في الأوبرا ومكتبة الإسكندرية، وفي حفلاتي السابقة حرصت على تقديم أغنية لمصر، وأنا أحب أن أخصص مقطوعة للبلاد التي أزورها".

أسس"الخان" المعهد الكلاسيكي للموسيقى في البحرين عام 1986 واستمر ثلاثين عامًا، لكن نشاطه توقف حاليًا ويكشف سبب هذا ويقول: "المبنى الذي كنا نستخدمه أصبح آيل للسقوط ونحن بصدد تشييد مبنى خاص جديد للمعهد وسنعود بأسلوب جديد"