30 عامًا قضاها المخرج القدير يسرى نصر الله، في عالم السينما، مكتشفًا أسرارها، فثمة علاقة خاصة ربطته بها قوامها الحب المتبادل، أفنى حياته عشقًا لها، ورغم حصوله على الكثير من التكريمات والجوائز، إلا أن اختياره للتتويج بجائزة الهرم الذهبي التقديرية لإنجاز العمر من مهرجان القاهرة السينمائي في دورته الـ 45 التي ستقام نوفمبر المقبل، يمثل تكريمًا مهمًا له، وحمل مكانة خاصة بقلبه، إذ تعد بمثابة حصاد ما زرعه على مدار أكثر من 3 عقود.
شعور بالسعادة ممزوج بالامتنان، هكذا عبَّر يسرى نصرالله بكلمات دافئة، عما يجول بخاطره بعد أن وقع عليه الاختيار لمنحه جائزة الهرم الذهبي من قبل أقدم وأعرق مهرجان سينمائي، ليهدي هذه الجائزة لكل من وقف بجانبه يومًا ما، إذ يقول لموقع "القاهرة الإخبارية": أهدي هذه الجائزة لكل من وقف بجانبي على مدار 30 عامًا عملت فيها بالسينما بداية من مدير التصوير المصري سمير بهزان، والمخرج العالمي يوسف شاهين، والمنتجة ماريان خوري، ومصممة الملابس ناهد نصر الله، ومنى أسعد وكل الممثلين الذين عملوا معي، فلا أحد يصل لمكانة ما بدون دعم ومشاركة الناس له في الحِلم، ومساعدته في الوصول لما حققه الآن، والحمد لله وجدت دعمًا كبيرًا في حياتي من كل المحيطين بي، فكل الناس وقفت بجواري".
تكريم في الوقت المناسب
وعن كواليس إبلاغه بالتكريم قال إن الفنان حسين فهمي رئيس المهرجان والمخرج أمير رمسيس المدير الفني للمهرجان، تحدثا إليه حول رغبة المهرجان في تكريمه، مشيرًا إلى أنهما طلبا منه الحفاظ على هذا السر حتى يعلنا عنه بأنفسهما.
يرى يسري نصر الله، أن هذا التكريم جاء في وقته المناسب، حيث يقول: "هذه الخطوة مناسبة جدًا وفي توقيتها، وأرى أنه إذا جاء هذا التكريم مبكرًا عن هذا الوقت فبالتأكيد سيكون تكريمًا عن فيلم، وأنا لم يفرق معي مسألة تأخيره، لأنني لست متقاعدًا أو متوفيًا، فالتكريم يأتي عن مجمل الأعمال إذ يمثل تحية للمثابرة ومواصلة السعي، وأنا سعيد بهذا التكريم".
أحلام صناعة السينما
طموحات وأحلام يحملها نصر الله للسينما، وتأتي هذه الجائزة كفرصة ليعبر عن آماله وتطلعاته التي يحلم بها لهذه الصناعة، حيث يشير إلى أن الجائزة تمثّل له الكثير: "تعد هذه الجائزة فرصة للحديث عن السينما، التي تعيش أزمة كبيرة حاليًا، ومن المهم أن نتحدث حول ما يجب أن تكون عليه السينما وأين وصلت ولابد من محاولة إصلاح أحوالها، فكما مهم جدًا تكريم الشخص، لابد أن يكون هناك تكريم للسينما نفسها أيضًا".
يقف يسري نصر الله مدافعًا عن السينما التي عشق تفاصيلها، ويرى أن هناك أمورًا بحاجة لإعادة النظر فيها لصلاح وضعها، فيؤكد أن تكريم السينما يأتي من خلال عدة خطوات والتي قال عنها: "ينبغي أن يتم التعامل مع السينما المصرية باعتبارها صناعة مهمة، والتأكيد على الريادة المصرية لابد أن يتزامن مع تحرير السينما من الرقابة".
كما طالب نصر الله بتذليل المعوقات التي تعترض صنّاع السينما ومنها الحصول على تصاريح التصوير، قائلاً: "يضطر الشخص للمرور بأكثر من خطوة لعمل فيلمه سواء من الرقابة أو للحصول على تصريح بتصوير مشهد في الشارع، فهذا مناخ صعب، ولا بد من تقديم تسهيلات كافية للصنّاع".